تساؤل دائم الطرح أيهما أفضل حقن الإنسولين طويل المفعول في الصباح أم في المساء. الإجابة ليست سهلة المنال ولكن تحتاج إلى بعض التدبر والتدبير. بداية يجب أن نعلم «أو في الواقع» يجب أن نعترف أن الإنسولين طويل المفعول له أوج عمل أي أن له ذروة عمل. وهذه الذروة أو هذا الأوج يكون بعد ساعات من حقنه. أي بعد 4-5 ساعات من حقنه. ومن هذا المنطلق، فإن للإنسولين طويل المفعول أوج عمل ويخفض مستوى السكر في فترات أوج عمله. إذن من الحكمة إعطاء الإنسولين طويل المفعول في الصباح فيكون أوج عمله في فترة الغداء أو في فترات النهار، ولكن إذا أعطي الإنسولين طويل المفعول في المساء كان أوج عمله أثناء النوم مما قد يخفض مستوى السكر في فترة الفجر وفي فترة النوم والمريض صائم عن الطعام لكونه نائماً. لذا ننصح دائماً بإعطاء الإنسولين طويل المفعول في النهار وليس في المساء. وخصوصاً في الأطفال الذي يكون مخزون السكر لديهم في الكبد محدوداً ويكونون أكثر قابلية للإصابة بانخفاض السكر وخصوصاً في الليل أو في الفجر أثناء النوم. ولكن من جهة أخرى لو كان مستوى السكر في الدم مرتفعاً في الفجر وكذلك مرتفعاً في بداية اليوم، كان من الأفضل إعطاء الإنسولين طويل المفعول في المساء وليس الصباح. من هنا ننصح جميع المرضى بعمل تحليل السكر عدة مرات في اليوم. وأود هنا الحديث عن أنواع الإنسولين المختلفة: إنسولين الجلارجين أو إنسولين اللانتوس إنسولين الجلارجين أو إنسولين اللانتوس هو إنسولين صافي لكن طويل المفعول تصل فترة عمله إلى 24 ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم وقبل النوم. يقرن هذا النوع من الإنسولين مع الإنسولين ليسبرو أو إنسولين النوفورابد أو إنسولين الأبدرا قصيرة المفعول والذي يعطى قبل الوجبات. أهمية إنسولين اللانتوس أو إنسولين الجلارجين هو أنه ليس له أوج عمل كما ذكرنا سابقاً، بمعنى أنه لا يسبب انخفاضاً في السكر مقارنة بأنواع الإنسولين الأخرى طويلة المفعول لذا هو مناسب لمرضى السكري من النوع الأول وأيضاً النوع الثاني. وقد أصبح لدينا خبرة واسعة في استخدام اللانتوس أو إنسولين الجلارجين في الأطفال خاصة وفي المراهقين أيضاً، حيث انخفض معدل السكر الشهري لدى من استخدم فيهم هذا النوع من الإنسولين كما انخفضت نسبة هبوط السكري لديهم. إنسولين الليفمر أو إنسولين الديتيمير يمتاز هذا الإنسولين بما يمتاز به إنسولين اللانتوس أو الجلارجين وهو أكثر استقراراً وفعالية مقارنة بأنواع الإنسولين طويلة المفعول. وقد كان هناك اقبالاً كبيراً على هذا النوع من الإنسولين كونه يعطى مرة واحدة في اليوم سواء في الصباح أو في المساء. إن توفر هذه الأنواع الحديثة من الإنسولين وقدرتها على خفض معدل هبوط السكر هي خطوة في الاتجاه الصحيح لمرضى السكري الذي يرغبون أيضاً في صيام رمضان وأيضاً للحد من انخفاض السكر أثناء النوم والتي تشكل أهم مضاعفات سكري الأطفال الحادة. ويقرن هذا النوع من الإنسولين أيضاً مع أنوع الإنسولين قصيرة المفعول مثل إنسولين ليسبرو أو إنسولين النوفورابد أو إنسولين الأبدرا قصير المفعول والذي يعطى قبل الوجبات. إن هذا الإسلوب العلاجي يسمى العلاج بالحقن المتكرر والذي يعد أفضل من الطريقة القديمة في علاج السكري وهي حقنتان في اليوم. ويعطي هذا الدمج بين الإنسولين طويل المفعول والإنسولين قصير المفعول نتائج جيدة إذا ما تمت معرفة حساب الجرامات من الكربوهيدرات وحساب الطعام بدقة. وقد تمت كذلك دراسة هذا النوع من الإنسولين في الأطفال وكذلك في كبار السن والبالغين في المملكة العربية السعودية وشملت الدراسة أكثر من ثلاثة آلاف مريض بالسكري ووضحت الدراسة مقدرة هذا الإنسولين على خفض معدل السكر التراكمي مقاربة بالإنسولين العكر القديم. وكان الإقبال كبيراً على هذه الأنواع الحديثة من الإنسولين لكونها تعطى على شكل أقلام ومرتبطة بإبر صغيرة جداً غير مؤلمة مقارنة بالحقن القديمة. إنسولين التريسبا أو إنسولين الديقلوديك إن صناعة وتوفير أنواع الإنسولين طويلة المفعول الذي يستمر عملها أربعة وعشرين ساعة والذي يعرف باسم الإنسولين القاعدي. يعد فتحاً في علاج مرض السكري. حيث أن الجميل أن الإنسولين القاعدي لا يسبب انخفاضات في مستوى السكر في الدم ويعمل على تغطية السكريات أو الكربوهيدرات المتناولة بين الوجبات. والأجمل أيضاً أن هذا الإنسولين يمكن إعطاؤه للأطفال والبالغين كذلك. ولكن لم يكتف علماء علاج مرض السكري، حيث أنهم عكفوا على وسيلة لتصنيع إنسولين يستمر عمله أكثر من أربعة وعشرين ساعة، فكان اختراع ذلك، وهو إنسولين التريسبا أو الديقلوديك الذي يعمل لمدة تتجاوز الستة والثلاثين ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم أو اليومين. وبطبيعة الحال هذا النوع من الإنسولين بحاجة إلى حقنة إنسولين إضافية قبل أو بعد الوجبات. وقد أعلن الآن وبالتحديد قبل شهر واحد عن تسويق هذا النوع من الإنسولين، لتكون بداية عصر جديد لعلاج مرض السكري. إنسولين توجيو تستمر فترة عمله أكثر من أربع وعشرين ساعة، وهو موافق عليه من قبل إدارة الدواء والغذاء الأميركية، حيث تمت الموافقة عليه ونحن ننتظر وصوله للمملكة العربية السعودية. وتستمر فترة عمل هذا الإنسولين أربعة وعشرين ساعة إلى ستة وثلاثين ساعة في بعض الدراسات كما ذكرنا. ويمتاز هذا النوع من الإنسولين بأنه مركز أي أن كمية أو حجم سائل الإنسولين المعطى أقل مقارنة بإنسولين اللانتوس وبعض الدراسات أوضحت أن أقل من ناحية أوج العمل مقارنة بأنواع الإنسولين الأخرى، ويسبب انخفاضات أقل من إنسولين اللانتوس بالرغم من أنه هو نفسه إنسولين اللانتوس ولكنه مركز حيث يحوي 300 وحدة في المللي الواحد بدلًا من مائة وحدة. وهناك دراسات مقارنة بينه وبين اللانتوس وأوضح تفوقه على إنسولين اللانتوس من ناحية نسبة انخفاضات السكر في الليل وأثناء النوم. إذن أصبح لدينا أنواعا متعددة من الإنسولين طويلة المفعول، فمنها إنسولين اللانتوس والذي يسمى إنسولين الجلارجين، وإنسولين الليفيمير الذي يسمى إنسولين الديتيمير، والآن أصبح لدينا إنسولين الديقلوديك والذي يسمى إنسولين التريسيبا. فهناك ثلاثة أنواع من الإنسولين متواجدة في السوق السعودي. وأيضاً هناك إنسولين آخر وهو إنسولين توجيو وهو الإنسولين عالي التركيز والذي أصبح متواجداً في سوقنا المحلي. وجميع هذه الأنواع تناسب طفل السكري. الإنسان الطبيعي ومريض السكري من باب أولى بحاجة إلى إنسولين طويل المفعول وهو يشابه في عمله عمل الإنسولين الطبيعي الذي يفرز من البنكرياس بصفة شبه دائمة تعمل على منع خروج السكريات المجتمعة في الكبد. إذن مريض السكري سواء البالغ أو الطفل بحاجة إلى إنسولين طويل المفعول. وقد يساءل البعض أيضا ما هو الخيار الأفضل بين هذه الأنواع الثلاثة وهو السؤال الأكثر طرحاً بين أطباء السكري وبين مرضى السكري. الإجابة تكمن في احتياج المريض. فلهذه الأنواع الثلاثة أو الأنواع الأربعة مميزات متقاربة ومميزات مختلفة واختلاف مميزاتها تجعلها تناسب البعض من المرضى دون غيرهم. ولا يمكن للطبيب معرفة الخيار الأمثل دون مساعدة مريض السكري في تزويده بعدد كاف من قراءات السكر المنزلية.. لدينا أنواع متعددة من الإنسولين يجب أن نعترف أن الإنسولين طويل المفعول له ذروة عمل ننصح جميع المرضى بعمل تحليل السكر عدة مرات في اليوم