يعيش نادي الاتحاد في الفترة الحالية حالة من عدم الاستقرار بعد النتائج المخيبة التي حققها الفريق الكروي الأول، والتي وضعته في وضع محرج، وعلى الرغم من تغير الإدارات وإقالة مدرب وجلب مدرب آخر، وتغيير عدد كبير من اللاعبين ما بين فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، إلا أن حال الفريق لم يتغير، بل إنه أصبح قريبا من أي وقت مضى لأن يكون أحد الأندية التي ستسقط في دائرة الهبوط، وما كان من مجلس إدارة نادي الاتحاد برئاسة لؤي ناظر سوى اتخاذ قرار إقالة المدرب الكرواتي سلافين بيليتش لإحداث صدمة إيجابية للفريق، حيث ترى الإدارة أنه الحل الوحيد المتبقي لإنقاذ الفريق من شبح الهبوط. وقد تسبب القرار في ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بين جماهير الاتحاد، التي انقسمت بين مؤيد للقرار ومعارض له، في الوقت الذي يحتاج فيه الفريق إلى تكاتف الجماهير ودعمها، بعد أن أصبح يصارع في كل الاتجاهات للهروب من شبح الهبوط، وقد جاء قرار إدارة الاتحاد بعد اجتماع الرئيس لؤي ناظر بأعضاء مجلس إدارته لأكثر من ساعتين، وقد اتفقوا بالإجماع على أن المدرب بيليتش لن يكمل مشواره مع الفريق، بينما جاء قرار الاستعانة بالمدرب السابق التشيلي خوسيه سييرا لمعرفته الجيدة بالدوري، وحاجة الفريق إليه، وكيفية التعامل مع المواقف الصعبة، ولا سيما أنه حضر في المرة الأولى والفريق يعاني عقوبة انضباطية بالمنع من تسجيل لاعبين، واستطاع أن يحقق بطولتين. بدورها، أجرت "دنيا الرياضة" استطلاعا مع عدد من المدربين الوطنيين ولاعبي الاتحاد السابقين حول قرار إقالة المدرب الكرواتي بيليتش واختيار الإدارة للتوقيت، إضافة إلى عودة المدرب التشيلي لويس سييرا لتدريب الاتحاد، وكانت البداية مع المدرب الوطني عادل الثقفي، الذي أكد أن قرار إقالة المدرب بيليتش تأخر كثيراً، وكان من المفترض أن تتم إقالته منذ فترة سابقة؛ وقال: "مع الأسف المدرب بيليتش تلقى فرصة كبيرة لإعادة الفريق، ولكنه فشل في استغلال تلك الفرصة، حيث إنه مُنح صلاحيات كثيرة، والإدارة أيضاً منحته الضوء الأخضر في التعاقد مع عدد من اللاعبين واختيارهم بحسب طلبه، ولكنهم لم يحققوا ما يريده الفريق، إذ إن اختياراته كان فيها كثير من العشوائية، سواءً على مستوى المراكز أو حتى الإمكانات، وكان من الأجدر جلب لاعبين يصنعون الفارق، ولكن كان من الخطأ استمراره في المباريات الماضية، وكان من الأفضل إقالته من وقت مبكر؛ لأن - وفي رأيي الشخصي - وجوده ومحاولته البقاء لنهاية الموسم لأهداف ربحية فقط، وليس لانتشال "العميد" من القاع بعد أن وجد نفسه غير قادر على إحداث تغيير إيجابي". وتابع:"عودة سييرا تعني الشيء الكبير للاعبين، خصوصاً أن لديه القدرة الكبيرة على تغيير العامل النفسي لدى اللاعبين، وهذا ما شاهدناه في السنتين الماضيتين، اللتين كان يقود فيهما الفريق رغم الظروف التي كان يعيشها النادي، إلا أنه نجح في إخراج كل ما في داخل اللاعبين من إمكانات، وإبعادهم عن الضغوط التي كانت تحاصرهم، وعلى الجميع دعم المدرب سييرا خلال المرحلة المتبقية، والفريق حالياً يحتاج إلى التكاتف ووقفة الجميع بعيداً عن التحزبات التي كانت تنهش أركان النادي العريق". من جانبه، يرى المدرب الوطني محفوظ حافظ، أن المدرب التشيلي يملك القدرة على إعادة التوازن إلى الفريق خلال المرحلة المقبلة، وقال: "المدرب سييرا يعرف جيداً كيف يتعامل مع ظروف الاتحاد، ورغم اختلاف عدد كبير من عناصر الفريق، إلا أن عودته كانت الأنسب، ويعد قرار عودته صائبا، وهو قادر على تغيير وضع الفريق حتى إن كانت الفترة قصيرة، ولكنه يعرف جيداً كيف يتعامل مع اللاعبين، بعكس المدرب الكرواتي سلافين بيليتش، الذي كان يظهر بصورة مهزوزة ويتحفظ بشكل كبير داخل الملعب، وكنت أتمنى أن تتم إقالته منذ وقت مبكر". وأضاف: "نتائج المدرب بيليتش غير مرضية، وقد أخذ كفايته وفرصته لتقديم ما عنده، وبكل أمانة لم يقدم شيئا مختلفا، أو يبرهن على أن الفريق تغير عن فترة المدرب الذي سبقه رامون دياز، بل إنه كان في كل مباراة يلعب بطريقة دفاعية ومتخوف داخل أرضية الملعب، ومع الأسف تابعت تصريحاته بعد كل مباراة، ووجدت أنه يمتدح جميع الفرق المنافسة، ويُظهر الجانب القوي لدى المنافسين، ولكنه لا يعترف بأخطائه، حتى إن الفريق لم يستفد من اللاعبين الأجانب الذين حضروا في الفترة الشتوية وكانوا باختيار شخصي منه، وقد شاهدنا مستوى اللاعب الصربي بروجوفيتش واللاعب رودريجيز وأيضاً لاعب المحور سانوقو، جميعهم لم يقدموا إضافة كبيرة إلى الفريق، ولم ينجح سوى المدافع المغربي مروان دا كوستا، لذلك أرى أن قرار إقالته يعد قرارا صائبا، وبكل أمانة المدرب بيليتش أظهر لنا أنه أفلس فنياً ولم يقدم أي عمل إيجابي للفريق". وأكد المدرب الوطني محمد أمين، أن قرار إقالة الكرواتي بيليتش نُفذ بعد دراسة من إدارة الاتحاد ومتابعتها كل الإحصائيات والنتائج التي قدمها منذ توليه تدريب الفريق، ويرى أن بيليتش فشل في قراءة بعض المباريات التي كانت تحتاج إلى قراءة جيدة لكسب النتيجة، خصوصاً أن الاتحاد كان يتفوق فيها فنياً على منافسيه، إلا أن المدرب لم ينجح في وضع التكتيك الجيد، الذي يتناسب مع معطيات المباراة، وهذا ما جعل الفريق يظهر بصورة غير جيدة. وقال: "على الرغم من أن القرار حضر في وقت صعب، ولكن الإدارة الاتحادية تسعى إلى تصحيح ما يمكن تصحيحه قبل فوات الأوان، وقد يكون هذا القرار الأخير الذي اتخذته الإدارة بتغيير المدرب، خصوصاً بعد تغيير عدد كبير من اللاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية، وكانت هنالك فرصة للمدرب بيليتش لتقديم صورة أفضل للفريق، خصوصاً في المباريات التي كان الاتحاد أفضل فيها ورقياً وفنياً، ولكنه أضاع عديدا من النقاط، وهذا ما عجل بقرار استغناء الإدارة عنه، بينما المدرب التشيلي سييرا أرى أن قبوله لتدريب الاتحاد يعد قرارا شجاعا وجريئا منه، وهو يعرف جيداً أن الاتحاد يصارع على الهبوط، ولكنه لم يتردد وقرر المجيء، وهذا يعتبر شجاعة منه، وأتمنى أن يخدم الاتحاد في الفترة المقبلة، خصوصاً أنه يعرف الفريق جيداً حتى إن اختلف عليه الوضع عن سابقه بعد قرار إضافة ثمانية محترفين أجانب إلى الأندية التي أصبحت قوي،ة ولكنه يعرف جيداً كيف يتعامل مع المباريات ومع منافسيه، وسيعمل على إخراج كل ما لدى اللاعبين، ويفجر طاقاتهم الفنية داخل الملعب". وأوضح لاعب فريق الاتحاد السابق محمد دغريري، أن المدرب الكرواتي بيليتش لا يملك الجراءة الهجومية داخل الملعب، وكان يلعب دائماً بتحفظ كبير، وقال: "الاتحاد يعيش فترة صعبة، ويحتاج إلى جمع النقاط، وليس الخروج بأقل الخسائر، وما شاهدناه في المدرب بيليتش كان تصرفا وتعاملا غير مناسب؛ حيث إن الفريق يحتاج إلى نزعة هجومية، وليس أن يلعب متحفظا مثلما تابعنا في أغلب مباريات الفريق، لذلك المدرب لم يستغل الفرص التي أتيحت له من دعم بلاعبين أجانب ودعم جماهيري، وبعد أن ظهر متحفظاً في عدد من المباريات أصبحت الأندية المنافسة لديها مطمع كبير في كسب النقاط أمام الاتحاد؛ لأن المدرب بيليتش كشف عن خطته وأنه أصبح يعتمد بشكل كبير على الهجمات المرتدة، ومع الأسف هذه الطريقة أفقدت اللاعبين ثقتهم بأنفسهم". وتابع: "لاحظنا الاتحاد في الفترة الماضية يلعب بطريقة دفاعية وبثلاثة محاور، في الوقت الذي يحتاج الاتحاد فيه إلى أن يلعب بخطة هجومية، وأن يظهر بصورة تليق باسم الفريق، وكان الفريق يحتاج فقط إلى العمل التنظيمي والجراءة، نعم الإقالة في الوقت الراهن صعبة، ولكن يجب علينا كاتحاديين تقبل الموقف، وذلك لتصحيح الوضع؛ لأن الاتحاد مع بيليتش لم يحقق مكاسب تجعل منه يستمر في تدريب الفريق، وأعتقد أن عودة سييرا أمر إيجابي، خصوصاً أنه مدرب يملك النزعة الهجومية، وخبير في توظيف اللاعبين، ويصنع هوية للفريق، وينظم خطوط الفريق داخل أرضية الملعب، إضافة إلى قراءته الجيدة للمنافسين، وهذا سيعجل من تحسن الفريق وخصوصا تحسن العامل النفسي لدى اللاعبين؛ لأنه يعرف كيف يكسب اللاعبين، ويستخرج أكثر ما عندهم، والاتحاد فقد هويته مع بيليتش، ولكن التشيلي سييرا قادر على إعادتها، ونتمنى التوفيق للمدرب سييرا، وما يهمنا حالياً هو مصلحة الاتحاد، وعلى جميع الجماهير دعم المدرب والوقوف مع الفريق، وهذا ما يحتاج إليه منا كلاعبين وكجماهير في الفترة الراهنة، وأن نبتعد عن الانقسامات التي لن تفيدنا". سييرا بيليتش أمين: قبول سييرا لتدريب الاتحاد قرار جريء وشجاع حافظ: نتائج الكرواتي غير مرضية