تعرف الثقافة من ضمن تعريفاتها بأنها تهذيب وصقل النفس البشرية عبر مجموعة من السلوكيات يتم اتباعها لتقويم سلوك الأفراد والمجتمعات. كما تعرف بأنها العلوم والمعارف التي يكتسبها الفرد والمجتمع. وترتبط الثقافة بالحضارة والعلم؛ فمع العلم والحضارة ينتج لنا جيل مثقف أو حتى ربما تنشأ ثقافة جديدة مع كل جيل متعلم ولديه المعرفة والفنون. ما سبق يتعلق بمفهوم الثقافة بشكل عام، وقد تشمل التعاريف والمفاهيم السابقة جميع العلوم والمعارف كتعريف شامل، أما إن خصصنا كل فن وحده، فسيكون الموضوع أقل، والمفهوم أدق وبشكل مباشر. فمثلاً قد تكون مثقفاً وأديباً أو عضوا لهيئة تدريس أو مهندساً أو رجل أعمال أو مشهورا في مجال معين، لكن غير مثقف إعلامياً. والثقافة الإعلامية لها عدة مداخل، منها القدرة على تحليل وتوصيل المعلومة وأخذ المفيد. وبمعنى آخر هو أن تعرف كيف تتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، وأن يكون لديك وعي بما يبثه لك الإعلام الخارجي، خصوصاً المعادي لك ولوطنك. فعلى سبيل المثال، قد تأتيك رسالة فكاهية على هاتفك الجوال من خلال إحدى وسائل الإعلام الاجتماعي المتنوعة، «تكون الرسالة تهكمية على ذكور أو إناث مجتمعنا أو غيرها من الرسائل التي يروج لها أعداء خارج بلادنا، محاولين التقليل من سطوعنا المبهر أمام العالم أجمع؛ فهنا يظهر وعيك وثقافتك الإعلامية من خلال قتل الرسالة بعدم نشرها، ورفع بلاغ من خلال المواقع التي أنشأتها وزارة الداخلية للجرائم الإلكترونية. كذلك ترتقي ثقافتك الإعلامية بالدفاع عن وطنك من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة، وعدم الخوض في كل ما يسيء للوطن أو حكومتنا أو رجال أمننا وأفراد مجتمعنا. ويبقى الدور الأكبر والأهم وهو تربية الأطفال والمراهقين على معرفة ما ينفعهم، وما يكون في مصلحتهم، والبعد عن كل شر قد يقدم لهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من جهات خارجية معادية لنا. ولعل أفضل طريقة هي استحداث منهج جديد في مدارسنا وجامعاتنا منهج (التربية الإعلامية)، يدرس من خلاله مفهوم الإعلام وأخلاقياته وكذلك إيضاح دورهم الإعلامي في النهضة ببلدهم، والمحافظة على الصورة الذهنية الحسنة لبلادنا. وتكمل أهمية طرح هذا المنهج للتوسع الهائل المقترن بالتطور التكنولوجي لوسائل الإعلام الحديثة، وهنا المسؤولية تكون أكبر وأهم من قبل الجميع، ولا بد من أن تشارك المدرسة البيت في التوعية وصناعة محتوى إعلامي يليق بنا وبمكانتنا العالمية. كما أن وسائل الإعلام التقليدي تلعب دوراً مهما في التثقيف الإعلامي، فما زالت تمتلك نسبة مشاهدات عالية، وذلك من خلال استثمار التطور المذهل للإعلام، وذلك بدعم الحسابات الوطنية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك إنشاء حسابات لردع الشائعات ونشر البرامج المفيدة بشكل مستمر. إذن، الثقافة الإعلامية لها مفاهيم مختلفة، ولكن جميعها يصب في وعي الفرد ومعرفته بكيفية التعامل مع الوسائل الإعلامية المتنوعة.