بعد خروجه من منصب مدير الاتصالات في البيت الأبيض، بقي انتوني سكاراموتشي من أشدّ المدافعين عن سياسات الرئيس ترمب حيث يتحضر لدعمه في حملته الانتخابية للعام 2020. كما يعتبر سكاراموتشي، المدير التنفيذي لشركة، سكايبريدج كابيتال، تحسّن العلاقات بين واشنطن وحلفائها من أهم إنجازات إدارة ترمب، وفي مقدمة ذلك العلاقة مع المملكة العربية السعودية حيث غرّد سكاراماتشي في تويتر عشية انطلاق مؤتمر الاستثمار السعودي في أكتوبر الماضي "وجهت أعضاء شركتنا الاستثمارية سكايبريدج كابيتال، لحضور مؤتمر الاستثمار السعودي في الرياض وذلك تماشياً مع توجهات الإدارة الأميركية وبعثتنا الدبلوماسية في السعودية". الرئيس الأميركي يملك استراتيجية تجفف مصادر دخل إيران وفي حواره مع "الرياض" رأى سكاراموتشي، ضرورة فهم السياسات الأميركية وما ورائها وطبيعة التنافس الحزبي المرير في واشنطن، فهناك من ينتقد المملكة فقط لأن الرئيس ترمب بنى أملاً على التحالف معها. وقال سكاراموتشي إن ما يفعله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من إصلاحات هو أمر سيؤثر إيجاباً على المنطقة برمتها وعلى الاقتصاد العالمي، مؤكداً بأن الاقتصادي المراقب لسوق الأسهم السعودية يدرك مدى التحول الإيجابي الكبير في السوق السعودي منذ إطلاق ولي العهد للإصلاحات الاقتصادية وهذا أمر إيجابي بأن تصبح المملكة باباً اقتصادياً عالمياً واسعاً. وفي ما يلي نص الحوار *ترمب لام أوباما على الانسحاب من العراق، الآن هو ينسحب من سورية والظروف لا تختلف كثيراً.. أنت ترى أن إدارة ترمب مختلفة بعمق، لماذا؟ * الرئيس الأميركي دونالد ترمب له قضية ورسالة مهمة ضد إيران وليس ترمب كأوباما إطلاقاً. ولاحظي أننا للآن قلنا سنخرج ولكن لم نخرج، ولن نخرج دون اتفاقية تمنع الإرهاب وميليشيات إيران من العودة أو الاستفادة من هذه المناطق. أميركا مع ترمب أيضاً مهتمة بالتوصل إلى حل سياسي يؤمن الاستقرار لسورية وهذا أمر آخر لم يهم إدارة أوباما يوماً. بالنظر للعقوبات مع ترمب، ومقارنتها مع المليارات التي تدفقت إلى طهران في ظل إدارة أوباما، نعرف الفرق. إدارة ترمب لا تقود حرباً أميركية على النظام الإيراني فحسب، بل حرب دولية، فترين وزير خارجيتنا يدور أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، ويزور دولاً صغيرة وكبيرة لإقناع كل منها على حدة بوقف أي تعاملات مع إيران أو أن العقوبات والمقاطعة الأميركية ستكون من نصيبها أيضاً. أيضاً الولاياتالمتحدة لديها آليات لإجبار بعض الدول على الانصياع للعقوبات، ففي لبنان مثلاً، باتت الإدارة تستهدف بعض رموزه بعقوبات شخصية لأنهم يرفضون وقف التعاملات مع النظام الإيراني. ليس من الممكن أن نبقى في كل مكان، ولكن أميركا تملك القدرة على أن تضع قواعدها دون أن تتواجد بجيشها. * المملكة وهي حليف لأميركا وبلد مستقر، يتم استهدافها من ميليشيات إيرانية مارقة تأخذ من سكان اليمن رهينة، ما هي حلول الإدارة الأميركية لوقف الضرر المحلي لميليشيات إيران؟ * أولاً من أهم ما فعلته الإدارة الحالية برأيي، هو أنها أعادت الثقة والعلاقة بين حلفاء محوريين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية. أرى فرقاً كبيراً جداً في مستوى التعاون والتنسيق على كل الصعد، ومكافحة نفوذ ميليشيات إيران داخل المنطقة أحد أهم هذه الأمور. الإدارة الحالية تعتبر مصالح حلفائها، مصالح تخصها أيضاً، هذا الفرق بين إدارة أوباما وترمب وعلى ذلك فإن نفوذ الحوثيين، حماس، وحزب الله هي أمور تضعها الإدارة تحت المجهر ولن تسمح لها بأن تذهب بخط تصاعدي يبني قدراتها. قد لا يكون الحل لوجود هذه الميليشيات اليوم أو غداً، ولكنه موجود وبالتأكيد هذه بداية نهايتها وهي ميليشيات تعاني في الحقيقة من تفسخ داخلي أكبر بكثير مما تبديه من قوة عبثية. * أين هي العلاقة السعودية - الأميركية اليوم؟ * من فرنكلين روزفلت، إلى ترمب، هناك إصرار أميركي على التحالف القوي مع المملكة. هناك قضية كبيرة جداً، وهي موجودة منذ القدم وتتعزز اليوم في واشنطن، ولا أرى أهم من أن يفهمها المتلقي العربي. إدارة ترمب رسمت سياساتها لإنجاز أهداف في الشرق الأوسط بالتعاون مع الرياض، هذا وضع المملكة تلقائياً في عداء مع كارهي الرئيس ترمب. فكثير ممن يشنون حملة على المملكة لا هدف في رأسهم إلا الرئيس ترمب، ولا تستغربي من أن يذهبوا مهرولين إلى المملكة لتعزيز العلاقات معها إذا جاء رئيس ديموقراطي إلى البيت الأبيض وسعى للقول بأنه يهدف لعلاقات أفضل مع الحلفاء. عندها سيتغنى الديموقراطيون برئيسهم الديموقراطي المنفتح على العالم بمختلف أديانه وتوجهاته مشيدين بالعلاقة مع المملكة! نظامنا السياسي للأسف بات يوجه الآراء بنسبة 90 % على أسس سياسية دون الاهتمام والنظر إلى الحقائق. فهناك من يقول لا تستثمر في المملكة، بينما تظهر البيانات الاقتصادية لمن يفهمها بأن المملكة اليوم مكان جيد للاستثمار. وهذا في مصلحة المستثمر الأميركي، فإصلاحات ولي العهد الاقتصادية تظهر نتائج إيجابية على الاقتصاد السعودي والإقليمي. وبالتالي هل من المصلحة الأميركية القول لا تستثمروا في المملكة؟! بالتأكيد لا، ولكنها طبعاً تصب في مصالح البعض الحزبية والسياسية. * ما هي حظوظ الرئيس ترمب في انتخابات ال2020 في ظل حديث يتراوح بين تصويره على أنه رائد الاقتصاد الأميركي المتين، إلى حديث آخر عن عزله؟ * سأبقى في سياق الحديث عن التنافس الحزبي المرير في واشنطن في سياق ما يتعرض له الرئيس ترمب من حملات. وسأفاجئك بحقائق مهمة. فمثلاً اهتمام ترمب بتأمين الحدود وبناء الجدار الحدودي والذي يصوره الديموقراطيين على أنه أمر عنصري، أدى إلى أعداد أقل من المهاجرين غير الشرعيين، وبالتالي الكثير من فرص العمل التي كان يأخذها هؤلاء تذهب الآن إلى أقليات أخرى مثل اللوتينوز والأفارقة الأميركيين وهم مواطنون شرعيون طبعاً وأحق بفرص العمل هذه. أؤكد لك بأن نسبة لا يستهان بها من هذه الأقليات ستتوجه إلى صناديق الاقتراع في 2020 وتختار ترمب ليكون رئيساً مرة أخرى. الاقتصاد الأميركي في أفضل أوقاته وهذا أمر لا يمكن أن يهرب منه أحد، لا بل يتعافى ويملك أملاً كبيراً في معظم القطاعات. الرئيس ليس في مأزق حقيقي كما يحب أن يصور الإعلام فيما يتعلق بالتحقيقات في تدخلات روسية أو غيرها، فيوماً يتهمونه بالعمالة لروسيا ويوماً آخر يتهمون صهره بالعمالة أيضاً وفي اليوم الثالث يتهمون ابنته بعدم مراعاة قوانين العمل. نسبة قبول الرئيس أكبر، وكل الأكاذيب تبقى أكاذيب ولا تستطيع أن تجلي الحقيقة بسبب خلافات سياسية تدفع البعض ليكذب. وأيضاً لا يوجد من هو أكثر شعبية من الرئيس ترمب في الحزب الجمهوري، فنسبة قبوله الآن في أوساط الجمهوريين أكثر من 90 %. أما المنافسون الديمواقراطيون فلا أرى أيضاً منهم من سيهزم ترمب. لازال الأمر مبكراً للحديث عن الانتخابات. ولكن الأرقام تقول إن الرئيس يملك حظوظاً رائعةً لتخطي الأكاذيب بالحقائق والبقاء في البيت الأبيض.