قبل أيام اجتمع في الرياض وزراء الإعلام العرب تزامنا مع الرياض عاصمة الإعلام العربي، وكان أبرز ما تحدث به معالي وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة خلال الجلسة، هي أهمية تنسيق جهود الإعلام العربي، لمنح الخبر الفلسطيني المساحة اللازمة في مختلف وسائل إعلامنا، لنقل مايجري على الأرضي الفلسطينية من أحداث، بما يتناسب مع محورية القضية.. برأيي أنه منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967م والإعلام العربي يشكل أهم الأدوات التي تنقل صور القضية الفلسطينية، وتعمل على تجسيد دور السلاح، الذي يدافع عن عروبة القدس وعن الشعب الفلسطيني، الذي تمت ممارسة الكثير من الانتهاكات ضده منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي.. كانت القدس هي الأبرز في العناوين الإخبارية الصحفية والتلفزيونية منذ عقود، وقد كان هذا التركيز والتعاطي المستمر باعتبار أنها القضية العربية الأولى، وهو مايعزز لها وللتعاطف الوجداني لدى الرأي العام، وبالتأكيد إن الإعلام نجح في ذلك في المرحلة الأولى رغم نقص بعض المواد، ولكانها كانت الوسيلة التي تنقل الواقع على الأرض وبعض مايجري بين الفلسطينيين والإسرائليين ومايتعلق بالإجراءات السياسية ومفاوضات السلام وغيرها؛ بلا شك إن الأحداث العربية التي جرت خلال السنوات الثماني الأخيرة، كان لها تأثير على القضية الفلسطينية إعلامياً، حيث إنها خطفت كل المساحات الإعلامية، بانشغالها بما يجري من أحداث متتالية ومتسارعة، ودمار في بعض الدول العربية، نتيجة ما خلفه ما يسمى بالربيع العربي، الذي سوقت له ودعمته قناة الجزيرة بتوجيه من النظام القطري لتنفيذ أجندة تخريبية في المنطقة حيث وصل الخراب في بعض الدول العربية إلى مستوى الكارثية الفلسطينية بل أكثر، وفي المقابل دعم النظام القطري بناء المستوطنات الإسرائيلية حسب التقرير المصور الذي عرضته قناة السي ان ان، بالإضافة إلى العلاقة الجيدة مع الإسرائيليين من خلال الزيارات المتبادلة، وتقديم الدعم لحماس على حساب السلطة الفلسطينية الشرعية، لغرض الانقسامات وتشتيت الوحدة الفلسطينية. بلا شك إن النظام الإيراني هو أول المستفيدين من هذه الفوضى الخلاقة، لبسط النفوذ واحتلال عدة عواصم عربية، وهذا مايجعل العالم العربي ليس أمام احتلال إسرائيلي فحسب، بل يواجه محاولات احتلال فارسية خبيثة في معظم الدول العربية، بعلاقاتها الوطيدة مع إسرائيل سياسياََ واقتصادياََ وعسكرياََ منذ عام 1979م، بينما ترفع شعاراتها الكاذبة تضامناََ القضية الفلسطينية كما تزعم، فلم يسجل التاريخ لإيران أي مساعدات للشعب الفلسطيني، حسب تقرير منظمة الأنوروا التابعة للأمم المتحدة، التى أعلنت أيضاََ أن السعودية هي من الدول الملتزمة بدعمها وهي أكبر المانحين بين الدول العربية، لأنها تستشعر عروبة القدس في وجدانها وفي الوجدان العربي، فالقدس جزء مهم من تاريخ العرب منذ الأزل.