بدأت فكرة المتحف التراثي تلح على مخيلة عبدالله محمد الأسمري - توفي قبل أعوام -، فكانت بداية تأسيس الفكرة قبل خمسين عاماً منذ 1390ه، فالأدوات الزراعية القديمة التي ورثها من أبيه وسيفه المميز الذي احتفظ به بعد وفاة والده من أشعل الفتيل بداخله حتى يتبنى فكرة إنشاء متحفه في مطار الظهران القديم، حتى كانت البداية بضم جميع مقتنيات الأسرة التراثية والقديمة كالمحراث القديم والمنجل والخنجر والبندقية. ويضم المتحف تحفاً من خارج إطار الأسرة وصولاً إلى تحف أصبح يحرص على شرائها من الدول الغربية والعربية، هذا الشغف حمل الأسمري على أن يلازم متحفه في الليل والنهار، فكان لا يعود إلى منزله إلاّ في وقت متأخر من الليل لفرط التصاقه به، حيث باع جميع ما يملك من عقار وأراضٍ حتى يؤسسه ويحوله إلى واقع. ويحتوي المتحف على عدة أقسام، فهناك قسم المخطوطات، وقسم الأسلحة، وقسم العملات، وقسم أدوات الطبخ، وقسم الأدوات الزراعية، وقسم لأدوات النجارة والخراس، وقسم للملابس القديمة والسرج القديم، وقسم المكتبة والذي يحتوي على أكثر من 60 ألف مخطوط تراثي والكثير من المقتنيات التراثية المهمة من دول أخرى كدول أوروبا واليابان والصين وأثيوبيا وإفريقيا، لذلك فقد صنف كأكبر متحف في المملكة، حيث تصل عدد القطع التي يحتويها بالملايين. وأشار محمد عبدالله الأسمري - ابن مالك المتحف المتوفى - إلى أن المتحف يشارك في العديد من المعارض داخل وخارج المملكة منذ أعوام طويلة حتى تم تأسيس هيئة الآثار والسياحة، فوالده كان يشارك في معارض متخصصة خارج المملكة وداخلها، مضيفاً أن المتحف تم إدراجه ضمن هيئة الآثار والسياحة، مؤكداً على أن دعم الهيئة يتمثل في الدعم المعنوي. وأوضح أن المتحف يقع في المطار القديم في الظهران في أول مبنى حكومي بني في مدينة الظهران العام 1384ه، وهو مبنى حجري ومازال في المكان نفسه، وهذا ما جعل الزوار لهذا المتحف قليلين جداً؛ نظراً لبُعده عن وسط المدينة، مبيناً أن المبنى يحتاج إلى التوسعة أو نقله إلى مركز المدينة حتى يكون منبراً تراثياً مهماً للجيل الجديد، من أجل الاطلاع على المقتنيات الثمينة والتي تمثل تاريخ المملكة. وشارك متحف عبدالله الأسمري في الكثير من المعارض كمعرض الخيل العربية وغيرها، إلاّ أنه لا يحظى بالاهتمام الكبير من قبل الجهات المعنية بالآثار والتراث كالجامعات والسياح للاطلاع على تجربة المتحف الفريدة، وقامت هيئة الآثار والسياحة بإصدار ترخيص المتحف وتقديم الدعم المعنوي له. ويعتبر عبدالله الأسمري - رحمه الله - من أقدم جامعي التراث في المملكة، بل من أكبر محبي التراث، حتى امتلأ عالمه بهذا الشغف، مما انعكس على رفقته وأصحابه، حيث كان إسماعيل ناظر من أقرب الأصدقاء له، وكذلك ابن فارس من القطيف وغيرهم من الشخصيات التي عرفت بحبها للآثار والتراث. ويضم العديد من القطع التراثية يُعد من أقدم المتاحف في المملكة