لا أعرف حقيقة إذا كان الاتحاد السعودي لكرة القدم سيستمر في قراره بالسماح للأندية بالتعاقد مع ثمانية لاعبين أجانب للموسم القادم أم لا! فالهدف الذي من خلاله أعلن اتحاد القدم السماح للأندية بالتعاقد مع ثمانية لاعبين أجانب وهو زيادة المنافسة بين الأندية ورفع المستوى الفني لها، أراه كما يراه البعض لم يتحقق ولم تظهر نتائجه التي كنا نترقبها وهذا يدعمه الواقع الذي نشاهده اليوم فالمنافسة على بطولة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين انحصرت وبشكل كبير وواضح ومنذ الجولات العشرة الأخيرة لهذا الموسم بين فريقي الهلال والنصر وهو امتداد للمواسم السابقة التي كانت من خلالها المنافسة على بطولة الدوري بين فريقين فقط. قد يكون الحكم على نجاح تجربة اتحاد القدم بمشاركة ثمانية لاعبين أجانب مبكرًا إلا أن "ليالي الصيف تبان من عصاريها"، فرغم الأسماء الكبيرة التي تعاقدت معها بعض الأندية إلا أن المردود الفني على أرض الملعب لهذه الأسماء لم يكن على حجم الهالة الإعلامية التي صاحبت قدومها بل أن بعض الأسماء المغمورة قدمت أداء وساهمت في نتائج فرقها بشكل فارق على عكس تلك الأسماء صاحبت الصيت والشهرة. المستوى الفني للكثير من الأندية أيضًا لم يصاحبه تغييرا كبيرا على عكس ما كان البعض يتوقع فأندية الوسط ظلت كما هي ولم تستطع المنافسة على بطولات الموسم رغم العدد الكبير للاعبين الأجانب الذين تعاقدت معهم هذه الأندية مطلع الموسم ما يعطي انطباعًا آخر لاتحاد القدم بأن أهداف الفكرة لم تتحقق حتى الآن وأن السماح بهذا العدد الكبير من اللاعبين الأجانب لا يمكن أن يساهم في زيادة المنافسة بين الفرق وزيادة القوة الفنية لها بل هو عامل إرهاق لميزانيات هذه الأندية واستنزاف لمداخيلها دون إنجاز يذكر، فضلاً عن حجب الفرصة للاعبين المحليين بالمشاركة والبرود الذين أصبحت فرص مشاركتهم محدودة ومعدودة جدًا وهو مؤشر خطير على مستقبل الكرة السعودية التي بدأت في المواسم الماضية بافتقادها للمواهب مما ساهم في تراجع نتائج منتخباتنا وأنديتنا على صعيد المشاركات الخارجية وهذا السبب وحده أراه كفيلاً بأن يعيد اتحاد القدم النظر في مشاركة هذا العدد الكبير من المحترفين الأجانب حتى وإن كان صعبًا على الأندية والجماهير. فاصلة نتيجة لقاء دربي العاصمة العاصف بين الهلال والنصر هي كرت العبور للصعود لمنصة التتويج ببطولة دوري كأس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لأي منهما بغض النظر عما تبقى من جولات الدوري إلا إذا خرجت النتيجة بالتعادل فهذا يعني أن الحسم سيتأجل وستتدخل نتائج الفرق الأخرى في الجولات المتبقية من هذا الموسم في تحديد هوية البطل والتي أرى بأن مهمة الهلال من خلالها ستكون صعبة جدًا على عكس فريق النصر الذي يبدو لي بأن بينه وبين البطولة الأقوى والأكثر إثارة نتيجة الدربي فقط.