تعدّ الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي إحدى مؤسسات الفخر والاعتزاز في مملكتنا الغالية بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية - حرسها الله وحماها - ومن كل خير آتاها. ذلك أن مناط عملها وتكليفاتها تختص بأشرف بقاع الأرض مهوى الأرواح والأفئدة قبلة المسلمين. وليس جديداً أن يلمس الحجاج والمعتمرون والزوار تلك العناية الفائقة التي أولاها قادة البلاد المباركة للحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وأبنائه البررة الملوك من بعده. والمشاهد يلحظ أن الحرمين الشريفين يكتظان على مدار العام بمختلف الجنسيات واللهجات واللغات مما يجعل المسؤولية كبيرة جداً على المسؤولين عن مقابلتهم وإرشادهم وتوجيههم، سيما وطموحات رؤية المملكة 2030 وصول عدد المعتمرين ثلاثين مليوناً بحلول العام 2030. ورغم الجهود الجبارة المبذولة التي يذكرها المنصفون فيشكرونها ويدعون لكل مخلص في أدائها إلا أن ضخامة الضيوف تستدعي مزيداً من الجهد والبذل والعطاء، ذلك أن التواصل مع تلك الفئة يحتاج طاقة هائلة وتدريبا واقعيا شرعيا ومهاريا ليتمكن الزائرون من أداء مناسكهم والقيام بعبادتهم على الوجه الموافق للكتاب والسنة والذي تتحقق فيه المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم. كما يخرج من هذا البلد بانطباع إيجابي عن أخلاق أهله وكرم تعاملهم ونبل تواصلهم وأصالة معدنهم. إن كل مسؤول عن مواجهة الجمهور، سيما في أثناء العبادة ومع اختلاف الثقافات والعادات والسلوكان واللغات ينبغي أن يكون على أتم الاستعداد وأعلى مراتب التأهيل في القدرة على التعامل معهم واحتواء أخطائهم وتصحيح ما يستدعي المقام والمقال إليه بأرق عبارة وألطف إشارة وأعلى مهارة. والتميز في مهارات الاتصال والتواصل، واستيعاب إدارة الحشود في البقعة الطاهرة التي تحتوى الملايين في وقت واحد. إن النجاح الذي وصلنا إليه وبات العالم ينطق به على كل صعيد يمكننا مع المحافظة عليه أن نضيف إليه نجاحات غير مسبوقة تتوافق وطموحات ولاة الأمر الذين ما فتئوا يجعلون الحرمين الشريفين في قمة أولياتهم. وتحقق تطلعات المسلمين في شتى أنحاء العالم وتكون رسالة صادقة ناطقة عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل التقني والاجتماعي حتى لغير المسلمين في لفت نظرهم إلى دين الإسلام العظيم وتعريفهم به وبيسره وسماحته واعتداله ووسطيته مما يكون له أبلغ الأثر على انتشار السلم والإسلام والسلام في أرجاء الكون.