استطاع مؤلف مسرحية "الجفاف"، وهي المسرحية الثانية التي عرضت ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أن يفلسف الأشياء لتفسير المشاعر التي تعطلت مع تعطل الزمن، ويدور الممثلون في فضاء الوقت طارحين أهم السبل للخروج من طارئ توقف الوقت، فكان صراعاً في لحظة زمن توقف، أو توقف الزمن في فلسفة تحاول قلب موازين الوقت من أجل الحياة. بدأ العرض بحوار بين ممثلين يحاول أحدهما فرض رأيه على الآخر: "قلت لك قهوة وأنت تصر على أن أشرب الشاي"، في إشارة على الوصاية التي يحاول البعض فرضها على الغير، دون اعتبار لرغبات الآخرين، ليستمر العرض في التصاعد مع دخول مجموعة تحمل "نعشاً" وجثماناً لرجل يبحث ابنه عمن يساعده في دفع أجرة الحانوتي، الذي رفض دفن أبيه قبل أن يقبض ثمن الدفن، وهنا يتعطل المصعد الذي استخدمه المخرج كرمز للزمن والوقت والوصول للحياة، فتتوقف الحياة "المصعد" في الوقت الذي يجتمع فيه أشخاص يجعلون للحياة لوناً.. وتتعطل عجلة الوقت.. وتتعطل الساعة.، والوقت يدثره الجفاف وتهب الحياة للسكوت الدائم، وتقف الأشجار على أبواب المقابر، تلك المقابر التي لا تهدي الموت للأجساد، والموتى لا يحلمون بلعبة الفرح. أما الديكور فقد اعتمد "سلم" شكله المخرج حسب المواقف، فكان مصعداً ثم نجد الممثلين داخل السلم وكأنهم في عربة تسير بهم نحو الحياة، ثم استخدم نعشاً حمل عليه جثمان الميت في إشارة إلى موت الحياة.