يقول هتلر: «قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد منها وهو.. الفرار»، في كرة القدم تحديداً تتجسد صفة «الجُبن» في ردات فعل المدربين خلال المباريات وفقاً لمجرياتها وماتتضمنها من قرارات تُبنى على ذلك، مدرب الشباب الروماني سوماديكا اختار نهجاً مختلفاً في هذا الأمر، فهو من يبالغ في حذره قبل أن يخوض المعترك، فتراه يدخل المباراة واضعاً نصب عينيه أن لا أخسر لكن ليس بالضرورة أن أفوز فالتعادل نهاية أكثر من رائع! «حسب ظنه». هذا مايحدث حقاً في أرض الملعب، المدرب الذي يشعرك بأنه يلعب وفق إمكانياته هو لا يفعل ذلك حقاً، المدرب الذي يدّعي افتقاره للعناصر هو ليس كذلك حقاً، المدرب الذي يرى أن خير وسيلة للدفاع هي الدفاع هو حقاً ذلك الذي يملك حلولاً عدة لكنه يفضل «الهروب» بأقل الخسائر دائماً. نعم لا يبدو الشباب من الخارج بأنه أحد أقوى الأندية «عناصرياً» لكنه حتما ليس أسوأها، مع ذلك فخطة الروماني لا تتغير، وقراءته للمباريات ذاتها تتكرر، دون أن يحاول أن يغامر أو يفكر، وفي النهاية تكون النتيجة تعادلاً يراه عادلاً وأكثر. بالرغم من أنه يمتلك حلولاً هجومية لا بأس بها لكنه يركن دائماً لتقوية الخط الخلفي والاعتماد على مرتدات يفتقر تماماً لكيفية استغلالها. * فترة الانتقالات الشتوية باتت أقرب من أي وقت مضى، كل الأمنيات أن يستغلها الشباب برئاسة خالد البلطان كما ينبغي، فالمحترفون إن لم يكن نصفهم -فأكثر من النصف- بات خروجهم ضرورة ملحة خيراً من بقائهم عالة على الفريق، فالتخطيط على مايبدو هذه المرة يمضي على قدم وساق حرصاً من الرئيس على الخروج من يناير بأكبر قدر من الغنائم. أخيراً يبدو أن سوماديكا يحظى بالثقة، الأمر الذي قد لا يرحب به معظم عشاق الليث، لكن ولأنه موسم استثنائي فالحكم الحقيقي عليه هو ثمار مابعد الشتوية حيث الخبر اليقين، حينها «لا مكان للجبناء». * مضى مايقارب العام على انطلاقة بادرة «ادعم ناديك» ولايزال الكثير من الجمهور الرياضي لم يستوعب حتى اللحظة حقيقة الهدف منها، فيما ذهب البعض إلى المشاركة فيها كمنافسة في سلم الترتيب كما هو الحال دائماً مع ما سواها من تنافس، أما عشاق الشباب فلعلهم لم يدركوا أن دعمهم لا يقتصر على كونه ريالاً أو عشرة أو أكثر، إنما ستسهم هذه البادرة في حصر شعبية كل نادٍ على حده، لذلك أنت البطل في هذا المشهد فدعمك باختصار سينعكس بالنفع على النادي في المستقبل القريب جداً، فأعين المستثمرين وأصحاب الشركات وأهل الخصخصة تحديداً تتعامل مع هذا الترتيب كما تتعامل مع شاشات البورصة يهمهم كثيراً ما يخفى عنك و»تجهله». * الانضباط إلى أين؟ مازالت لجنة الإنضباط في كل مرة تخرج بقرارات يعجب لها الجميع فلن ترضيهم ما استطاعت لطالما كانت بعيدة كل البعد عن المساواة ولطالما رمت بالأنظمة عرض الحائط، فما يعلمه المتابع من قوانين يرى في الواقع خلافها تماماً، على سبيل الذكر لا الحصر «مثلاً» في قراراتها الأخيرة كانت المحاباة لطرف على حساب البقية الحدث الأبرز، فاللجنة التي أوقفت عبدالملك الشمري وايلر سيلفا أكثر من مباراة بجانب العقوبة الإدارية بحجة التدخل العنيف هي ذاتها من رأفت بحال بيتروس واكتفت بإيقافه مباراة بالرغم من أن الأخير ترك بصمته على ساق سيلفا حتى كاد أن ينهي موسمه -لولا لطف الله- لم يكن يسع اللجنة أن تجده تصرفاً أرعن وإن كان كذلك حقاً! وهي ذاتها أيضاً من عدّلت في القرار دون سابق إنذار. ناهيك عن سرعة اتخاذها العقوبات حيناً وفي حين آخر تتريث! ويبقى السؤال دائماً «هل من نظام» ؟! عموما «من كان قانونه هواه ، فسحقاً لما يقرّه و يراه".