تعد أم رقيبة من أبرز الأمثلة على قدرة الصحراء على نشر سحرها وجذب الآلاف للتعرف على كنوزها. فهذه القرية الوادعة التي تتربع على بعد 150 كيلومتراً جنوب محافظة حفر الباطن كانت قبل نحو ثمانية أعوام خالية وهادئة، وأصبحت الآن مدينة يزورها سنوياً آلاف السعوديين والخليجيين الذين يحرصون على حضور مهرجان أم رقيبة للإبل، الذي يقام على مدى 30 يوماً برعاية رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز. ويساعد توافر الخدمات في صحراء ام رقيبة على جذب الزوار، إذ توجد سوق كبيرة تصاحب المهرجان الذي تعرض فيه الإبل ومعروضات تراثية، ومكان لتأجير الخيام للمتنزهين، إضافة إلى أن رمال النفود الناعمة جذبت هواة التطعيس لممارسة هوايتهم. ويشارك عدد من مالكي الإبل من دول مجلس التعاون الخليجي في مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل الذي يقام حالياً في نفود أم رقيبة. وأوضح رئيس لجنة التحكيم في الجائزة الأمير عبدالله بن جلوي في تصريح إلى"الحياة"أمس أن متسابقين من قطر والإمارات والكويت والسعودية يشاركون في المهرجان. وأضاف أن اللجنة تقوّم حالياً إبل المشاركين، مشيراً إلى أن جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل تعتبر الأكبر في هذا المجال، نظراً لعدد المشاركين والجوائز الكثيرة التي تقدم للفائزين وللمتابعة من المهتمين والوجود الكثيف في منطقة أم رقيبة الصحراوية طوال أيام المهرجان. وأكد أن ذلك"يعود إلى اهتمام ودعم رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز ورعايته لهذه الجائزة وتقديم جوائزها منذ ثمانية أعوام، إيماناً منه بأهمية الحفاظ على هذا التراث العربي الأصيل وتحسين سلالات الإنتاج". وتبدأ الفعاليات المصاحبة للمهرجان الثلثاء المقبل بانطلاق مسيرة الهجانة من ساحة قصر المصمك في الرياض متوجهة إلى موقع المهرجان، وتقطع مسافة 350 كيلومتراً إلى موقع المهرجان في نفود أم رقيبة ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة ثلاثة أيام، كما سيكون ضمن الفعاليات محاضرات دينية لنخبة من كبار العلماء وأمسيات شعرية وفنون شعبية، إضافة إلى عروض للطيران الشراعي تبدأ الجمعة المقبل. وسيختتم المهرجان بإعلان الفائزين بالجائزة المخصصة للإبل.