وقع وزير الشؤون الإسلاميةوالدعوة والإرشاد د. عبداللطيفبن عبدالعزيز آل الشيخ، مذكرة تفاهم مشتركة بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ووزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بموريتانيا، في إطار التعاون في مجال الشؤون الإسلامية، ومختلف المجالات التي تخدم العمل الإسلامي المشترك. جاء ذلك خلال استقبال د. عبداللطيف آل الشيخ، في مقر الوزارة بالرياض، وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بجمهورية موريتانيا الإسلامية أحمد ولد أهل داود، الذي يزور المملكة حالياً. وشملت مذكرة التفاهم التي وقعها الجانبان على تسع مواد أساسية، حيث يتعاون الطرفان على التعريف بالإسلام، وموقفه من القضايا المعاصرة، وفي مجالات شؤون المساجد وعمارتها وصيانتها، وفي مجال خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية. كما شملت المذكرة على أن يعمل الطرفان على تبني واقتراح البرامج والأسس الفكرية الصحيحة التي توضح مفاهيم الوسطية والإعتدال في الإسلام وتساعد على التقدم والرقي بالأمة الإسلامية في مختلف المجالات، وتبادل المعلومات بينهما، وتنسيق جهودهما حول ذلك في المحافل والمنظمات الدولية، والتعاون في مجال إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بحفظ التراث الإسلامي وإحيائه وتحقيقه ونشره وتنظيم اللقاءات في هذا الصدد . كما نصت المذكرة على أن يشجع الجانبان تبادل الوفود على مختلف المستويات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات الإسلامية التي تعقد في كلا البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لتنفيذ ما ورد في المذكرة . واختتمت مذكرة التفاهم بأن يستخدم التاريخ الهجري وما يوافقه من التاريخ في جميع المراسلات بين الطرفين، واعتبار هذه المذكرة حيز التنفيذ من تاريخ كتاب المتبادل بين الطرفين ومدة تنفيذه خمس سنوات تتجدد تلقائياً لمدد مماثلة، مالم يبلغ أحد الطرف الآخر برغبة تعديلها أو إنهائها . وأكد د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ عقب توقيع مذكرة التفاهم، أن هذه المذكرة تأتي في ظل التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس المورتاني أحمد ولد عبدالعزيز في إطار العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات لا سيما ما يتعلق في خدمة الإسلام والمسلمين . ونوه آل الشيخ بما تحقق في الزيارةالتاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكيولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرالدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مؤخراً لجمهورية مورتانيا، والتي اكتسبتأهمية خاصة باعتبارها أول زيارة لمسؤولسعودي رفيع المستوى منذ أربعة عقود إلىموريتانيا، وهو ما سيعزز بإذن الله العلاقةبين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة فيتاريخها. وأشار الوزير د. عبداللطيف آل الشيخ إلى أن المذكرة ستعزز بمشيئة الله تعالى التعاون المشترك في مختلف المجالات التي تخدم العمل الإسلامي، والتي يأتي في مقدمتها الدعوة إلى الله عز وجل وفق منهج يقوم على الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب ، وتبادل الخبرات والتجارب من قبل العاملين في مجال الدعوة، وخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية . وسأل آل الشيخ الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة دينه وإعلاء كلمته وأن تكون هذه المذكرة فاتحة خير وبركة على الجميع للمضي قدماً في ما يخدم العمل الإسلامي ويساهم في نشر الوسطية، كما سأل الله أن يديم على المملكة وجمهورية موريتانيا الأمن والإيمان والسلامة والإستقرار في ظل القيادتين الرشيدتين . من جانبه، نوه الوزير الموريتاني أحمد ولد أهل داوود بمتانة العلاقات بين البلدين الراسخة في جذور التاريخ والقائمة على المصير الواحد في مختلف المجالات لا سيما ما يخدم الإسلام ويجمع الصف الإسلامي ووحدة الكلمة. وأشاد داوود في بنود المذكرة التي وصفها بالمهمة والتاريخية والتي تعكس حرص القيادتين على تأطير التعاون في مجال العمل الإسلامي المشترك لنشر قيم وسماحة الإسلام الوسطي بعيداً على الغلو والتطرف والإرهاب . ووصف الوزير الموريتاني المملكة العربية السعودية بأنها قلب العالم الإسلامي النابض ، مبيناً أن الجميع يقدر الجهود الكبيرة والمتواصلة التي تقدمها قيادة المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والعمار والزوار ودعم كل عمل إسلامي رشيد يساهم في جمع الكلمة وتوحيد الصف الإسلامي والمحافظة على القيم والهوية الإسلامية . حضر مراسم توقيع المذكرة من جانب الوزارة نائب وزير الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد د. توفيق بن عبدالعزيز السديري، ووكيل الوزارة للشؤون الإسلامية د. عبدالله بن محمد الصامل، ومدير إدارة الملحقيات الدينية بالوزارة د. محمد بن عبدالواحد العريفي، ومن الجانب الموريتاني عمر ولد محمد المستشار الأول بالسفارة والقائم بالأعمال بالنيابة لدى المملكة، وسيدي محمد ولد صالح المدير العام للمساجد بوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا.