صدمنا قبل أيام بالحادث الإرهابي، الذي أودى بحياة خمسين مسلماً مسالماً في مسجدين في نيوزيلندا على يد أحد الإرهابيين المتطرفين هناك، الصدمة كانت مأساوية بكل معنى الكلمة، فالحدث مصور مباشرا وعلنيا، وبواعثه العنصرية والمتطرفة واضحة في كل أركانها، ورسالة الترهيب وصلت في أقبح صورها. وشاهدنا ردود الأفعال في الداخل النيوزيلندي تجاه هذه الجريمة، وكان رد فعل نموذجيا بكل معنى الكلمة، فنيوزيلندا البلد المسالم الذي يُمنع فيه حمل السلاح، وتعتبر من أفضل دول العالم من حيث حماية الحريات وسيادة القانون، وقد علمنا عرضاً من خلال التغطية الإعلامية للحدث أنها بلد يفتح ذراعيه للمهاجرين، الذين تعصف ببلدانهم ويلات الحروب، لتكون هي الحاضنة لهم تحت سقف يقوم على أركان الأمن والنظام والحرية. وقد شاهدنا روح التعاطف والصرامة اللازمة للتعامل مع الأزمة في أجمل صورها، وهذا ما يجعل العالم مطمئنا إلى أن المعتدي سينال جزاءه. وفي المقابل شاهدنا مدى الصدمة العالمية من الأسوياء في شتى أنحاء العالم، ومنهم بريطاني مسيحي حمل لافتة أمام مسجد كتب فيها: (صل يا صديقي المسلم وسأقوم بحمايتك حتى تنتهي من صلاتك)، غير مظاهر الغضب والتنديد التي احتشد فيها البشر الأسوياء من كل لون وعرق ودين. وشاهدنا رد الفعل الرسمي المتزن على لسان الملك سلمان - حفظه الله - وهو يعطي الحدث حقه من حين وصفه بالمجزرة الشنيعة، والعمل الإرهابي، ثم وجه رسالة واضحة وصريحة للمجتمع الدولي ليحضه على التعامل بمسؤولية تجاه خطابات الكراهية والإرهاب.