كرمت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الأديب عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله- ضمن فعالية أسبوعها التكريمي، بحضور وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر الحجيلان ورئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عمر السيف وأسرة الجهيمان وعدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض مساء أول من أمس. وألقى الدكتور السيف كلمة أعلن فيها عن انطلاقة سياسة الأسابيع الثقافية ضمن البرنامج الثقافي بالجمعية، مشيرا إلى أن الأسبوع الأول منه انطلق بعنوان الوفاء للاحتفال ب 16 مثقفًا من جميع مناطق المملكة. وقال: إن من نعم الله على هذه البلاد أن قيض لها قيادة حكيمة تواكب العصر دون أن تتخلى عن هويتها وثقافتها، رسموا خارطة طريق نحو النهوض بالمملكة ثقافة وفكرًا واقتصادًا، مشيرا إلى أن تكريم الأديب عبدالكريم الجهيمان هو من باب الوفاء لما قدمه لوطنه ومجتمعه من ثقافة وعلم وأدب كان لها الأثر الكبير في تاريخ الثقافة السعودية. وتخلل الحفل ندوة علمية، قُدمت فيها أوراق عمل تتناول حياة الراحل وإنجازاته وحضوره في المشاهد المختلفة، كما أقيم معرض فني شامل عن مؤلفات المكرّم، وعرض مسرحية مستوحاة من الأساطير الشعبية والروايات التي تناولها الراحل في قصصه ومؤلفاته، كما أبرزت الندوة المحطات والتحولات الفكرية في حياة الأديب الجهيمان، كما قدمت أوراق عمل عن حضوره ودوره في تعليم المرأة، وتأسيس التعليم النظامي في بعض مناطق بلاده، كما أبرزت الندوة الوطن في كتاباته، ودور الحكاية الشعبية (حيث كان الجهيمان أحد فرسانها)، في التنشئة الاجتماعية بالمجتمع السعودي. وقال الأديب أبوعقيل الظاهري: عايشت عبدالكريم الجهيمان مُنذ بلوغ الحلم في الرياض والمنطقة الشرقية، وصحبته ما يقارب من أربعين عاما ونيفا، فاستحوذ علىَّ بإنسانيته. وأضاف: كان -رحمه الله- مادة خصبة لكتابة السيرة الشخصية ومذكراتها؛ لأنه عريض التجارب المتنوعة، وأحد رجال العلم في عصره. تحدثت بعد ذلك الدكتورة ليلى بنت عبدالكريم الجهيمان عن والدها، وعن حياته الخاصة معهم في المنزل وكيف كان عطوفا ومعلما لأولاده القرآن الكريم ومنابع الحكمة والعلم وعن تجاربه التي خاضها طيلة حياته. وقال أ.د. عبداللطيف محمد الحميد في خطوة وطنية وثقافية بادرت الجمعية، ومحبو الأديب الكبير الأستاذ عبدالكريم الجهيمان.. إلى تبني مشروع الاحتفاء بهذا الرمز الأدبي الخالد في المملكة العربية السعودية، بدعم حثيث من دولتنا، ومشاركة فاعلة ومبهجة من أدباء وأديبات الوطن وأبناء وبنات الأديب الراحل، بصور شتى من بحوث وحوارات ومعارض وأفلام. ولاشك أن القائمين على الجمعية، والكثير من محبي الجهيمان، لهم إسهام مشكور في تجديد ذكرى الرمز الأدبي الجهيمان باعتباره أحد رواد النهضة الثقافية والتنويرية خلال قرن من الزمان. حفلت حياة الجهيمان بحضور في المشهد الثقافي والأدبي طيلة 80 عاماً، حيث ألف كتباً مدرسية في الفقه والتوحيد والمحفوظات والتهذيب، وأصدر مع زملائه في شركة الخط والطباعة صحيفة "أخبار الظهران" في المنطقة الشرقية، وكتب في مجلة اليمامة بالرياض عموداً ثابتاً بعنوان "أين الطريق"، وأشرف على صحيفة "القصيم" التي تصدر بالرياض وكتب فيها، كما أصدر مجلة "المالية والاقتصاد"، وأصدر مع مجموعة من زملائه مجلة "المعرفة" التابعة لوزارة المعارف، وكان محباً للشعر ويطرب له ويحفظه وقد نظم قصائد نشر بعضها في صحيفة "أم القرى"، كما أن له مجموعة من الكتب في الأدب والتاريخ والأساطير الشعبية. الأديب أبو عقيل الظاهري مشاركاً في ندوة التكريم د. عمر السيف يلقي كلمته عبدالكريم الجهيمان بريشة إحدى المشاركات جانب من المعرض المصاحب