يترقب أهالي العاصمة الرياض نهاية موسم الاختبارات ليشدوا رحالهم وينتهي ترحالهم بروضة خريم أو كما يسميها البعض "روضة الملوك" التي تكتسي هذه الأيام بالخضرة والأزهار التي أضفت عليها ألواناً من الجمال بماء ورائحة زكية بين هذه الخضرة، وتستقبل الروضة هذه الأيام وكما جرت العادة أعداداً كبيرة من محبي الهواء الطلق وعشاق الأجواء الربيعية التي تجتمع بالروضة التي تعتبر من أجمل المتنزهات الطبيعية في المملكة، وعقد فيها مباحثات سياسية وقرارات تاريخية أثناء إقامة الملوك فيها من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله -، وتعتبر روضة خريم من أجمل رياض الجزيرة العربية وواجهة محافظة رماح السياحية، وهي تبعد عن الرياض نحو 100 كلم شمال شرق العاصمة، وتزدان أثناء فصل الربيع بالخضرة، كما تتميز بأجوائها الربيعية وتعد من المتنزهات الكبيرة التي يقصدها أهل العاصمة للتنزه لقربها وطبيعتها، حتى أنها أصبحت مقصداً من كل أنحاء المملكة ودول الخليج، إضافة إلى ما يميزها بجمالها واتساعها على الطرف الجنوبي الغربي من صحراء الدهناء ذات الطبيعة الرملية وتصب في أودية متعددة أشهرها وادي غيلانة والخويش ووثيلان والثمامة، وتحوي أشجار السدر والطلح المعمرة إضافة إلى نباتات موسمية تنمو في الربيع مثل النفل والخزامى التي تعبق المكان برائحة زكية تجذب الزوار، عبق الربيع ورائحة الخزامى، وتزدهر الروضة ربيعاً بالأعشاب وأنواع مشهورة من الزهور، وتمتاز عن بقية المناطق المجاورة لها بوفرة الغطاء النباتي فيها وكثافته وتنوعه، ويقدر عدد أنواع النباتات الفطرية فيها بنحو 132 نوعاً، فيما تنمو فيها نباتات محمية من أهمها الأرطى والسدر والسلم والطلح والعشر والعوسج والثمام والرمث والشبرم والشيح والقيصوم والخبيز والرشاد والقطينة والمكر والنصى والحميض والحنوة والحوى والحوذان والربلة، وهي منطقة خاضعة لمشروع - صيانة أشجار روضة خريم - تحت إشراف وزارة الزراعة، ومنذ ذلك الوقت نالت اهتماماً كبيراً من الدولة شمل التنمية وتعزيز قيمتها كوجهة سياحية مميزة تحت إشراف فريق عمل من وزارة النقل والهيئة العليا للسياحة. وتضم "روضة خريم" محمية الصيد ال 17 في المملكة وكان حدثاً مهماً انضمامها إلى منظومة المحميات المعلنة بإشراف الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في توقيت يعد مناسباً لإطلاق الأحياء الفطرية فيها، وقد وضع عند مدخلها بوابة لتنظيم الدخول وهي محمية بأعمدة يمنع دخول السيارات إليها حفاظاً على الغطاء النباتي.