برعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وبحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وعدد من أصحاب السمو والمعالي، ووسط حشد جماهيري كبير من عشاق القافية من كلا الجنسين، تلألأ البدر بن عبدالمحسن بالقصيد في سماء محايل عسير من مساء أول من أمس في أمسيته الشعرية ضمن الحفل الختامي لفعاليات المهرجان الشتوي "صدر الكرامة" المقام في محافظة محايل عسير. وانطلقت الأمسية في فضاء الإبداع بكلمة للشاعر البدر قال فيها: "شرف كبير أن أكون في محايل عسير، بلد الشهادة والشهداء في وجهة العداء ورمزها في أرجاء وطننا الغالي الكبير"، وأضاف: "يشرفني أن أهنّئ كل من قدم دمه، وجاد بروحه في سبيل عز وكرامة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين وأصل العرب والعروبة". وأشار مهندس الكلمة في حديثه: "إن من قدّم دمه ليس كمن قدم قصائده"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه من حق هؤلاء الأبطال أن نشكرهم على ما قدموه، وأضاف: "من حقنا نحن أن يعلم جنودنا البواسل على الجبهة قدر الفخر والاعتزاز الذي نكنه لهم"، منوهاً كذلك بالدور الكبير الذي قدمه أبطال وجنود دولة الإمارات الشقيقة في الدم والمصير، داعياً الله بالرحمة لشهداء الوطن، وأن يحفظ لنا أبطالنا البواسل ويجزيهم خير الجزاء. دماء زكية وعلى ضوء ذلك وما يحمله مهرجان "صدر الكرامة" من اعتزاز ووفاء وتقدير لبطولات المخلصين من جنودنا البواسل، بدأ البدر أمسيته الشعرية بقصيدة وطنية جديدة عدد فيها مآثر الشهداء، وممتدحاً مواقف البطولات ومكانة الشهيد، قال في مطلعها: بالشهادة حياة للوطن والشهيد عند ربه عزيز وعند ربعه كريم لا تلوح البواكي من حيا من جديد في القلوب وبنا له مسكن في السديم من قضى دون أرضه دون عرضه سعيد يستحق الفرح لو كان فقده عظيم في الأسود البواسل لو نقول ونعيد ما لحقنا جزاهم جعلهم في النعيم وأخذ الشاعر البدر في قصيدته الأولى عشاق القافية والحرف إلى جمال المفردة وخيالها، في الثناء على الشهيد ومكانته، ممتدحاً الدماء الزكية التي روت الأرض حباً للشهداء، حيث قال: ما سقى القاع غيث مثل دم الوريد منه يخضّر صخر الأرض قبل الهشيم جيت أهني النشامى من قريب وبعيد ما أعزي اليتامى طفل غير اليتيم أحمد الله اللي جعلنا أحرار مانا عبيد ما عرفنا الهوان وما قهرنا الخصيم مختتماً سموه قصيدته الأولى بأبيات الاعتزاز بالوطن وقائده، منوهاً بمحايل عسير التي تستضيفه قائلاً: يا محايل عسير ويا سراة القصيد فيك يزهى جديدي وأستعيد القديم يا بلادي فدتك الروح مالي الوحيد اللي يعشق قُمَرك وزهرتك والنسيم وعاش سلمان سترك والولي العضيد رغم أنف الحسود ورغم أنف اللعيم أبشري يا دار عقب ذلك ألقى سموه قصيدته الوطنية "أبشري يا دار" التي تغنى بها فنان العرب محمد عبده، التي تجسد وقفة الشعب مع "عاصفة الحزم" وتشجيعاً لجنودنا البواسل على ما يقومون به من بطولات وطنية قال في مطلعها: العدالة حزم.. والإرادة حسم.. والكرامة عزم.. وابشري يا دار.. السعودي سيف.. إن غضب بتار.. ما يحب الظلم.. ولا يطيق العار.. وقدم مجدداً الأمير بدر بن عبدالمحسن لجمهور الشعر وعشاق قافيته في محايل عسير قصيدته الوطنية "العوجا" التي تغنى بها مؤخراً الفنان الإماراتي طارق المنهالي، قال في مطلعها: من يحب الوطن مثلي يقوم يلبس الردن ويلبس مجنده ويركز البيرق بعالي النجوم وينتخي بالحطيم ومسجده وألقى البدر عقب ذلك قصيدة الشموخ والريادة "عوافي" التي تغنى بها محمد عبده في أوبريت احتفال أهالي منطقة تبوك 2018 أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي تقول مطلع كلماتها: صحت نجدٍ على صوت العويل ولجّة الغربان عوافي.. قرِّبي منْك الوساده وادخلي لحافك مختتماً القصيدة بأبياتها ذات الفخر بالملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز حيث قال البدر: أنا والله مدري وش تبي يا الثاير الزعلان تظن بلادنا ترجيك؟! أو ان ملوكنا تخافك؟ تبي سلمان ناظر في السما كانك تبي سلمان تخيب يديك ما طلته ولا طالوه أسلافك قصائد عاطفية وتناول البدر خلال الأمسية عددا من القصائد العاطفية منها جمرة غضى، والمسافر راح، وقصيدة جديلة التي قال في مطلعها: جديله ما وراها صبح.. ألا يا طول مسراها.. وعينٍ ما تمل الذبح.. كأن أحبابها عداها.. وكذلك ألقى سموه دوزنة عشقه الطائفي التي تغنى بها الفنان محمد عبده قال في مطلعها: رذاذ ما سقى خدك.. وعنقود العنب ما بيه.. وتين ما حضن يدك.. ولو طاب ونضج مشريه.. عشق الوطن عقب ذلك عاد البدر للوطن ومفرداته ليلقي قصيدته من أوبريت "حنا نعشق هالوطن" التي تقول مطلعها: وين ينبت هالنخيل؟! إلا بين ضلوعنا.. ولاّ يشعل هالنجوم.. إلا ضي شموعنا.. أبها قبل 35 عاماً واختتم البدر الإبداع الشعري في أمسيته الثانية بالمنطقة أمام جمهوره في محايل عسير بقصيدة أبها التي قالها قبل 35 عاماً، مستعيداً ذاكرته لأمسيته الأولى بأبها في ذلك التاريخ، ليكشف بعد مرور تلك الأعوام موقفه أمام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل عندما كان أميراً لعسير آنذاك، حيث قال البدر: "قصيدة أبها وكأنها القريبة أتذكر حينها أنني كنت متوتراً من ناحيتين، الأولى كوني أمام خالد الفيصل، ومتوتراً كذلك من جمهور أبها ذلك الوقت"، وأضاف: "عندما قالوا لي تفضل على المسرح، قلت للأمير خالد الفيصل: "أنا متوتر كثيراً"، فقال لي: "خذ نفس، تنفس، تنفس". ثم ألقى قصيدة أبها قال في مطلعها: كل ما كتبت أبها نشت فوق الأوراق سحابة وابتل في الصدر معلوق أخيل بين أصابعي نوض براق وكن القمر ينبت له غصون وعروق مشاهدات * لوحة وطنية تألقت في حضن صدر الكرامة وعشاق الشعر يرددون الكلمات الوطنية للشاعر البدر. * شهدت الأمسية حضوراً مبكراً للجمهور من كلا الجنسين قبل الأمسية بأربع ساعات. * البدر يزيد من أناقة وجمال فعاليات المهرجان الشتوي صدر الكرامة ويسجل في الذاكرة ختام من نور. الأمير بدر بن عبدالمحسن مُلقياً قصائده