تفاعل وزير الطاقة والصناعية والثروة المعدنية م. خالد الفالح مع تساؤل "الرياض" حول مدى تأثير مصافي شركة "أرامكو السعودية" أو أعمالها البحرية من قرار المنظمة البحرية الدولية ببدء تطبيق الملحق السادس من الاتفاقية الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن ابتداءً من 1 يناير 2020، والتي من المقرر أن تخفض الحد الأقصى من محتوى الكبريت في زيت الوقود البحري المستخدم في سفن المحيط من 3.5 % إلى 0.5 %، والغموض حول صناعات التكرير والشحن البحري ومنحى الأسعار. وقال م. الفالح ل"الرياض" واصفاً السؤال بالوجيه جداً إن الطلب على الديزل في ازدياد، في وقت يواجه البترول الثقيل مرتفع الكبريت تحديات كبيرة جداً حيث إن بعض أسعار النفط تتأثر نسبياً من نفط لآخر حسب نوعه من الخفيف أو الخفيف جداً أو الثقيل وغيره من دولار إلى دولارين، وسوف يكون هناك استثمارات بكل تأكيد من قطاع التكرير للتعامل مع المواصفات الجديدة، وزيت الوقود الثقيل سيقل الطلب عليه وهو وقود أساسي لقطاع السفن وبالتالي ستنخفض قيمته وعدم الاعتماد عليه من قبل المصافي في ظل توجه السفن للاستعاضة عنه باستخدام بدائل أخرى مثل الديزل والغاز البحري وزيت الوقود منخفض الكبريت وبعض المواد الكيميائية الأخرى وبالتالي سينخفض الطلب على النفط الثقيل، وسيكون هناك نشاط كبير جدا في التكرير حيث ستكون نسبة استخدام مصافي معينة عالية جداً في حين ستنخفض استخدامات مصافي أخرى ولكن لن يكون هناك أثر قوي جدا على المستهلكين. وأضاف في رده ل"الرياض" بقوله أما النسبة لتأثير التحول في استخدام وقود السفن على التجارة البحرية وصناعة النقل في الواقع سيكون هناك حاجة كبيرة لكثير من السفن لتجديد أنظمتها ومكائنها للتعامل مع الحد من الانبعاث بوقود جديد، في وقت تفخر المملكة بمجمع الملك سلمان العالمي للصناعات البحرية حيث إن أحد أهم نشاطاته هو أعمال الصيانة الرئيسة الشاملة للسفن بالكامل وتشمل قطع الغيار وتغيير المكائن بالكامل وتغيير صفائح الهايكل وكل ما تتطلبه صناعة السفن من تغيير وإصلاح في موقع واحد وبالتالي سيكون المجمع مهيأ لصناعة سفن بالكامل، أو عملية إعادة تصنيع وتجميع وتركيب، متوقعاً إن كان هناك أثر لهذه التنظيمات البحرية العالمية الجديدة فسيكون أثره إيجابيا على نشاط المجمع حيث سيكون هنا طلب أكبر من إعمال الصيانة الرئيسة للبواخر العملاقة لتنفيذ القرار العالمي لتطوير أداء السفن العملاقة من الناحية البيئية. وتتضمن مناطق التصنيع المزمع إنشاؤها في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، الذي يُعد الأكبر عالميًا، منطقة لبناء السفن العملاقة تتكوَّن من حوضين جافين ومبانٍ صناعية ومعدات رفع ذات طاقة عالية، ومنطقة أخرى لتصنيع المنصّات البحرية والحفارات، وكذلك منطقة إصلاح السفن وصيانتها، وتحتوي على حوض جاف ومبانٍ صناعية، وهنالك الجزء الخاص بسفن الإمداد البحري، الذي يحتوي على عدد من المراسي الجافة ورافعات السفن الخاصة بإصلاح وبناء سفن الإمداد البحري، ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية السنوية للمجمع ما يقرب من تصنيع ثلاث ناقلات نفط ضخمة، وعشر ناقلات أخرى، وبناء ست سفن إمداد بحري مع إمكانية إصلاح 116 سفينة من النوع نفسه، بالإضافة إلى طاقة صيانة وإصلاح تصل إلى 137 سفينة و15 حفارًا بحريًا، عدا عن إنتاج ما مجموعه عشر منصات بحرية وأربع حفارات. وتأتي تصريحات م. الفالح ل"الرياض" في الوقت الذي توقعت وكالة الطاقة الدولية ازدياد إجمالي إنتاج مصافي التكرير في الولاياتالمتحدة بواقع 4 % من العام 2019 ليصل إلى مستوى قياسي ليبلغ 17.9 مليون برميل في اليوم في المتوسط في العام 2020، مما يؤدي إلى زيادة معدلات استخدام المصافي لتبلغ في المتوسط 96 %. فيما تشير التنبؤات إلى أن أحد أهم التأثيرات من اللوائح سيكون على هوامش بيع الديزل بالجملة والتي ترتفع من متوسط 43 سنت لكل غالون في 2018 إلى 48 سنتا للغالون في العام 2019 ثم إلى 65 سنت للغالون في العام 2020. وتؤكد شركة أرامكو بعدم تأثر مصفاتها "موتيفا" في تكساس والتي تملكها أرامكو 100 % من التحول في وقود السفن حيث إن المصفاة مهيئة للتحول في منتجاتها وفق تطورات السوق العالمي في وقت تمضي أرامكو لإنفاق 10 مليارات دولار إضافية في مجمع "موتيفا" لتطوير عملياته للتكرير ودمج البتروكيميائيات في الوقت الذي يدعم هذا التحول العالمي في وقود السفن في ظل توجه شركة أرامكو للتوسع في مشتقات النفط بكافة أنواعها لرفع إجمالي طاقتها التكريرية الحالية البالغة 5.4 ملايين برميل في اليوم، بين 8 و10 ملايين برميل في اليوم، وتضطلع "موتيفا" حالياً بتقييم مفاعلات بخارية جديدة بقيمة 4.7 مليارات دولار لإنتاج الإيثيلين وهي المادة الكيميائية التي تستخدم لإنتاج أكثر أنواع البلاستيك والبولي إيثيلين والبتروكيميائيات الأخرى شيوعًا في العالم، فيما تعكف مصفاة "موتيفا" أيضاً على إنشاء مجمع بقيمة 1.9 مليار دولار ينتج البنزين والباركسيلين والمنتجات الوسيطة لإنتاج البنزين، ومن المخطط اكتمال كلا المشروعين بحلول العام 2022 في وقت حصلت "أرامكو" على موافقات أميركية لتوسعة مصفاة "موتيفا" للتكرير وتطويرها لتشمل البتروكيميائيات واستخدام تقنيات إنتاج الإيثيلين باللقيم المختلط بعد مباحثات توجت بالنجاح. وزير الطاقة ضمن جولته التفقدية لمشروعات أرامكو في رأس الخير