إن الكلمات الطيبة مع الابتسامة الجميلة والأفعال الطيبة، تعطي الشخص نفسه وتمنح لمن حوله الطاقات الإيجابية، فهي تبعث ذبذبات مؤثرة ليست فقط على من نقابلهم، ولكن يمتد تأثيرها إلى الوجود، لذلك كان الله سبحانه يجزي على الكلمة الطيبة والابتسامة والأفعال الطيبة بالأجر العظيم، لذلك قال الله سبحانه: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) فأنت بكلماتك الطيبة وأفعالك الجميلة عندما تصنعها مع شخص، فكأنما أحييت هذا الإنسان وكأنك أحييت جميع الناس، وهذا مصداق لحديث النبي - صلى الله علية وسلم - "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير"، لذلك نرى من يؤذي الآخرين بلسانه ويده ويكون حاقداً وكارهاً وظالماً أو الحسود أو المغتاب والنمام الذي يتكلم في أعراض الناس من خلفهم فهذه طاقة سلبية وتأثيره على الوجود سلبي لذلك يعاقبه الله في الدنيا والآخرة إذا استمر على هذا المنوال قال تعالى: أَلَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ، تُؤتي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بِإِذنِ رَبِّها وَيَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ اجتُثَّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ، يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ.وَعَنْ أَبِي الدرداء - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ" وفي حديث آخر عن ذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن الخُلق درجةَ الصائمِ القائم"، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وقال النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "ما مِن شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلقٍ حَسنٍ" وَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَدْوَأِ الدَّاءِ؟! قَالُوا بَلَى، قَالَ الْخُلُقُ الدَّنِيُّ وَاللِّسَانُ الْبَذِيُّ، وقيل لعبدالله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق في كلمة، فقال اترك الغضب، فبحسن الخلق نمنح أنفسنا طاقات إيجابية ويرزقنا الله بهالة من نور لنعطي الطاقات الإيجابية لأنفسنا ثم للآخرين والوجود.