شخصية البطل والجمهور.. سلاحا الهلال لحسم لقب الدوري

كرة القدم مليئة بالمفاجآت والمتعة والإثارة، ولا تستمر على حال، فدوام الحال من المحال، والشواهد كثيرة في عالم كرة القدم، لذا تعثر الهلال بالأمس القريب أمام نادي أحد ضمن لقاءات الجولة ال 24 من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، التي أقيمت على ملعب جامعة الملك سعود بالرياض، في مباراة شهدت حضورا جماهيريا كبيرا وسط لغط وأحداث كثيرة في مجريات المباراة وبعد نهايتها، التي قدّم فيها نادي أحد مستوى كبيرا «دفاعياً»، واستبسل لاعبوه بشكل لافت وواضح، يرى البعض أن لو قُدمت مثل هذه المستويات من بداية الدوري لأصبح أحد في مراكز متقدمة بعكس ما هو عليه الآن؛ حيث يتذيل ترتيب دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
ورغم تعثر الهلال لكن لم يسقط بعد مثلما يظن بعض المتشائمين والمتعصبين، بل ما زال متصدراً الدوري بفارق نقطتين عن منافسه نادي النصر، ولا يزال هو المسيطر على الفارق النقطي، ولديه مباريات مستحقة تستحق الوقوف معه وتكاتف جميع محبيه ومساندته، فالهلال رغم الظروف التي تكالبت عليه من بداية الموسم من غيابات لاعبين مهمين في صفوفه وإصابات بالجملة وعقوبات انضباطية وحملات شرسة ضده يقودها بعض المتعصبين لإسقاطه مستغلين الظروف التي يمر بها، إلا أن الهلال بشخصيته وتاريخه وهيبة اسمه أفشل مخططاتهم وأيضاً لم تؤثر فيه سهام الظروف، بل صمد أمامها وواصل المشوار وأسعد جماهيره «آسيوياً ومحلياً وعربياً»، فالتعثّر ليس نهاية المطاف، خاصة أن الفرص لديه كثيرة بعكس منافسه نادي النصر.
ولو نستعيد الذاكرة للموسم الماضي فسنتذكر كيف حقق الهلال الدوري السعودي للمحترفين (2017-2018) بفارق نقطة واحدة عن نادي الأهلي، التي أيضاً مر بها الهلال بظروف مشابهة لظروفه هذا الموسم، ولكن في هذا الموسم كان الهلال أقوى شخصية وهيبة داخل المستطيل الأخضر، ففي الموسم الماضي كان اللقب حائراً بين الهلال والأهلي في آخر جولة ختامية من الدوري، ولا ننسى أن اتحاد القدم حينها صنع نسختين من كأس الدوري، وذلك تحسباً لمن سيفوز باللقب، وكان الهلال لها بوقفة جادة من محبيه ومساندة كبيرة من جمهوره الكبير، وحقق الدوري برصيد 56 نقطة بفارق نقطة واحدة عن الأهلي.
جمهور الهلال تعوّد على الإنجازات والذهب، جمهور واع ولديه ثقافة كبيرة في الرياضة، ولديه خبرة في التعامل مع ظروف فريقه في البطولات، فهو الرقم الصعب؛ لذا لا يحتاج إلى توصية أو مناشدة، وستجدونه خلف فريقه في كل مكان وزمان، مهما كانت الظروف حتى تتحقق الأهداف ويصعد الهلال منصات التتويج.