تصاعدت الضغوط الدولية على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مع إعلان واشنطن أنّ أيامه باتت معدودة وتعهّدها دعم زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي اعترفت به رئيساً انتقالياً، بينما تراجعت حدّة التوتّر على حدود فنزويلا غداة أعمال العنف التي شهدتها بسبب منع كراكاس المعارضة من إدخال مساعدات إنسانية أميركية. ودعا غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة واعترفت به نحو خمسين دولة، المجتمع الدولي لبحث اتّخاذ كافة الإجراءات لتحرير فنزويلا بعد مصرع أربعة أشخاص في مواجهات عند الحدود. ودان الاتحاد الأوروبي أعمال العنف ولجوء حكومة مادورو، التي أعلنت الانتصار في هذه المعركة، إلى مجموعات مسلّحة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، مؤكّداً استعداده لزيادة هذه المساعدات. وفي نيويورك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّه يشعر بالصدمة والحزن على مصرع مدنيين في فنزويلا، داعياً جميع الأطراف إلى تخفيف التوترات. بدوره قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: "التوقّعات صعبة، وتحديد الأيام صعب، وأنا واثق من أنّ الشعب الفنزويلي سيضمن أن تكون أيام مادورو معدودة". وألقى بومبيو باللوم على أنصار مادورو في معظم أعمال العنف التي شهدتها المواقع الحدودية. وقال نأمل في أن يستعيد الجيش دوره في حماية مواطنيه من هذه المآسي، وإذا حدث ذلك، أعتقد أن أموراً جيدة ستحدث. ويؤكد الرئيس الأميركي عدم استبعاد التدخل العسكري في فنزويلا. تعزيز الانتصار أصبحت المساعدات الإنسانية محور الصراع بين مادورو وغوايدو. وقال المسؤول الثاني في التيار التشافي ديوسدادو كابيلو لقد عزّزنا اليوم انتصار الأمس، وغداً سنعزّزه أكثر، مضيفاً لم تعبر شاحنة مساعدات إنسانية واحدة. ويقول مادورو: "المساعدات الإنسانية هي مجرّد غطاء لتبرير غزو أميركي". وقد أمر بإقفال العديد من المعابر الحدودية مع كولومبيا والبرازيل. ومنعت قوات الأمن الفنزويلية مئات الفنزويليين من محاولة الحصول على مساعدات إنسانية عند الحدود مع كولومبيا. كذلك أجبرت سفينة محمّلة بالمساعدات قادمة من بورتوريكو على العودة أدراجها بعد أن وجّه إليها الجيش الفنزويلي تهديداً نارياً مباشراً، بحسب ما أعلن الحاكم ريكاردو روسيلو، معتبراً تصرّف القوات الفنزويلية غير مقبول ومشين. مواجهات عنيفة استخدمت قوات الأمن الفنزويلية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين. وقال مسؤول الدفاع المدني الفنزويلي إن 285 شخصاً أصيبوا في مواجهات على جسور على طول حدود فنزويلا مع كولومبيا. وأعاق مناصرون لمادورو تقدّم شاحنتين عبر حواجز عند أحد الجسور وأحرقوهما. وانشقّ أكثر من 100 عسكري وشرطي فنزويلي وعبروا الحدود إلى كولومبيا، بحسب ما ذكرت سلطات الهجرة في بوغوتا. وأتت هذه الانشقاقات بعد أن وعد غوايدو، بمنح عفو للعسكريين الذين ينشقّون عن مادورو، ومطالبته الجيش بإدخال المساعدات لتخفيف النقص في الأغذية والأدوية. مادورو يتحدّى رداً على موقف كولومبيا الداعم لغوايدو أعلن مادورو في خطاب ألقاه أمام الآلاف من أنصاره السبت قطع العلاقات الدبلوماسية مع بوغوتا، وأمهل الدبلوماسيين الكولومبيين 24 ساعة للمغادرة. وقال الرئيس الفنزويلي لن أنحني أبداً لن أذعن. سأدافع دوماً عن بلدنا وسأضحي بحياتي إذا دعت الضرورة.