للتكنولوجيا واستخداماتها أثر كبير في عملية تطوير قطاعات الأعمال، وفي القطاع المالي متمثلةً في المصارف؛ حيث تم توفير عدة قنوات مصرفية رقمية تكون مهيأة لخدمة العميل. عند تسليط الضوء على إحدى هذه القنوات، وعلى سبيل المثال التطبيقات المصرفية عبر الهواتف الذكية Mobile banking app؛ إذ كانت مثلها مثل أي قناة مصرفية أخرى، فمنذ طرحها للاستخدام حتى الآن فإننا نرى يوماً بعد يوم تطّورا ملحوظا بها من قبل المصارف، وذلك لجعلها المنصة الأولى في الاستخدام، حيث أصبحت وما زالت المنافسة الراهنة والتميز بين مصرف وآخر تكون عن طريق هذه التطبيقات؛ أي بالطرح السريع لها، وتمكين العملاء من استخدامها، وفي مدى جودتها، وفي إضافة خدمة أو ميزة جديدة يتم العمل بها في تطبيق مصرف، ولا يتم العمل بها في تطبيق مصرف آخر. جميع هذه التطورات جعلت عدد مستخدميها يرتفع مع مرور الوقت، فبناءً على التقارير من UK Finance فإن تقريباً 22 مليونا من العملاء في المملكة المتحدة يستخدمون التطبيقات المصرفية، وذلك في عام 2017؛ أي أن هناك ارتفاعا بقرابة 12 في المئة في نسبة الاستخدام عن العام السابق، إذ إن أكثر من نصف مستخدمي التطبيقات المصرفية (51 في المئة) يستخدمون هذه الخدمات لدفع الفواتير، وقرابة 62 في المئة لتحويل الأموال، وقرابة 27 في المئة لاستخدامات مصرفية أخرى. وفي هذا السياق أيضاً ووفق توقعات من قبل Industry analyst CACI فإن أكثر العملاء سيستخدمون التطبيقات المصرفية بديلاً عن الكمبيوتر بحلول عام 2019، وتوقعت أيضاً أن عدد مستخدمي التطبيقات المصرفية سيصل إلى 35 مليون شخص؛ أي ما يقارب 72 في المئة من سكان المملكة المتحدة وذلك عام 2023. مع كل هذه الأرقام في استخدام التطبيقات المصرفية، ما زالت ولا تزال المصارف تعمل على التطوير، فآخر المزايا تمكّن العميل من طلب الحصول على بطاقة الصراف عبر التطبيق المصرفي ومن دون الاتصال على المصرف، أيضاً بعض التطبيقات يمكن من خلالها إخطار المصرف بالسفر إلى الخارج، وذلك لتقليل رفض المعاملات المصرفية عند إتمامها. ومما لا شك فيه أن إضافة هذه المزايا ستحفظ كثيرا من الوقت والجهد، وذلك بالنسبة للعميل من جهة، وأيضا للمصرف متمثلةً في الموظفين عند تنفيذ العملية المصرفية من جهة أخرى، وهذه المزايا تعتبر من ضمن تحويل المعاملات التقليدية إلى معاملات إلكترونية، لتجعل من الخدمات المصرفية أكثر سلاسة وراحة لجميع العملاء، كذلك قد تعتبر ميزة تنافسية بين مصرف وآخر عند تطبيقها، وتساعد على التشجيع أكثر على استخدام التطبيقات المصرفية عبر الهواتف الذكية. واختصاراً، فهمت المصارف احتياجات العملاء بشكل أفضل، فبادرت إلى تطوير تطبيقاتها المصرفية باستخدام أحدث التقنيات، فالعمل على خلق أفكار مبدعة وتوفيرها بأفضل جودة، سيجعلان منها بالتأكيد في نهاية المطاف القناة الأولى في الاستخدام محققة الهدف من إنشائها.