تتربع الإبل على مكانة كبيرة عند أهل الجزيرة العربية، فهي وسيلة النقل التي يعتمدون عليها في سيرهم، وهي كذلك الزاد الذي يقتاتون عليه في صحراء واسعةٍ خاليةٍ من أشكال الحياة، إضافة إلى أنها المُمتلك الأهم لهم؛ حيث إن العرب لم تكن لهم مساكن ثابتة يمكثون بها، فهم دائماً يتنقلون من مكان إلى آخر، ومن بقعة إلى أخرى عند جدب الأرض، وليس هناك دليل أوضح عندما نتصفح أدبنا القديم من أن نجد أن الشعراء أول ما يبدأون به شعرهم بتذكر الأطلال والبكاء عندها، ونظراً لأهمية الإبل وأثرها الواضح. ولم تزل مكانة الإبل ترتقي في نفس العرب كثيرا؛ حيث كانت قريش تقوم برحلتين تجاريتين في السنة، مرة إلى الشام في الصيف، ومرة إلى اليمن في الشتاء، وكانت الإبل خير زاد لها، وعليها تُحمل البضائع والسلع، ولو تأملنا في الواقع المعاصر، لوجدنا أن الإبل لا تزال محتفظة بقيمتها الكبيرة في نفوس كثيرين، ولعل ما يدلل على ذلك حرص قيادتنا الرشيدة على إقامة تلك المهرجانات والمسابقات التى تُعنى بالإبل، ومن أهمها مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل المقام حاليا بالقرب من محافظة رماح، وكما نرى فقد حقق المهرجان نجاحا منقطع النظير من حيث عدد المشاركين والزوار وأيضاً عدد الأنشطة والفعاليات، التي من أهمها توافر هجانة متخصصين على مدار الساعة، يوفرون خدمة ركوب الجمل مجانا، إضافة إلى توافر عاملي الزمان والمكان، فالمهرجان يقام في أشهر الشتاء مروراً بالربيع؛ حيث يكون الجو مناسبا للحضور والمشاركة لجميع شرائح المجتمع، إضافة إلى موقعه المناسب.