تنبه العالم أخيراً للأساليب التي تنتهجها قناة الجزيرة، والتي تمثل الذراع الإعلامية لنظام الحمدين ودعمها لكل ما هو متطرف، واستقطاب رموز الإرهاب بدعوى حرية الرأي والرأي الآخر. لذلك لم تكن مقاطعة فقط من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، مصر)، بل امتدت إلى أكبر قوة عالمية، تتمثل في الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ أن هنالك مطالبات رسمية لملاحقة قناة الجزيرة، وكل وسائل الإعلام التي يدعمها نظام الحمدين. وبحسب موقع "ديلي بيست" الأميركي، هناك مطالبات من الكونغرس الأميركي، بالتحقيق في مصادر تمويل أذرع قطر الإعلامية، وقد بلغت المطالبات حد إصدار قانون يطالب بإفصاح مالي، وشفافية في تمويل المؤسسات الإعلامية القطرية. كان من بين تلك المؤسسات، وبحسب الموقع، قناة الجزيرة، بلغتيها، العربية والإنجليزية، بسبب دعمها لجماعات صنفتها الولاياتالمتحدة الأميركية ب "الإرهابية". وجاء القانون الأميركي، ليفرض حصاراً قانونياً على قناة الجزيرة، يتطلب تقديم تقارير دورية عن مصادر التمويل، والأنشطة، التي تمارسها شركات في الخارج لصالح نظام الحمدين. وأعرب أعضاء بالكونغرس عن أملهم في أن يتم تفعيل القانون، واستخدام صلاحياته، في مراقبة الوسائل والمؤسسات الإعلامية، خاصة خارج قطر، والتي تعمل لصالح الدوحة. يأتي الموقف الأميركي، مطابقاً للموقف العربي، الذي كشف، وفي مراحل مختلفة من الأوضاع التي مرت بها الدول العربية، أن الجزيرة، كانت عاملاً مساعداً في دعم التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية، ومساندتها في محاولات قلب الأنظمة العربية، والتي ثبت فيما بعد أن جماعة الإخوان، حصلت على تمويل من نظام الحمدين، ليس فقط أثناء الخروج على النظام الشرعي الحاكم في مصر، ولكن أيضاً بعد أن قفزت، ومن خلال عملية تزوير رسمية، على الحكم. ومن قبل جماعة الإخوان، التي مارست عمليات تخريبية في كل من مصر، وتونس، وليبيا، واليمن، وغيرها من الدول، كان للإعلام القطري، دور في دعم تنظيم القاعدة، حينما روجت له، وقامت بإجراء حوارات مباشرة مع قادة التنظيم بدءاً من أسامة بن لادن، ومروراً بأيمن الظواهري، وغيرهم، في وقت كانت تحصل فيه الجزيرة على بيانات من التنظيم، ما يعني التواصل والدعم المباشر له. هكذا وبعد أن اتضحت أهداف نظام الحمدين، والأجندة التي تنفذها آلتهم الإعلامية، أصبحت في مرمى الملاحقات الدولية، ومن قبلها العربية.