خسر الأهلي بنصف درزن أمام الاتفاق، وتجرع مرارة الخسارة أمام القادسية، وتعثر أمام الفيحاء والرائد، مع ذلك لم أرَ من الأهلاويين ردة فعل قوية، كما حدث عقب خسارتهم أمام الشباب، ولم يغضبوا كما رأيت على خسارة تاريخية تعتبر نقطة سوداء في تاريخ ناديهم، أو على هدر للنقاط مثل غضبهم على السقوط أمام خالد البلطان، الرجل الذي ظهر إعلامياً بعد المواجهة، وشخّص علّة ناديهم، ولخصها بكلمة واحدة هي «التوتر»، وقدم لهم بذلك خدمة كبيرة، ولو كنت مكانه لما كشفت لهم عنها، لأنه بعد أن بيّن لهم سر تفوقه الدائم على الأهلي أصبحت «روشتة» العلاج بين يدي الأهلاويين الآن، وهي العمل على تجهيز الفريق نفسياً أمام الشباب وغيره من الخصوم، وبدلاً من شكر البلطان لأنه كشف سر انتصاراته عليهم ولأنه سيحفز إدارة ناديهم على العمل للرد عليه، حاربوه وارتفعت أصواتهم ضد كلامه الذي صفوه بالمسيء. سألت أحد الأصدقاء الأهلاويين وقلت له ما الذي أغضبك في تصريح البلطان؟، قال: «أساء لنادينا وتهكم عليه وقلل من تاريخه»، قلت له بأنه ذكر عدداً من الحقائق ولم يسيء لتاريخ الأهلي أو يقلل منه كما فعل رئيسكم ماجد النفيعي عندما صرح وقلل من تاريخ الشباب، ثم إن البلطان عُرف بتصريحاته المثيرة والمستفزة أحياناً (لمصلحة المنافسة والإثارة)، وفي أول يوم له على كرسي الرئاسة تطرق لموضوع تحول الأهلاويين من تماسيح إلى ليوث (نسبة لتميمة الأهلي)، وكشف بأن الأهلاويين لن يناموا ليلة مباراة الشباب، ورد النفيعي على كلامه، وتقبل الجميع ذلك، فما الذي تغير اليوم؟ سأعود لتصريح العزيز ماجد النفيعي، وتقليله من تاريخ الشباب مقارنة بالأهلي، أولاً أستغرب منه تقديم شكوى ضد البلطان صباحاً، والإساءة للشباب مساءً، كان يفترض أن يختار بين أمرين، أما أن يطرق باب الجهات الرسمية ويكتفي بشكواه دون تعليق إعلامي وتطاول على الشباب أو أن يظهر إعلامياً ويتحدث بما قال، أما أن يجمع بين الأمرين كما فعل فهذا تناقض. ثم اتسائل عن كلامه حول الشباب وتاريخه الذي لا يراه شيئاً، هل يعلم بأن الشباب لديه بطولة آسيوية بخلاف الأهلي الذي لم يسبق وان توج قارياً؟ وهل يعلم بأن الشباب لديه ضعف القاب الأهلي في الدوري (ست بطولات مقابل ثلاث)؟ كما ان أن الفارق بين الفريقين في مجموع البطولات المحلية والخارجية تسع بطولات فقط، إن كان لا يرى الشباب شيئاً لهذا الفارق، فكيف يرى الأهلي مقارنة بالهلال الذي يفوقه ب 26 بطولة!! في الختام، الشباب وان غاب عن منصات التتويج لأعوام فإنه يظل كيانا «شامخا»، والكبار أمثاله يستيقظون في أي وقت، ويعودون في أي لحظة، وكل ما يحتاجه من أجل ذلك رئيس «قادح» بمواصفات خالد البلطان، يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يدير المشهد والأمور.