منذ أن شب، وهو مطلع على المعرفة والعلم والأدب، أدب الأخلاق، فانطلق يطلب العلم من معاقله ومدارسه المعرفية؛ إذ إنه ترعرع في ظلال جده الشيخ محمد حسين نصيف، المعني بعلوم الدين والعربية، وضيافته لمن جاء إلى جدة من العلماء والأدباء ومحبي العلم وطلابه، وهو – أي جده، كان وجيهاً بهذه القيم وحسن السلوك، وكان يلقب بالأفندي نصيف كعلم براق، وموئل للسائل العلمي واللاجئ الأدبي، ومن خلال هذه السمات الحميدة تخرج هذا الجامعي في جامعة بلندن عام 1971م في التخصص العلمي والكيميائي، ومن عادة هذه الأكاديمية لخريجيها أن تسلم شهاداتهم الملكة هناك، ثم عاد إلى الوطن ليبدأ عمله بين جامعة الملك عبدالعزيز ورابطة العالم الإسلامي ومجلس الشورى. والدكتور عبدالله عمر نصيف رجل عامل وعالم باحث؛ إذ إنه شغل عضوية كثير من المجالس والهيئات العلمية والأكاديمية والخيرية والدينية والاجتماعية كرائد للكشافة العربية والإسلامية والدولية، كمثال لأعماله الجمة وأشغاله المتعددة، ولا ينبئك مثل خبير، فهذا السمت المعرفي والكون المعنوي إنما هو لرجل كالنصيف إنصافا لحقه، وتحقيقا لعلمه؛ إذ سار على نهج جده العلمي والمعرفي، ثم غدا رائداً في مجتمعه علميا وأكاديميا، ورجل إصلاح ما شاء الله. ومن فيضه العلمي أن تخرج على يديه عديد، وجمع من التلاميذ وطلاب المعرفة، ومن يريد الوساطة والشفع كتيسير لأمره، وتحريك لشأنه في حد المعرفة والبذل والعطاء الكريم. إن فكرة هذا الرجل مبسطة المعرفة، عميقة المخبر، جيدة التفعيل في سبيل العلم والعمل والأدب والدين. ولله في خلقه شؤون. فاروق صالح باسلامة