تزخر مناطق شمال المملكة العربية السعودية بإرث تاريخي وثقافي كبير وشواهد معمارية ومقتنيات تراثية تجسد البعد الحضاري والاجتماعي لتلك الفترات الزمنية القديمة، والتي تكتنزها الكثير من المتاحف الوطنية والخاصة والتي تعتبر ثروة وطنية تربط الأجيال الجديدة بماضيهم وعراقة تراثهم وبين حاضرهم المُعاش. فضلاً عن أنها واجهة حضارية تبرز تاريخ المملكة المشرق، وتثري الحركة السياحية بالمنطقة الشمالية عبر هذه المتاحف التي نستطلع أهمها في هذا التقرير المتضمن متاحف منطقتي تبوكوالجوف. متحف تبوك الإقليمي تم إنشاؤه حديثاً بأحدث المواصفات العالمية ويقع المتحف داخل موقع سكة حديد الحجاز القديمة على مساحة إجمالية تبلغ 21800 متر مربع تشكل مساحة المباني نحو 8370 متراً مربعاً، وبلغت تكلفته الإجمالية 100 مليون ريال، ويشتمل الموقع على مبنى المتحف الذي يضم المدخل الرئيسي وقاعة الاستقبال إضافة لقاعة كبار الزوار ومصلى للرجال والنساء وركن للهدايا والتذكارات وقاعة بيئة المنطقة وقاعة عصور ما قبل التاريخ وقاعة عصور ما قبل الإسلام وقاعة الفترة الإسلامية وقاعة التراث العمراني وقاعة التاريخ الحديث وقاعة عيش السعودية وقاعة متحف الطفل. أنشئ متحف تبوك عام 2004 ليعرض تاريخ منطقة تبوك وتراثها عبر العصور، ويتكون من قاعات عديدة خُصصت كل واحدة منها لغرض معين؛ منها قاعة العروض التراثية، وقاعة التاريخ الجيولوجي الطبيعي لتبوك وتحوي هذه القاعة على عينات من صخور المنطقة، وقاعة أخرى مخصصة للعرض وقاعة أخرى مخصصة لعرض تاريخ العصور الحجرية حتى العصر الجاهلي، عدا عن معروضات الفخار والمعادن والحلي والمجوهرات التي ترسخ حضارة عربية أصيلة ومتجذرة. متحف قلعة تبوك تم تأهيل المتحف ليكون متخصصاً يعرض الأقوال التي وردت عن تبوك في مصادر التاريخ والجغرافيا الإسلامية، حيث كانت تبوك محطة على طريق الحج الشامي ويمر بها الرحالة الحجاج عبر جميع العصور. ويبدأ المعرض بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه بأن تبوك ستكون جناناً، ثم يستعرض الأوصاف التي وردت في الفترة الإسلامية المبكرة كالأموي والعباسي والعثماني والعصر الحديث بالإضافة إلى عروض تتعلق بالقلعة كونها بناء مهم يقع على طريق الحج الشامي ومحطه تتوفر فيها الماء. وتكمن أهمية بناء القلعة كونها بنيت لحماية مياه محطة تبوك ومياه العين في عصر السلطان سليمان القانوني وقد تم ترميم القلعة وإضافة عروض سمعية بصرية لعرض فيلم عن طريق الحج الشامي. كما تم تأهيل عيون البرك المجاورة للقلعة وترميمها كما تم ترميم وتأهيل موقع عين السكر وهي العين التاريخيه في تبوك. ويقع المتحف والقلعة في قلب مدينة تبوك التاريخية بجوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في تبوك. وتعدّ «المتاحف الخاصة» شريكا مهماً ضمن المنظومة السياحية في المملكة، وتدخل ضمن الوجهات السياحية في المنطقة التي تقع فيها، ويمكن لأصحاب المتاحف توظيفها اقتصادياً بما يعود عليهم بمردود مادي، خصوصاً في المواسم السياحية والمهرجانات والمناسبات الوطنية. ومن جانبها حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار على تطوير تلك المتاحف؛ لتكون ذات مستوى متميز، يتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، حتى أصبحت مراكز بحثية ومؤسسات ثقافية مهمة؛ لأنّها بمثابة مرآة تكشف ماضي الأمم، وارتبطت بشكل وثيق بالمجتمع، والمؤسسات العلمية والثقافية. المتاحف الخاصة في منطقة الحدود الشمالية متحف الفجر للتراث هو متحف خاص بمالكه فهد بن صالح الفجر من محافظة تيماء والمتحف مخصص لمقتنيات التراث الشعبي ويقع هذا المتحف بجوار منزل المالك في مبنى تراثي يتألف من دور واحد أنشئ على أرض تعرف بالنجور الطبيعية وهى أرض صخرية بها حفر لطحن الحبوب، ويمتاز هذا المتحف بوجود بناء في أوسطه يتكون من برج وغرفة تخزين السلاح وكان يدعى قصر القلم، ويتضمن المتحف العديد من القطع التراثية منها: الأسلحة وأدوات الحرب، العملات التي تمثل هذه الحقبة، المصنوعات الجلدية، القطع الخشبية، مجموعة من الأدوات التي تستخدم في السقيا والترحال، بعض قطع الملابس التراثية القديمة والملابس الصوفية، نموذج مجسم لتجهيزات الدكة، يمتاز المتحف بتخصيص يوم لزيارة النساء فقط ويتواجد معهن مساعدة لتشرح لهن التاريخ خلف كل قطعة معروضة بالمتحف. متحف الكناني للتراث يوجد هذا المتحف بالسوق الدولي ويتألف من قاعتين رئيسيتين كبيرتين بهما اثنا عشر جناحاً تتضمن العديد من القطع الأثرية التراثية كالعملات النقدية المستخدمة قديماً، وبعض من الوثائق والمعاهدات القديمة، السجاد، الأدوات القديمة المستخدمة في صنع القهوة، بعض حلى الزينة، بعض من الملابس النسائية التراثية، عدد من المصنوعات الجلدية التراثية، الأواني النحاسية القديمة، العديد من الخزف والفخاريات، مجموعة متعددة من الأدوات المستخدمة القديمة في الحروب، عدد من المحنطات، مجموعة متنوعة من الساعات والأقلام المستخدمة قديماً، كما يوجد بالمتحف مساحة كبيرة بها عدد من المجسمات المختلفة لأنواع متعددة من أنماط وأساليب العمارة القديمة، كما توجد خيمة تسمى بخيمة بيت الشعر، ويصنف هذا المتحف على أنه من المتاحف الجيدة لاشتماله على عدد كبير من القطع الأثرية النادرة والمميزة. متحف تيماء يعد متحف تيماء من أعرق المعالم السياحية في السعودية ويعتبر إرثاً تاريخياً وحضارياً قيماً، فقد بنى المتحف فى عام 1403ه وافتتح عام 1407ه استعداداً لاستقبال الزوار حيث وصل عدد زوار المتحف عام 2009 إلى ما يقرب من 30 ألف زائر. ويقع متحف تيماء الأثري في مدينة تيماء بين مدينتى تبوك والمدينة المنورة، كان متحف تيماء قديماً من المراكز التجارية الهامة فى شمال الجزيرة العربية التي تهدف إلى التوعية والتثقيف قبل أن يتحول إلى متحف تاريخى يهدف إلى إبراز القيمة التاريخية والحضارية لمحافظة تيماء السعودية، فهو يتبع إلى الهيئة العامة للسياحة والآثار. محتويات متحف تيماء: يحتوى متحف تيماء على مقتنيات تاريخية وحضارية تشمل العصور التاريخية منذ العصر الحجري حتى العصر الإسلامى، ويوجد بالمتحف مجموعة كبيرة من الكتابات القديمة والقطع الأثرية ومعالم صخرية قديمة أهمها مسلة تيماء، كما يعرض عدداً من قطع التراث الشعبي. تصميم المتحف ومكوناته: يتكون المتحف من مجموعة كبيرة من معامل التصوير، مستودعات لحفظ الأدوات، قاعات لعرض القطع الأثرية، معامل الرسم والمساحة، قاعة للعرض التلفزيوني وتوجد مكتبة بها مجموعة كبيرة من الكتب المتخصصة وعدد من النشرات والدوريات وقاعات العروض للتحف والآثار التي تنقسم إلى أربع قاعات وهي: القاعة الأولى: الإنسان والكون: وهى تتحدث عن بدايات الإنسان طبقات الأرض الجيولوجية وتكوينها ويتم عرضها من خلال نصوص وصور فوتوغرافية ومعروضات أثرية. القاعة الثانية: عصر ما قبل الإسلام: ويتحدث عن العصر الحجري مروراً بالعصر البرونزي والعصر الحديدي وصولاً إلى عصر الجاهلية ويتم عرض التحف والمقتنيات والمعروضات عن طريق لوحات منقوشة والقطع الحجرية، بالإضافة إلى نصوص وصور تتحدث عن كل عصر على حدة. القاعة الثالثة: العصر الإسلامي: وتحكي عن هجرة الرسول (ص) والفترة الإسلامية بتاريخها الإسلامى وفتوحاتها وعهد الخلفاء الراشدين، ويتحدث عنها عن طريق مجموعة من اللوحات الأثرية والقطع التاريخية التي تحتوي على نصوص ومخطوطات تحكي عن فترة عصر الإسلام. القاعة الرابعة: قاعة توحيد المملكة: وهي تتحدث عن العصر الحديث أي منذ بدايات السعودية حتى يومنا هذا من خلال عرض نصوص وصور تحكى عن الفترات المتتالية التي مرت بها المملكة بالتسلسل، كما توجد أفلام وثائقية يتم عرضها وتشمل مجموعة من القطع الأثرية والتاريخية للمملكة فى العصر الحديث. المتاحف بالجوف تعد الجوف من أغنى مناطق المملكة بالآثار والرسوم والنقوش والكتابات والأبنية المختلفة، مما يجعل متاحف الجوف غنية بالمقتنيات والنقوش القديمة، مثل الثمودية والنبطية والإسلامية والإغريقية. ينبهر محبو التراث والآثار عند زيارتهم إلى متاحف منطقة الجوف إذ تضم المنطقة العديد من المتاحف الحكومية والخاصة تعرض روائع ما خلفته الحضارات القديمة التي مرت بها المنطقة من آثار العصور الحجرية والأشورية والبابلية والنبطية والرومانية والإسلامية فهي جميعاً تشكل تسلسلاً فريداً لتاريخ المنطقة وبذلك يكون زائر تلك المتاحف قد تمكن من رسم صورة جميلة واضحة المعالم لحضارة المنطقة العريقة والتي ستبقى في ذاكرته دائماً. متحف الجوف أحد متاحف منطقة الجوف ويضم المتحف صالة عرض تحتوي على كبير من قطع الآثار والتراث الخاص بمنطقة الجوف، حيث يضم مجموعة من الأدوات الحجرية منذ العصر الحجري من الشويحطية. وخضع المتحف للتوسعة إذ تتضمن رفع مساحة المتحف القديم إلى ما يزيد على 13 ألف متر . متحف الجوف الإقليمي وهو متحف جديد عبارة عن دورين أرضي وملحق يتكون من صالات عرض واستقبال ومكاتب موظفين ومواقف سيارات. وأنهت الهيئة أعمال تأثيث المتحف والخدمات الإدارية والخدمية وتهيئته للعروض المتحفية الجديدة التي ستسهم في تعريف الزوار على تراث وتاريخ المنطقة ومكتشفاتها الأثرية. ويتم المشروع بموقع استراتيجي متميز في (دومة الجندل)، وبإطلالة على منطقة أثرية مهمة تشمل قلعة مارد، ومسجد عمر، ويجاوره متحف النويصر، وغيره من المعالم الحضارية بالجوف. ويحتوي المتحف على عدد من العناصر الرئيسة تشمل قاعات العروض الدائمة، وقاعة العروض الزائرة، وقاعات المحاضرات، وقاعة الطفل، والمكتبة والكافتيريات، والخدمات المتحفية الأخرى، بالإضافة إلى المرافق العامة والخدمات المساندة التي تمكن الزوار من الاطلاع على محتويات المتحف بسهولة ويسر. متحف الشجرة للتراث ويملكه نزال صامد الشراري من محافظة القريات ويتكون من مبنى مستقل رئيسي من ثلاث أجزاء تتوسطها شجرة كبيرة وخيمة تراثية. الجزء الأول يحتوي على كتب ومطبوعات وصور ولوحات قديمة. الجزء الثاني يحتوي على المحنطات كالسباع والزواحف والطيور الجارحة والداجنة وتشكيلات طبيعية صخرية. الجزء الثالث يحتوي على سياح الصوف والسجاد والبسط ومستلزمات الفارس وأغراض الترحال وأدوات القهوة والطبخ والأدوات الزراعية. متحف النويصر للتراث ويملكه علي بن نويصر الحسن ويشغل المتحف مبنى الإمارة القديم بجانب قلعة مارد يحتوي صالتين وخيمة تراثية وثلاث غرف وسوقاً شعبياً لبيع التراث من سبع غرف. صالتي عرض بها: العملات، المسكوكات القديمة، المصاحف، الحلي السيوف والبنادق والدروع، السجاد وأدوات الحياكة، أدوات الضيافة والقهوة العربية، أدوات الزراعة. بالإضافة الى خيمة تراثية متكاملة وثلاث غرف بها محنطات ومتحجرات. السوق الشعبي: عرضت به الطوابع، العملات وقطع تراثية وشعبية متنوعة. متحف الوذيمان ويملكه ويديره حمد أوذيمان حمود الوذيمان في مدينة دومة الجندل، ويضم المتحف مجموعة من القطع التراثية التي تحمل هوية المنطقة وتتنوع من حيث المادة التي صنعت منها القطعة وكذلك من حيث وظيفة القطعة. فهناك الأواني والأدوات الخشبية التي تستخدم أكثرها في حرفة الزراعة وكذلك لوازم عدة الحيوان كالخيل والإبل. كما تضم الصناعات الخشبية بعض أواني الطهي والمأكل. كما توجد الأواني والأدوات النحاسية وتضم بعض أواني الطهي والقهوة والسقيا وكذلك بعض الأسلحة وأدوات الإنارة. والجلديات وتضم الأواني التي تستخدم في الحليب ومشتقاته وكذلك بعض أدوات الحرب وتجهيز بعض حيوانات الركوب. والصوفيات التي تدخل في صناعة بيوت الشعر وبعض الملابس. متحف نواف الراشد يعتبر متحف نواف ذويبان الراشد من المتاحف الخاصة الجيدة في محافظة سكاكا وذلك لاكتمال عناصر المتحف التي يرتكز عليها عند الإنشاء. ويضم المتحف مجموعة من الأحجار الكريمة ومجموعة من الأواني النحاسية من قدور وسحال وشاميات، وكذلك الأدوات الخوصية المتمثلة في الحصر والمداد وسفرة الطعام وأغطية أواني الأكل، والمصنوعات الخشبية من أبواب وشبابيك وشداد الإبل والخيل والأدوات الزراعية، كما يضم المتحف الملابس والحلي النسائية والمصنوعات الجلدية، كما يضم قسم للمكاييل والموازين القديمة، وكذلك الأسلحة من بنادق وخناجر وسيوف وغيرها ويضم أيضاً أواني الطبخ والسقيا وكذلك أدوات القهوة، ويضم أيضاً مجموعة من الأواني الفخارية، وكذلك الأدوات الزراعية والعملات. متحف الجوف معروضات أثرية في متحف الجوف متحف تيماء في تبوك