ما الدورة التي تعتقد أن خريجي قسم الاقتصاد يحتاجونها كمهارة، وستسهم في توظيفهم وزجهم لسوق العمل؟ هذا السؤال وردني من معلمي في جامعة الملك سعود، والحقيقة أنني قد أجبت إجابة روتينية، وطرحت له العديد من الدورات التي يتطلبها سوق العمل. ولكن ظل سؤاله طوال اليوم عالقاً في ذهني، وجَّهت السؤال لنفسي، هل الدورات التي طرحتها لأستاذي ساهمت في رفع مهارتي وتوظيفي في سوق العمل؟ لا، فقد كانت جزءًا مكملًا، وبالتأكيد لا أحد ينجح وحده، ولا توجد منصات تقف عليها لتقفز بك دون أن تتعلم. إذًا من صاحب الفضل بعد الله في رفع مهاراتي المهنية؟ الإجابة تنقسم لشقين؛ الأول: في أول وظيفة لي حظيت فيها بنعمة عظيمة من الله «مدير متميز»، ما ساعدني لاحقًا على إكمال حياتي المهنية في شركات أخرى باتباع نهجه الإداري، باختصار كان «القوي الأمين»، كان قلبًا مليئًا بالشغف، لا يقبل أنصاف الحلول، يمنح الصلاحيات ويراقب من بعيد، يوجه ويصحح، كنت أشعر بأنه نظام تشغيل يعمل وفق آلية منظمة، وخط واضح، وينقل هذا النهج إلى موظفيه، ليكملوا مسيرته. النهج الواضح والفكر الاستثماري الذي حمله مع خبرة تقدر ب 25 عامًا، بدأها في اليابان، ونقلها لشركته في المملكة. لا أنسى مقولته «في القطاع المهني لا أحد يحترمك إلا لعقلك»، كيف شحذت همتي لتعلم المزيد، كنت تابعة جيدة له في جميع ما يقوله.. لأني كنت أومن به. حين سألته عن سبب تسخير جهده لتطويري وإبرازي؟ أجاب «لأنك خامة جيدة تحتاج إلى تطوير فقط»، هذا القائد الذي يعرف كيف ينتقي موظفيه، مديري هذا هو المحلل المالي المعروف الأستاذ بشر بخيت. والشق الثاني: معلمو الجامعة، الذين كان له النصيب الأكبر في تأهيلي أكاديميًا وتجهيزي لسوق العمل، فمنهم تعلمت أن الكفاءة هي عنوان اللعبة لاستمرارك، لا أنسى حين طلب مني أحد أساتذة القسم أن أقوم بنشر مقالي الاقتصادي في صحيفة الجامعة ورفضت بشدة بحجة «مقالي يفشل»، وأصر عليَّ بنشر المقال وأنه جزء من استكمال الواجب المطلوب، نشرته تحت الضغط، لم أكن أعلم بأني سأسعد عندما أرى اسمي في صحيفة الجامعة وتكون هذه البداية لانطلاقتي للكتابة في «صحيفة الرياض»، معلمي هذا هو الدكتور أحمد الراجحي، الذي ما زال لليوم يمارس دوره كمعلم وقائد وهو من قام بتوجيه سؤال هذا المقال لي، وأردت أن أجيب عليه بمقال. السؤال الآن، كيف يحصل الخريج الجديد على مدير ملهم يرافقه في رحلة الصعود في بداية حياته المهنية، وعلى أستاذ جامعي يصقل مهارته جيدًا أثناء الحياة التعليمية، هذا السؤال أتركه لمديري ولمعلمي.