ما إن انطوى أسبوع على بدء الدراسة إلا وعاد المجتمع السعودي للانتظام كانتظام عقارب الساعة حين تسجّل الدقائق والثواني، بعد أن كانت الفوضى تعم الأسر بل المجتمع بأسره، حيث كان أسبوع الإجازة يحكي معاناة السهر والسفر، واختلت موازين حياة الناس فيه؛ فربما أصبح الليل نهاراً والنهار ليلاً لدى البعض. لتأتي الدراسة فتضبط إيقاع الحياة من جديد، لينتظم الكل، فالموظف في وظيفته والطلبة قعدوا في مقاعد الدراسة، فتخرج الكتب من الحقائب، ويسطر المعلم والمعلمة حروف المنهج ليستقي الطلبة من رحيق العلم والمعرفة مع وجود كل وسائل التعليم والتلقين الممكنة؛ وترفع الأيدي للمشاركة بأجوبة وطرح أسئلة لمن لم يدرك المعرفة. استراتيجيات وأفكار لحلول المشكلات لتكتب الأقلام أسطر العلم، فكل هذا ينبئنا بأن المنظم الأول لحياتنا هو الالتزام بالعبادات وطلب العلم. إنه واقع لبرمجة المجتمع بالانتظام بعد فوضى العطلة لنقف تقديراً للصرح العظيم المدرسة. لنتأمل معاً ما المدارس وما تعني!! إنها معقل العلم، وكل من ينتمي إليها يتوشح بمسمى طالب أو طالبة علم ومعلم ومعلمة، فهي ساحات بل منارات للعلم من هجاء الحروف إلى كتابة التقارير والموضوعات مروراً بمعادلات الرياضيات، وتجارب العلوم، ونظريات الفلسفة، ورموز الكيمياء.. هو العلم من ينظم الحياة، ويهندس أبجديات الهمم للوصول إلى القمم.. شكرا مدارسنا شكرًا وزارة التعليم؛ لأنكما ترسمان لنا طريق النجاح، وتنظمان حبات اللؤلؤ لتلتقي البداية بالنهاية بالإجابة عن: من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟