أكاد دوماً أقول: إن الغائب الأهم عن عيادة مرض السكري هو كتيب قراءات السكر. لا يضيرني حضور مريض السكري أو ذوي مريض السكري ولكن أهتم جداً لحضور كتيب قراءات السكر والذي هو أهم الحاضرين وأهم الموجودين والذي على أساسه يتم تغيير جرعات الإنسولين. يطلب منك مريض السكري دوما الجديد في علاج مرض السكري والحديث حول مرض السكري وينتهي وقت العيادة في الحديث عن المستقبل البعيد والحدث المستبعد ولا نلتفت إلى الحاضر الغائب وهو كتيب قراءات السكر. وحين السؤال عن هذا الكتيب الذي يحمل الكم الأكبر من المعلومات، يعتذر البعض بأن جهاز تحليل السكر لا يعمل أو أن أشرطة تحليل السكر قد نفذت أو أن كتيب القراءات قد فقد في مكان ما أو قد ضاع في وقت ما، وكلها مبررات تفضي إلى غياب الحاضر الأهم وهو كتيب قراءات السكر. وقد يعتقد البعض خطأ أن جهاز تحليل السكر وما يحمله من قراءات كاف أو جهاز تحليل السكر المستمر مغني عن الكتيب ولكن هذا خطأ كبير لأن هذا الجهاز لا يمكن للطبيب في العيادة المزدحمة أن يتصفحه ولا يوجد في أغلب العيادات متصفح لهذه الأجهزة بحيث يمكننا تحميل قراءات السكر. لذا كان لزاماً على مريض السكري إحضار الكتيب مع الحرص على تدويين قراءات الأسبوع الماضي كاملة قبل وبعد الوجبات.