اختتمت جلسات ملتقى الأمن الفكري الأول (المواطنة الرقمية) الذي نظمته جامعة الملك خالد ممثلة في وحدة التوعية الفكرية، بجلستين علميتين شارك فيهما عدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب وطالبات جامعة الملك خالد والجامعات الأخرى، بسبع أوراق علمية. وأدارت الجلسة الأولى د.دولة عسيري من جامعة الملك خالد وشاركت فيها عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد أ.د.لبنى العجمي بورقة حول دور المؤسسات التعليمية في تعزيز المواطنة الرقمية أكدت خلالها أن المواطنة الرقمية تعد من المفاهيم الحديثة في الأدبيات التربوية بشكل عام والأدب المتعلق بتربية المواطنة والدراسات الاجتماعية بشكل خاص، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي له آثار إيجابية وسلبية لدى فئات المجتمع عامة وطلبة المؤسسات التعليمية؛ وهذا يتطلب وجود مفهوم المواطنة الرقمية وتوضيح علاقته القوية بمنظومة التعليم. واستعرضت العجمي في ورقتها الأدوار التي تجعل المتعلمين في المؤسسات التعليمية يتسمون بالمواطنة الرقمية وتطرق مشرف مركز التوجيه والإرشاد بجامعة الملك خالد د.خضران السهيمي في ورقته إلى خطر الألعاب الإلكترونية ودور المؤسسات التعليمية في تعزيز المواطنة الرقمية من خلالها، واستعرض أهم الدراسات حول الألعاب والتطبيقات الإلكترونية، ومدى تأثيرها على السلوك، وتطرق لخطوات العلاج التي يمكن أن تتبناها المؤسسات الدعوية والاجتماعية ووزارة الصحة والجهات الأمنية. وناقشت الطالبة خلود آل عامر من جامعة الملك خالد في الجلسة الثانية التي أدارها الطالب عبدالرحمن الرشيدي من جامعة الملك فيصل بحثا حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الأمن الفكري وكيفية توعية الشباب بالأخطار الفكرية، فيما ناقش عبدالرحمن حدادي من جامعة تبوك في ورقته مفهوم الأمن وتعريف الأمن الفكري وأهميته للمجتمع، ووسائل تعزيز وتحقيق الأمن الفكري في المجتمع ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الأمن الفكري، وأساليب تعزيز الأمن الفكري في المجتمع. وقدم الطالب بوفجلة بن عباس من الجامعة الإسلامية ورقة علمية حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تهديد الأمن الفكري وتحدث الطالب عبدالعزيز العيد من جامعة الأمير سطام في ورقته عن أثر مواقع التواصل الاجتماعي على تهديد الأمن الفكري للشباب من خلال المغالطات الفكرية، كما شارك الطالب عاطف الرشيدي من جامعة حائل بورقة عمل أخرى في هذا السياق. هذا وأقيم ضمن الملتقى دورة تدريبية حول "دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الوحدة الوطنية" قدمها المستشار بالقضايا الوطنية والأمن الفكري د.عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل استهدفت رؤساء الأندية الطلابية ومشرفي الوفود المشاركة بالملتقى. وتطرق الهليل خلالها للتعريف بالأمن الفكري وعلاقته بالوحدة الوطنية وأهميته وكيف يمكن إشاعة هذا المفهوم وتعزيزه ضمن المسؤولية الاجتماعية ومن ذلك تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية تجاه ذلك بحكم مسؤولياتها تجاه أفراد المجتمع، وما تسهم به من تدعيم للأمن الاجتماعي، وتحدث عن التطرف والعنف كظاهرة وعوامل لها دور في صناعة العنف والتطرف، ومؤشرات الانحراف الفكري وسبل المعالجة الفكرية لظواهر العنف والتطرف. وقد خلص المشاركون في ملتقى الأمن الفكري الأول (المواطنة الرقمية) في ختام أعماله اليوم إلى عدد من التوصيات أهمها: ضرورة توعية الأسرة لأفرادها فيما يتعلق بالتعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي تحقيقا لمبادئ المواطنة الرقمية، وضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية في توعية الشباب والشابات حيال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من خلال لغة وأسلوب يناسبان احتياجاتهم وتطلعاتهم، بالإضافة إلى الاهتمام بدور المرأة السعودية في صناعة الوعي الرقمي والتأكيد على دعمها تماشيا مع متطلبات رؤية المملكة العربية السعودية 2030 فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية، كما أوصى المشاركون بتفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والتحزب والتحذير من الفكر المنحرف، وتضمين المناهج التعليمية بالتعليم العام والجامعي بكل ما من شأنه تعزيز الوعي والأمن الإلكتروني وآليات التعامل الأمثل مع وسائل التواصل الاجتماعي، والحرص على استثمار الكوادر الوطنية من الشباب والشابات في صناعة الوعي الفكري للجيل القادم، وضرورة التواصل الدائم مع هيئة الاتصالات فيما من شأنه حجب المعرفات الشاذة والتي تدعو إلى تقويض القيم والفكر، والاهتمام بإطلاق مبادرة تتبناها جامعة الملك خالد ممثلة في وحدة التوعية الفكرية لحماية الطلاب من أخطار الانحرافات الفكرية التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وذلك من خلال إعداد فريق عمل مشكل من عدة جهات تتبنى فكرة التوعية بأضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال والمراهقين، وإعداد حقائب تدريبية جاهزة وإعداد فريق العمل الجاهز لتنفيذ البرنامج بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، كما أوصى المشاركون بعقد ملتقى الأمن الفكري الثاني (آثار المواطنة الرقمية وصورها) في إحدى الجامعات السعودية خلال العام الجامعي القادم 1441ه. وقد تقدم المشاركون بخالص الشكر وأبلغه لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على دعمهما للمؤسسات التعليمية ورعاية ومتابعة برامجها لتساهم في صناعة التنمية والبناء للوطن الغالي، كما رفع المشاركون شكرهم لمعالي وزير التعليم ومعالي نائبه على تفضلهما بالموافقة على إقامة الملتقى نظرًا لأهميته العلمية والعملية، كما تقدموا بشكرهم لمعالي مدير جامعة الملك خالد على دعمه ورعايته ومتابعته الحثيثة لإنجاح فعاليات الملتقى.