يشترط في التعلم بطريقة التدريب والممارسة اعطاء الفرصة للمتعلم بالتدريب على اتقان مهارات سبق تدريسها اذ يقدم (الحاسب) عددا من التدريبات او التمرينات على موضوع معين سبقت دراسته من قبل بطريقة ما. ويقتصر دور المتعلم على ادخال الاجابة المناسبة، ويقوم الحاسب بتعزيز الاجابة الصحيحة او تصحيح الاجابة الخاطئة بهدف حماية المهارات او المعلومات والتدرب على تطبيقها بسرعة ودقة تأمين. ولا تختلف مزايا هذا النوع من التعلم عن التعلم الذي سبقه. ومن الانماط التعليمية باستخدام الحاسب في التعلم: التعلم بالمحاكاة (simulation) الذي يقدم نماذج تفيد في بناء عملية واقعية من خلال محاكاة ذلك النموذج والتدرب على عمليات يصعب القيام بها في مواقف فعلية، ويلجأ الى هذا النوع في حالة وجود صعوبة في تجسيد حدث معين في الحقيقة بسبب الكلفة المادية كاجراء تجارب الفضاء او لطول الزمن كمشاهدة عملية النمو في النبات او لبعد المكان كطريقة اداء مناسك الحج أو العمرة او لبعد الزمان والمكان كالطريقة الصحيحة لاداء احد المناسك او الخطر والضرر الجسدي كاجراء التجارب الكيماوية او تجارب الطيران. وتحث الالعاب التعليمية على اكتساب مهارات حل المسائل، واتخاذ القرارات، وتطيل من قدرة (المتعلم) على الانتباه، ويشجع عل الخيال. وتعالج هذه الالعاب كثيرا من الموضوعات، خاصة انها تدمج تعلمها في شكل مباريات تخيلية تحمل المتعلم على التنافس لكسب العلامات ليفوز المتعلم، فعليه حل المسائل الرياضية وتهجي المفردات، وتحديد نقاط على شبكة احداثيات، وقراءة التعليمات وتفسيرها، وتحليل المسائل المنطقية. والنوع الثالث من التعلم، التعلم الحقائب (الرزم التعليمية) التي تعرف في اللغة الانجليزية: (Instraction kits Pack) تقوم على مبدأ التعلم الذاتي الذي يركز فيها على وجود مسائل وبدائل واساليب تعليم متعددة امام المتعلم، يستطيع من خلال مزاولتها ان يحقق الاهداف التعليمية المنشودة، وفيها يسير (المتعلم) وفق سرعته التعليمية، ويعطي بطء التعلم مزيدا من الوقت تمكنه من تحقيق الاهداف المرسومة دون ان يشعر بالفشل كما انها لا تعتمد الى مقارنة المستوى التعليمي للمتعلم بمستوى اي متعلم آخر، والمعيار في هذا النوع من التعلم الوصول الى مستوى الاتقان المطلوب. والنوع الرابع، التعلم بطريقة برامج الوحدات المصغر: يترك للمتعلم حرية التقدم والتعلم وفق سرعته الذاتية اذ يقسم المحتوى الى وحدات صغيرة لكل وحدة هدفها السلوكي (المحدد) ولتحديد نقطة الانطلاق المناسبة للتعلم يجتاز اختبارات متعددة، وبعد انجاز تعلم الوحدة يجتاز اختبارا تقويميا لتحديد مدى الاستعداد للانتقال الى الوحدة الآتية، وفي حالة الاختبار غير الفاعل يعاد تعلم الوحدة مرة اخرى الى ان يتم اتقانها. وهناك نوعان آخران من التعلم الالكتروني، يتعلق النوع الأول: التعلم عن طريق الفيديو (Video) التفاعلي تراعى الفروق الفردية للمتعلم سواء على مستوى المعلومات أو السرعة في عرضها، واختيار ما يلائم ميول المتعلم وقدراته بتوفير عرض سمعي وبصري بمزج قرص الفيديو واشرطة الفيديو (الكاسيت). واما النوع الآخر، التعليم الموجه توجيها فرديا: تقسم مناهج كل مادة الى مستويات اربعة: (أ، ب، ج، د) ينتقل المتعلم من مستوى الى آخر بعد اتقان المستوى السابق لكل مادة على حدة، وفق سرعته الذاتية، وبالاسلوب الذي يرغب ويلائم خصائصه وامكاناته، ويشترك المعلم والمتعلم في تحديد الاهداف والانشطة والتقويم. والسؤال الذي يتبادر الى الذهن في هذا المقام: ان التعليم (التقليدي) باستخدام الورقة والقلم اساسا للتعلم مهما تطورت طرق واساليب وسبل التعلم الالكتروني سواء في الجهد والوقت والتكلفة المادية لان برامج الحاسب الآلي التعليمية من الاساليب الحديثة التي تحتاج الى جهد ووقت وتكلفة مادية كبيرة لانجازها، وهي تختلف جوهريا عن وسائط التعلم التقليدية الاخرى لانها وسيط مكمل للتعليم التقليدي ذو اتجاهين ووسيط ديناميكي (آلي) قابل للتكيف، ويتطلب تجاوباً مباشراً من المتعلم ذاته في حين ان معظم الوسائط الاخرى وسائط ذات اتجاه واحد من الوسيلة الى المتعلم. هل حان الوقت لكي نعي ان التعليم التقليدي لا يمكن الاستغناء عنه، فهي الوسيلة الوحيدة التي يتفاعل فيها المعلم والمتعلم تفاعلا طبيعيا، وفي آن!