التغيير الذي نشاهده في الوقت الحالي من اتساع المفاهيم لدى المواطن أتى من وجود الأنظمة. القوانين سابقاً كانت موجودة لكن ليست مفعلة بقوة بعكس ما نشاهده الآن، سابقاً النظام موجود كمسمى مع فقدان الجدية، أكثر من وجوده كصارم. على سبيل المثال، كانت أنظمة المرور من ربط الحزام والسرعة وغيرهما تجد عدم المبالاة، كثيرون يفندون تلك المسائل بعدم وجود وعي لدى المواطن عكس ما كان سابقاً "عدم المبالاة"، لكن الواقع عكس ذلك، القليل من هؤلاء نجد أن محيطهم الثقافي من وعي أصبح ملازما لتلك الأنظمة المتبعة بالوعي الموجود لديهم من ثقافة، لكن بحديثنا في المجالس والملتقيات كثيرون أجمعوا على أن صرامة النظام والقانون هي التي أدت إلى التزام المواطن بالأنظمة، أنظمة تتعلق بالقانون الصارم، قانون العقوبة المتبعة مالياً، وهو الهاجس الحقيقي لدى المواطن، عندما نشاهده حريصا على ربط الحزام، وعدم قطع الإشارات، والتقيد بالسرعة المحددة أتت من الخوف من تراكم (القسائم)، وتكون هاجسه عندما يريد استخراج أو تجديد إحدى الأوراق الرسمية من جواز سفر أو رخصة سياقة أو استمارة للمركبة، حتى التأشيرات لاستخراج تأشيرة عمالة، الربط الحكومي لتلك الأوراق بالمخالفات المرورية أثبت نجاحه، وأصبحت تلك القسائم والمخالفات هاجسا حقيقيا للمواطن حتى أصبح الانضباط ملازما له. نعم، حقيقة ما نراه من التزام بالأنظمة حتى لو كان الوعي مفقودا، لكن النظام والقانون أتى بنتائجه. من منا يربط الحزام مسبقاً؟ ومن منا يتحدث في الجوال حاليا وهو يقود السيارة؟ حتى وهو يستعد للانطلاق يناشد من معه (الراكب) ربط الحزام، كل هذا خوفا من القسائم وليس الوعي كما نشاهده في الخارج، الذي سبقنا بعقود مضت بالأنظمة، النظام والقانون هو الأجدر والمربي الحقيقي للإهمال، فلولا وجود الأنظمة والقوانين (حاليا)، التي أصبحت صارمة لوجدنا الفوضى وعدم المبالاة في ازدياد، بل ستكون مؤثرة حتى داخل البيئة، ما ينعكس على الأبناء وهم يتطلعون للقيادة والخروج بمركباتهم مستقبلاً، فلا ضير أن الصرامة خصوصاً إذا كانت مادية، ففي الآخر هي مصلحة للمواطن والمحافظة على سلامته، فالشكر موصول لمن وضع هذا النظام وفعل وجوده؛ لأن التوعية لم تأتِ بثمارها.