أهلاً وسهلاً بخادم الحرمين الشريفين بين شعبه المحب المخلص, مقدمك مقدم خير دائما في كل بقعة من بقاع الأرض تحل فيه قدماك حيث تمتد أياديك الكريمة بالخير والعطاء, حفظك الله ورعاك وأيدك بنصره وتوفيقه. مضى عام كامل تقريبا على الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشرقية حيث ترأس خلالها القمة التاسعة عشرة التاريخية لجامعة الدول العربية والتي انعقدت في مدينة الظهران وقد أطلق عليها حفظه الله اسم «قمة القدس». وها هي المنطقة الشرقية تحظى بزيارة تاريخية أخرى لخادم الحرمين الشريفين وبين الزيارتين الميمونتين صدرت قرارات مهمة ودشنت مشاريع استراتيجية لها أثرها العظيم في تعزيز حركة التطور والبناء للوطن الحبيب على جميع الأصعدة وفي كل المسارات ليكون هذا الوطن شامخاً كما يجب أن يكون بمقدساته وقياداته وشعبه وأرضه. من هذه القرارات كان القرار التاريخي لقيادة المرأة السعودية للسيارة وقرارات التصدي لمحاربة الفساد والهدر المالي وسوء استخدام السلطة والنفوذ وكذلك قرارات لإعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية لتفعيل دورها لتقوم بمهامها المطلوبة بجودة وفعالية أكثر, أما على صعيد المشاريع فقد شهدنا تدشين مشاريع استراتيجية عظيمة مثل مشروع قطار خادم الحرمين بين المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة لتكون المدة الزمنية للرحلة لا تستغرق ساعتين, ناهيك عن المساهمة في التخفيف على شبكة الطرق القائمة خصوصاً اثناء موسم الحج والعمرة, وكذلك مشروع وعد الشمال للاستفادة من 2,7 مليار طن من الفوسفات تمثل 7% من المخزون العالمي سيتم نقلها بقطار وعد الشمال إلى رأس الخير على الساحل الشرقي بمسافة 1550 كم حيث ينتظرها ميناء متكامل هو على وشك الاكتمال لينضم إلى منظومة الموانئ السعودية ويساهم بقوة في نمو صناعة الملاحة والسفن في المملكة, كذلك شهدنا في الساحل الشرقي حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة قرب مدينة بقيق على مساحة 3,35 مليون متر مربع للمساهمة في تطوير قطاع الصناعات الوطنية والخدمات المساندة لصناعة النفط والغاز والكهرباء والاتصالات والماء بما يعزز المحتوى المحلي إلى نسبة 70% على أقل تقدير. أما على الصعيد البيئي والترفيهي والسياحي فيكفي ما شهدناه من مشروع القدية على مساحة 350 كم مربع وسيوفر 50 ألف فرصة عمل بإذن الله, وعلى نفس الصعيد مشروع آمالا في البحر الأحمر لتطوير 50 جزيرة هي كنوز لم تكتشف بعد وآن الأوان لذلك ومثل ذلك مشروع المتحف المفتوح في محافظة العلا. كل ذلك سيجعل من المملكة وجهة سياحية وبدل ما هو عكس ذلك الآن وبدل أن تتحول مليارات من ناتجنا المحلي للخارج سيكون الوضع هو أن دعم الناتج المحلي بمئات المليارات سنوياً. أما على المستوى الحضري فقد حظيت مدينة جدة بمشروعين رائعين هما الداون تاون الذي سيحول وسط جدة المطل على البحر الأحمر إلى حي عصري بأبراج عالية يتعدد فيه الاستخدامات السكنية والتجارية والفندقية والطبية والترفيهية والرياضية, والمشروع الآخر هو الفيصلية ( ضواحي سكنية) في جنوبجدة ستساهم في تحسين الواقع المعيشي والسكني لقطاعات كبيرة من المواطنين على مساحة تزيد عن 2,3 كيلو متر مربع ومثل ذلك مشروع الطائف الجديد في محافظة الطائف. وأخيراً ما سعدنا به كثيرا تدشين المشاريع الأربعة في مدينة الرياض, حديقة الملك سلمان على مساحة 13 كم2 ومشروع المسار الرياضي بطول 135 كم والرياض آرت الذي سيحول مدينة الرياض إلى معرض مفتوح والرياض الخضراء الذي سيجعل من الرياض اسماً على مسمى إن شاء الله. والخير قادم على جميع المستويات وفي كل ربوع المملكة تحقيقاً لرؤية 2030 لتنمية متوازنة تغطي كل مناطق المملكة وفق خطى مدروسة بعناية. وفي الختام لا يفوتني أن أشير إلى مشروعين نموذجيين في تطوير الأحياء التاريخية القديمة أحدهما تطوير حي الطريف بالدرعية الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في حفل بهيج في شهر ديسمبر من عام 2018م, وكذلك تطوير وسط العوامية بالمنطقة الشرقية الذي افتتحه سمو أمير المنطقة الشرقية حفظه الله في شهر يناير عام 2019م.