نعم توفرت ولله الحمد العديد من أنواع الإنسولين طويلة المفعول وأيضا قصيرة المفعول لعلاج مرض السكري النوع الأول وكذلك النوع الثاني. وتبقى الحيرة في كيفية استخدام هذه الأنواع من الإنسولين حيث أن الاختلاف بين هذه الأنواع محدود ولكن مؤثر في علاج مرض السكري بنوعيه الأول والثاني. إن المتمعن في فترة عمل هذه الأنواع الثلاثة أو الأربعة من أنواع الإنسولين طويلة المفعول، يعلم أن هذه الأنواع المختلفة تناسب نوعية محددة من مرضى السكري دون غيرهم. فعلى سبيل المثال، فإن الإنسولين العكر أو الإنسولين الذي يعرف بمتوسط المفعول والذي يمتد عمله لمدة 12 ساعة، فهو يناسب الأطفال صغار السن الذين يخشى أن يمتد عمل الإنسولين لديهم لمدة 24 ساعة مما قد يهبط مستوى السكر لديهم أثناء النوم، وخاصة لو أعطي هذا الإنسولين في الصباح وقبل الإفطار. أما الإنسولين الليفيمر أو الذي يعرف بالديتيمير فإن فترة عمله قد تمتد لمدة 18 ساعة إلى 24 ساعة، فهو مفيد أيضا للأطفال وخاصة الذين يخشون نقص السكر لديهم أثناء النوم وفي فترة الفجر، فيعطى هذا الإنسولين في الصباح لكي تمتد فترة عمله لما قبل النوم وكذلك الساعات الأولى من النوم وبالتالي لا ينخفض مستوى السكر أثناء النوم. كما أن هذا الإنسولين ليس له قمة عمل أو ما يعرف بأوج عمل كما هو الحال مع إنسولين العكر، وبالتالي لا يخفض السكر بعد ساعات من إعطائه. وإذا ما قورن هذان النوعان السابقان بإنسولين اللانتوس أو ما يعرف بإنسولين الجلارجين، نجد أن إنسولين اللانتوس تمتد فترة عمله إلى 24 ساعة، فمريض السكري الذي هو بحاجة إلى إنسولين فترة عملة قرابة ال 24 ساعة أو أكثر يكون إنسولين اللانتوس خيارا جيدا له. والبعض من الأطباء يفضلون استخدام وإعطاء إنسولين اللانتوس في الصباح بدلاً من المساء، لكي لا ينخفض السكر أثناء النوم وخاصة في الأطفال. أما إنسولين الترسيبا فهو نوع جديد من الإنسولين والذي يستمر لمدة 24 ساعة إلى 48 ساعة، فهو بالفعل يعطي مريض السكري المرونة في وقت الإعطاء وعند نسيان أخذه في الوقت المحدد. وسنتحدث عن هذه الأنواع الثلاثة أو الأربعة بقليل من التفصيل. وخلاصة القول إن تواجد وتوفر هذه الأنواع المتعددة من الإنسولين طويل المفعول وأيضا قصير المفعول يعطي الطبيب مرونة في العلاج وايضا يعطي المريض خيارات متعددة تتناسب مع رغباته واحتياجاته اليومية. ولكن المريض لا يستطيع الاستفادة من هذه الأنواع المتعددة من الإنسولين من غير تحليل متكرر للسكر وتوفير قراءات متعددة من مستويات السكر للطبيب وإحضارها للعيادة في يوم الزيارة لكي يدرس هو والطبيب الخيارات المتعددة من هذه الأنواع المتعددة من الإنسولين. إنسولين الجلارجين أو إنسولين اللانتوس إنسولين الجلارجين أو إنسولين اللانتوس هو إنسولين صافي لكن طويل المفعول تصل فترة عمله إلى 24 ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم وقبل النوم. يقرن هذا النوع من الإنسولين مع الإنسولين ليسبرو أو إنسولين النوفورابد أو إنسولين الأبدرا قصيرة المفعول والذي يعطى قبل الوجبات. أهمية إنسولين اللانتوس أو إنسولين الجلارجين هو أنه ليس له أوج عمل كما ذكرنا سابقا، بمعنى أنه لا يسبب إنخفاضاً في السكر مقارنة بأنواع الإنسولين الأخرى طويلة المفعول لذا هو مناسب لمرضى السكري من النوع الأول وأيضاً النوع الثاني. وقد أصبح لدينا خبرة واسعة في استخدام اللانتوس أو إنسولين الجلارجين في الأطفال خاصة وفي المراهقين أيضا، حيث انخفض معدل السكر الشهري لدى من استخدم فيهم هذا النوع من الإنسولين كما انخفضت نسبة هبوط السكري لديهم. إنسولين الليفمر أو إنسولين الديتيمير يمتاز هذا الإنسولين بما يمتاز به إنسولين اللانتوس أو الجلارجين وهو اكثر استقراراً وفعالية مقارنة بأنواع الإنسولين طويلة المفعول. وقد كان هناك اقبالاً كبيراً على هذا النوع من الإنسولين كونه يعطى مرة واحدة في اليوم سواء في الصباح أو في المساء. إن توفر هذه الأنواع الحديثة من الإنسولين وقدرتها على خفض معدل هبوط السكر هي خطوة في الاتجاه الصحيح لمرضى السكري الذي يرغبون أيضاً في صيام رمضان وأيضاً للحد من انخفاض السكر أثناء النوم والتي تشكل أهم مضاعفات سكري الأطفال الحادة. ويقرن هذا النوع من الإنسولين أيضا مع أنوع الإنسولين قصيرة المفعول مثل إنسولين ليسبرو أو إنسولين النوفورابد أو إنسولين الأبدرا قصير المفعول والذي يعطى قبل الوجبات. إن هذا الإسلوب العلاجي يسمى العلاج بالحقن المتكرر والذي يعتبر أفضل من الطريقة القديمة في علاج السكري وهي حقنتين في اليوم. ويعطي هذا الدمج بين الإنسولين طويل المفعول والإنسولين قصير المفعول نتائج جيدة إذا ما تمت معرفة حساب الجرامات من الكربوهيدرات وحساب الطعام بدقة. وقد تمت كذلك دراسة هذا النوع من الإنسولين في الأطفال وكذلك في كبار السن والبالغين في المملكة العربية السعودية وشملت الدراسة أكثر من ثلاثة آلاف مريض بالسكري ووضحت الدراسة مقدرة هذا الإنسولين على خفض معدل السكر التراكمي مقاربة بالإنسولين العكر القديم. وكان الإقبال كبيراً على هذه الأنواع الحديثة من الإنسولين لكونها تعطى على شكل أقلام ومرتبطة بإبر صغيرة جداً غير مؤلمة مقارنة بالحقن القديمة.. إنسولين التريسبا أو إنسولين الديقلوديك إن صناعة وتوفير أنواع الإنسولين طويلة المفعول الذي يستمر عملها أربعة وعشرين ساعة والذي يعرف باسم الإنسولين القاعدي. يعتبر فتحاً في علاج مرض السكري. حيث أن الجميل أن الإنسولين القاعدي لا يسبب انخفاضات في مستوى السكر في الدم ويعمل على تغطية السكريات أو الكربوهيدرات المتناولة بين الوجبات. والأجمل أيضاً أن هذا الإنسولين يمكن إعطاؤه للأطفال والبالغين كذلك. ولكن لم يكتف علماء علاج مرض السكري، حيث أنهم عكفوا على وسيلة لتصنيع إنسولين يستمر عمله أكثر من أربعة وعشرين ساعة، فكان اختراع ذلك، وهو إنسولين التريسبا أو الديقلوديك الذي يعمل لمدة تتجاوز الستة والثلاثين ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم أو اليومين. وبطبيعة الحال هذا النوع من الإنسولين بحاجة إلى حقنة إنسولين إضافية قبل أو بعد الوجبات. وقد أعلن الآن وبالتحديد قبل شهر واحد عن تسويق هذا النوع من الإنسولين، لتكون بداية عصر جديد لعلاج مرض السكري. إنسولين توجيو تستمر فترة عمله أكثر من أربع وعشرين ساعة، وهو موافق عليه من قبل إدارة الدواء والغذاء الأميركية، حيث تمت الموافقة عليه ونحن ننتظر وصوله للمملكة العربية السعودية. وتستمر فترة عمل هذا الإنسولين أربعة وعشرين ساعة إلى ستة وثلاثين ساعة في بعض الدراسات كما ذكرنا. ويمتاز هذا النوع من الإنسولين بأنه مركز أي أن كمية أو حجم سائل الإنسولين المعطى أقل مقارنة بإنسولين اللانتوس وبعض الدراسات أوضحت أن أقل من ناحية أوج العمل مقارنة بأنواع الإنسولين الأخرى، ويسبب انخفاضات أقل من انسولين اللانتوس بالرغم من أنه هو نفسه إنسولين اللانتوس ولكنه مركز حيث يحوي 300 وحدة في المللي الواحد بدلًا من مائة وحدة. وهناك دراسات مقارنة بينه وبين اللانتوس وأوضح تفوقه على إنسولين اللانتوس من ناحية نسبة انخفاضات السكر في الليل وأثناء النوم. تغيير نوع الإنسولين المستخدم يجب أن يكون بمشورة الطبيب توفر جميع أنواع الإنسولين يسهل التحكم الأمثل في سكر الدم