اتفقت توقعات معظم البنوك الاستشارية العالمية بقاء متوسط سعر برميل نفط خام برنت في العام المقبل عند حوالي 70 دولاراً، في حين أن الجميع ليسوا متفائلين على أن التخفيضات لن تكون كافية لتعويض نمو الإنتاج من غير المشاركين في التخفيضات. وذهبت التوقعات إلى وجود فائض في السوق يبلغ 1.2 مليون برميل في اليوم في الربع الأول مع مستويات الإنتاج الجديدة حيث إن إنتاج الولاياتالمتحدة بمعدل 11.7 مليون برميل في اليوم ومعظم المؤشرات تشير إلى مزيد من الزيادات في ظل مخاوف نفاذ سيناريو زيادة العرض. وخفض بنك «مورجان ستانلي» الأميركي توقعاته لأسعار خام برنت لعام 2019 بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى 68.50 دولاراً، في أحدث علامة حتى الآن على أن تخفيضات إنتاج «أوبك+» قد أعلنت بعد سلسلة متوترة من الاجتماعات قد تفشل في لفت أنظار الأسواق المتقلبة. في حين اعترف المصرف الاستثماري «فوركس لايف» بأن اتفاقية «أوبك+» لإزالة 1.2 مليون برميل في اليوم من سوق النفط العالمية التي تبدأ في يناير سيكون لها تأثير إيجابي بقدر ما تهدئ القلق بشأن فائض العرض المرتقب، ولكن هذا الاتجاه الصعودي للأسعار يكون محدوداً. إلا أن «مورجان ستانلي» حذر من أن المستويات المرتفعة التي سجلها برنت وخام غرب تكساس في أكتوبر قبل بدء الانخفاض، لن يكون لها وجود يذكر خلال الأرباع الأربعة المقبلة. ومع ذلك، رأى «مورجان ستانلي» أن خفض إنتاج النفط ومنع بيع المخزونات كافٍ لتحقيق التوازن في السوق في النصف الأول من 2019. وفي نهاية يونيو 2019، يتوقع البنك الاستثماري أن يصل سعر خام برنت إلى 67,5 دولاراً للبرميل، مقابل توقعات سابقة عند 77.50 دولاراً للبرميل. إلى ذلك نوه محللو نفط دوليون بالدور المحوري الذي لعبته المملكة العربية السعودية كما هو متوقع في منح الاستقرار لأسواق النفط بعد اجتماع «أوبك+» في فيينا. وقال المحلل النفطي الأميركي «نيك كننغهام» بأن دور المملكة كان محورياً وحاسماً بدعم حليفة أوبك روسيا، وكان استعداد المملكة لمواكبة خفض أكبر من المتوقع هو العامل الرئيس في خفض 1.2 مليون برميل يومياً. وأضاف في تحليله لموقع «أويل برايس» بأن هذا النجاح يعزى لسببين أولهما أن الكمية التي سوف تزال من السوق سوف تستغرق وقتاً إلى يناير بما يساعد على محو الفائض، والثاني إنه قد يزيل قدراً كبيراً من عدم اليقين بشأن ما يمكن توقعه في المستقبل القريب. وكانت أسعار النفط في جميع أنحاء العالم في الأشهر القليلة الماضية غير مستقرة مع ارتفاع الإنتاج السعودي في وقت كان فيه الزيت الصخري الأميركي يتحدى التوقعات. والآن من المنطقي الافتراض أن أي فائض أو عجز لن يكون كبيرًا بما يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار على المدى القصير على الأقل. وتسأل «نيك كننغهام» عن ما يحمله المستقبل القريب من مفاجآت بعد أن نجحت «أوبك+» في إبرام اتفاقية استغرقت 11 ساعة بعد مجموعة من الاجتماعات المثيرة للجدل، حيث كان هناك الكثير من المصالح المتنافسة، إلا أن الاتفاقية قد وفرت ما يكفي لارتياح جميع الأطراف وهي خفض 1,2 مليون برميل يومياً في بداية شهر يناير على أن يتم إجراء مراجعة في أبريل. وستتخطى أوبك 800 ألف برميل يومياً من الإجمالي وستتلقى الدول من خارج أوبك 400 ألف برميل يومياً، حيث إن خط الأساس المستخدم لقياس التخفيضات هو مستويات الإنتاج لشهر أكتوبر. وقال إن هذا الخفض أكبر مما توقعه بعض المحللين خاصة مع ما تردد من شائعات يوم الخميس بشأن خفض بنحو 1 مليون برميل يوميا، في ظل تمكن «أوبك+» من إدارة توقعات السوق بذكاء. وكانت إيران قد أوقفت المحادثات في وقت مبكر مجادلة بأنه لا ينبغي عليها التوقيع على أي تخفيضات، خاصة وأن العقوبات من المرجح أن تحد من الإنتاج أكثر في الأشهر المقبلة.