توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتأكيد على مكافحة الإرهاب ونشر السلام لم تكن جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- إلى باكستانوالهند جولة للملفات السياسية بقدر ما كشفت عن محبة كبيرة يملكها في قلب الشعب الباكستانيوالهندي، فكانت واقعاً حقيقياً حاضراً للعالم أجمع ليؤكد استقبال ولي العهد في بداية الجولة باحتفال كبير على مستوى عالٍ في قاعدة جوية قرب إسلام أباد ب21 طلقة نارية تحية له ولقي ولي العهد حفاوة كبيرة من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وقائد الجيش، وفُرش له السجاد الأحمر في استقبال أسطوري وصل إلى حد تعطيل المصالح الحكومية واعتبار يوم الزيارة إجازة رسمية من أجل إخلاء الشوارع أمام موكبه وإعادة برمجة الرحلات الجوية في عموم البلاد وازدانت الشوارع والميادين بالصور وكأن من زارها مرشح لرئاسة دولتها حسب ما ذكره رئيس الوزراء الباكستاني في حين أن الزيارة وغيرها من مظاهر الحفاوة التي شملت تولي رئيس الوزراء بنفسه قيادة السيارة التي أقلت الأمير محمد بن سلمان من المطار إلى مكان استقباله وقلد الرئيس الباكستاني عارف علوي الأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة «نيشان.. باكستان» وهو أرفع وسام مدني في البلاد، لتكتسب الزيارة في إطار جولة ولي العهد الآسيوية أهمية تاريخية واستراتيجية كبرى، كون الزيارة تعزّز التحالف القائم بين الرياض وإسلام آباد على المستوى الدولي في مواجهة التهديدات الإقليمية التي أصبحت إيران وتركيا عنوانا لها، حيث وضعت هذه الزيارة أسس مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وقدمت دعما سياسياً كبيرا لإسلام آباد في مواجهة جارتها اللدود إيران، فضلا عن الوقوف في وجه التمدد التركي في منطقة الشرق الأوسط. وتحرص المملكة على دعم باكستان في مواجهة الضغوط والمحاولات الإيرانية لاجتذابها إلى صفها وهذا ديدن المملكة في الوقوف مع الدول ومساعدتها وحرصها على الدول العربية والإسلامية من عدم الاقتراب من دول تدعم الإرهاب كإيران ومن يقع تحت سيطرتها وإلى ذلك تمثل الزيارة التاريخية فرصة للرياض في ملف المصالحة في أفغانستان، فعبر باكستان تستطيع المملكة التأثير في الملف ومواجهة الدوحة التي احتكرت مفاوضات حركة «طالبان» مع الأميركيين طيلة الفترة الماضية. وشهدت زيارة ولي العهد اتفاقيات استثمارية بقيمة 20 مليار دولار، إضافة إلى مذكرات تفاهم شملت عدة مجالات منها قطاعات النفط والطاقة والتنمية تخدم المملكة وباكستان وعلى ذلك أكد رئيس الوزراء الباكستاني أن الزيارة تُعد تعبيراً واضحاً عن العلاقات القوية بين البلدين، مشيراً إلى تطابق مواقف بين الرياض وإسلام آباد حول الأمن الإقليمي والعالمي، وأضاف خان أن العلاقات الوثيقة بين البلدين تمتد إلى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية وأن الزيارة ستذهب بالتعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى آفاق أرحب، مشيداً بالدعم السعودي المستمر لبلاده. وجدد رئيس الوزراء الباكستاني موقف بلاده الداعم لأمن المملكة، قائلاً: «لن نسمح لأي شخص بمهاجمة المملكة» وستقف باكستان دائماً مع المملكة في حال واجهت أي تهديد لأمنها وسيادتها، مؤكدا أنه ناقش مع سمو ولي العهد جميع الجوانب الثنائية والإقليمية والعالمية، وأن البلدين يمكن أن يمارسا تأثيرهما في تسهيل عملية السلام في أفغانستان، لتدرك الزيارة بأنها تسجل تاريخياً نجاحاً باهراً بعد أن حجز الأمير محمد بن سلمان مقعداً للسعودية داخل ميناء «جوادر» في باكستان الواقع جنوب غرب باكستان والمطل على بحر العرب، بالقرب من مضيق هرمز والذي يشهد مرور ثلث نفط العالم من هذا المضيق. فيما كانت الهند المحطة الثانية لجولة سمو ولي العهد، والتي كسر من خلالها دولة رئيس الوزراء الهندي السيد ناريندرا مودي البرتوكول الحكومي الرسمي ليستقبل شخصياً الأمير محمد بن سلمان في المطار لتؤكد الزيارة عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين، وترسم أعلام المملكة التي ترفرف بجانب العلم الهندي والصور التي زينت شوارع وطرق وميادين العاصمة الهنديةنيودلهي زيارة ولي العهد التاريخية للجمهورية الهندية ليحتفل بعد ذلك في القصر الرئاسي فخامة الرئيس السيد رام نات كوفيند رئيس جمهورية الهند باستقبال سمو ولي العهد وسط احتفاء رسمي لتطلق بعد ذلك المدفعية الهندية 21 طلقة ترحيبا بمقدم سموه وتثبت الزيارة بأن العلاقة بين المملكة والهند متجذرة وخاصة الهند التي تطمح بالمشاركة في رؤية المملكة 2030 وذلك لتنمية الاستثمار بين البلدين الصديقين من خلال المجالات التجارية والسياحية والإسكان والتقنية، ويؤكد عراب الرؤية السعودية في حديثة بأن الاستثمارات المتوقعة مع الهند خلال عامين 100 مليار دولار ويثبت بأن المملكة ماضية في محاربة الإرهاب والوقوف مع كافة الدول، وأن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تثبت للعالم بأنها أقوى حليف سياسي صادق وواضح.