الاحتفاء الذي حظي به سمو ولي العهد خلال الجولة التي قام بها أخيراً لعدد من الدول، ينم عن المكانة الكبيرة التي تضطلع بها المملكة في الساحة الدولية. كما أن تمثيله للملكة في قمة العشرين والاحتفاء به يعكس مكانتها الاقتصادية، وتأثيرها الجوهري في الاقتصاد العالمي. فالمملكة لاعب رئيس في النمو الاقتصادي للأسواق العالمية. إذن؛ لا يمكن تجاهلها اقتصادياً، مثلما أنه لا يمكن تجاهل دورها السياسي في استقرار المنطقة، ولعل مما يؤكد ذلك قول الرئيس الأميركي، ترمب: "لن أدمر اقتصاد العالم بقرارات حمقاء ضد السعودية"، وهي ليست مجرد كلمة عابرة، أو محاباة لأحد، بل إنها تعكس جوهر الرؤية السياسية والاقتصادية المسؤولة لدى البيت الأبيض. إن المملكة ليست مجرد دولة تقبع في الشرق الأوسط، إنها دولة تمثل المركزية للعالم الإسلامي، باحتضان الحرمين الشريفين، فهي ذات مكانة دينية لدى أكثر من مليار مسلم في العالم، كما أنها تمثل عمق العالم العربي من حيث الموقع، والدور التاريخي في الدفاع بكل ضراوة عن قضاياه وحقوقه في كل المحافل الدولية. الاستقبالات الحافلة التي استقبل بها سمو ولي العهد، واللقاءات المتعددة التي عقدت مع قادة الدول العربية والدول العظمى، تعبر عن المكانة السياسية لسموه، والثقة العالية بشخصيته، لاسيما وهو القائد الطامح لصنع التغييرات الاقتصادية الحيوية في الشرق الأوسط، وجهوده الداعمة لاستقراره ونمائه. كما أن إنجازات سمو ولي العهد في مكافحة الإرهاب، ومحاربة التطرف، أضحت علامة بارزة في تقليم هاتين الظاهرتين اللتين تهددان الأمن والاستقرار في العالم. حظي حضور سمو ولي العهد في قمة العشرين، باهتمام بالغ من وسائل الإعلام العالمية، فقد كانت لقاءاته، ومصافحاته، وتحركاته، محط الأنظار، وغاية المراد لوسائل الإعلام، فتبارت القنوات الفضائية، والصحافة العالمية، ووسائل التواصل الاجتماعي في رصدها والتفاعل معها. لعل أبرزها المصافحة الشهيرة لسموه مع الرئيس بوتين، فقد كانت قناة الجزيرة تذيع الكذب، في تعليق على النقل المباشر للقمة حتى تفاجأت بالمصافحة الشهيرة، وقد كانوا يهذون أن لا أحد سيصافح سمو ولي العهد، فبهتوا وخابوا، وانفضحوا على رؤوس الأشهاد. الاحتفاء بسمو ولي العهد، يشعر المواطن بالفخر والاعتزاز بهذا القائد الفذ، ويؤكد أن سياسة بلاده في أيد أمينة تذود عن حياضها بحكمة وثبات، وأن ما يحاك من حولنا سيبقى في حجمه وقدره الصغير، كحجم قناة الجزيرة ومن يقف خلفها.