نطرح اليوم تساؤلاً قد يبدو مستغرباً لدى البعض وهو: هل زيادة تركيز الإنسولين يزيد من فاعليته؟ أو بالأحرى هل يغير من صفاته ومن مواصفاته؟. بدأ هذا التساؤل على السطح وعلى طاولات النقاش العلمي عندما طرح الإنسولين الجديد، وهو الذي يعتبر الإنسولين الأكثر تركيزاً الموجود في السوق السعودي. بداية سنتحدث عن الإنسولين الجديد، والذي بدأ تسويقه في السوق السعودي كما ذكرت وبدأ الإقبال عليه، ومن ثم سأتحدث عن أنواع الإنسولين الأخرى، وخاصة عن أنواع الإنسولين طويلة المفعول الموجودة في السوق الخليجي والمحلي والذي ينضم إليها إنسولين جديد، ومن ثم سأتحدث عن فكرة تكثيف العلاج بالإنسولين أي بإعطاء عدد أكبر من حقن الإنسولين لتحقيق الهدف المنشود وهو الحصول على قراءات سكر وعن معدلات سكر شبه طبيعية. الإنسولين عالي التركيز الكثير منا لا يعرف التركيز المعتاد للإنسولين، وهو مقدار ما يحويه الملّي لتر الواحد من سائل الإنسولين من وحدات الإنسولين. وقد لا يكون هذا بالأهمية التي يجب على مريض السكري معرفتها، فهو ملزوم بأخذ الإنسولين وجرعاته كما يصفها الطبيب وهذا أمر طبيعي ومتفق عليه. ولكن في هذه المقال أود التحدث بتركيز عن تركيز الإنسولين، والسبب وراء ذلك هو وجود نوع جديد من الإنسولين يحوي تركيزاً مرتفعاً والذي يمكن للمريض بموجبه أخذ كمية أقل من الإنسولين (كحجم سائل) بنفس عدد الوحدات السابقة. وهذا الأمر أي أخذ حجم سائل أقل من الإنسولين يسبب ألماً أقل مقارنة بالتركيز المعتاد من الإنسولين. أي أن حجم سائل أكبر يعني ألماً أكثر، وقد يتسبب ذلك في حدوث تورمات تحت الجلد أكثر. إذن من الأفضل لمريض السكري تعاطي حجم سائل أقل من سائل الإنسولين. لقد تمكنت التقنية الحديثة من إنتاج نوع جديد من الإنسولين بتركيز أكبر بثلاثة أضعاف. وهذا يعني أن هناك 300 وحدة موجودة في واحد ملّي لتر من سائل الإنسولين بدلاً من 100 وحدة أي مريض السكري سيأخذ في هذه الحالة ثلث حجم سائل الإنسولين بنفس عدد الوحدات. أي أن عدد الوحدات لن يتغير ولكن حجم سائل الإنسولين هو الذي سوف يتغير. لقد أثبتت الدراسات المتعاقبة والتي بدأت منذ أعوام عديدة أهمية العلاج المكثف بالإنسولين، والذي أثبت فاعليته في الحد من مضاعفات مرض السكري المعتمد على الإنسولين، فقد كان هناك اعتقاد عام وسط المرضى وأيضاً الأطباء أن مرض السكري هو مرض يسببه خلل الجهاز المناعي وأنه سواء كان هناك تحكم في مستوى السكر في الدم أم لم يكن، فإن عاقبة هذا المرض هو حدوث المضاعفات إلا أن الدراسات الأخيرة أثبتت دور التحكم بالسكر من خلال العلاج المكثف بالإنسولين في الحد من حدوث هذه المضاعفات، لذا، وددنا إلقاء نظرة على هذه الوسيلة العلاجية الحديثة نوعاً ما وما تضمنته من أنواع جديدة من الإنسولين. ومنها علاج الإنسولين الجديد المكثف المركز. وهو علاج الإنسولين والذي يبلغ تركيزه 300 وحدة إنسولين في واحد ملي لتر من سائل الإنسولين. وعن أهمية إنسولين توجيو، فقد أثبتت الدراسات المحلية والعالمية قدرة الإنسولين الجديد على خفض معدل انخفاض السكر الذي يعاني منه الكثير من مرضى السكري المصابين بالنوع الأول خاصة أثناء النوم، ويعتبر انخفاض السكر أثناء النوم من أخطر الأعراض الجانبية التي تصاحب مرض السكري النوع الأول، ويتصف هذا الإنسولين بأنه ليس قمة عمل قصوى، وبالتالي يعمل على مدار الساعة من غير خفض السكر لمستويات متدنية، كما هو الحال في بقية أنواع الإنسولين طويلة المفعول. ومن فوائد الإنسولين قدرته على خفض معدل السكر وبالتالي الحد من المضاعفات وأيضاً الحد من زيادة الوزن حيث إن كمية الإنسولين المعطاة تقل عن كمية الإنسولين التي تعطى من أنواع أخرى طويلة المفعول. وبصفة عامة لا يستخدم الإنسولين المركز في حالات حموضة الدم ولكن يستخدم في حالات ارتفاع السكر لدى المرضى المصابين بالسكري النوع الأول ومرضى السكري النوع الثاني. وعادة ما تكون جرعة الإنسولين نصف أو حتى ثلث الجرعة الكاملة التي يتعاطاها مريض السكري من قبل. ولا بد من مراقبة سكر الدم عند استخدامه مراقبة دقيقة تتراوح عدد مراتها من 4 إلى 7 مرات يومياً. وإنسولين المركز الحديث هو شبيه بإنسولين اللنتوس المعروف، فإنسولين اللانتوس هو إنسولين صاف من ناحية اللون لكن طويل المفعول، وتصل فترة عمله إلى أربعة وعشرين ساعة، ويعطى مرة واحدة في اليوم وغالباً يكون ذلك قبل النوم، ويقرن هذا النوع من الإنسولين مع إنسولين الليسبرو أو النوفورابد أو الأبدرا الذي يعطى قبل الوجبات الرئيسة وعلى حسب كمية الكربوهيدرات المتناولة، فيعمل الإنسولين على مدار اليوم ويمنع خروج السكر المخزون في الكبد بينما يعطى الإنسولين قصير المفعول على حسب كمية الكربوهيدرات المتناولة في الوجبات الغذائية. أنواع الإنسولين طويلة المفعول الأخرى هناك أنواع أخرى مثل إنسولين الليفيمير الذي يستمر عمله ما بين 18 و24 ساعة، وأيضاً إنسولين التريسبا الذي يستمر عمله ما بين 24 و36 ساعة والإنسولين المعكر أو ما يعرف بالإنسولين الحليبي الذي يستمر عمله إلى 12 ساعة. كيفية تكثيف علاج مرض السكري هناك وسيلتان لتكثيف العلاج بالإنسولين، الوسيلة الأولى هي: استخدام مضخة الإنسولين التي تحوي إنسولين قصير المفعول فقط مثل الهمالوج أو الأبدرا أو النوفورابد. والوسيلة الأخرى أو الوسيلة المكثفة الثانية هي: استخدام إنسولين طويل المفعول مثل اللانتوس أو الليفيمر أو التريسيبا والذي يقرن مع إنسولين قصير المفعول مثل إنسولين الهمالوج أو الأبدرا أو النوفورابد وقد سبق الحديث في مقالات سابقة عن مضخة الإنسولين وهذه الأنواع من الإنسولين. الكثير منا لا يعرف التركيز المعتاد للإنسولين تمكنت التقنية الحديثة من إنتاج نوع جديد من الإنسولين بتركيز أكبر بثلاثة أضعاف Your browser does not support the video tag.