عبارة نسمعها كثيرًا ونقولها أكثر حين تحول بعض الأقدار بيننا وبين ما نسعى إليه، وفي اللحظات التي يخيّم علينا فيها اليأس، ويحيد بنا عمّا نرغبه، إلا أن هذه العبارة ليست على إطلاقها بالطبع، فهناك ممنوعٌ غير مرغوب، ومرغوب متاح. لكنها الحياة التي لا تملّ من أن تملي علينا دروس الزّهد عن آمالنا، وكل ما يساور أخيلة الأحلام فينا، يوهبُ لنا ما لا نريده، ويستحيلُ علينا ما نتلهف إليه، في أبسط الأمور وأعظمها. نرى ما نتمناه بين أيدي التفريط لدى غيرنا، وغيرنا يرون ما تهفو نفوسهم لامتلاكه فيما لا نُعيره اهتمامًا وهو بحوزتنا، وهكذا... يؤول بنا نهج الحياة هذا إلى أمرين قد يكون لهما ثالث في أحرصِ الأحوال، هما الزّهد عما نريده، والرضا بما سواه، أو الحسرة على عدم تحصيله «بعد عديد من المحاولات والتمني» بينهما حالة خاصة لمن ليس في أجندتهم «مستحيل». وستظل تُخبرنا الحياة بالمواقف والتجارب والحكايات أنها لا تهبُ لنا ممّا نريد إلا بعضه، وكل ما لا نريده سنجده من دون أن نطلبه، إمعاناً في التبصير والتزهيد! يقودنا هذا الحديث إلى سيناريوهات أخرى تحدث في حياتنا اليومية، البطلُ فيها «حظنا»، الذي غالبًا ما يتعثر وتقسو عليه الحياة. فمثلاً لن نحتاج إلى الانتظار إن كنّا غير آبهين بالوقت، في حين أننا قد ننفق وقتاً طويلًا ثمينًا انتظاراً لما لا يُحتمل تأخيره! والإشارات المرورية، وصفوف الانتظار في كل مكان، من أوضح الأمثلة على ذلك. امتحان وابتلاءٌ هي الحياة، والظفر فيها لمن يفهمها، ويؤمن بحكمة الله في كل خياراته المتاحة والممنوعة، وهذه الأقدار والمواقف إما أن تصنع منك جلْدًا طويلا، وإما أن تلتهم صبرك وتقتلك في أسوأ الأحوال. أرجئ تذمرك، ولا تستسلم فالمستحيل قد يخضع أحياناً.