بعد جولته الخليجية والعربية ترأس سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفد المملكة في قمة العشرين. لم تكن مشاركة اعتيادية كباقي المشاركات الماضية، بل جاءت استثنائية في الجانبين: الحضور الإعلامي والدبلوماسي اللافت، والمواجهة المحترفة مع من تم تجنيدهم من قِبل قطر وتركيا، من الساسة والبرلمانيين والإعلام الموجَّه؛ بهدف إضعاف مشاركة المملكة، وإخراجها عن سياقها الاقتصادي، والضغط على زعماء دول العشرين لاتخاذ مواقف متشددة تجاهها وتجاه وفدها المشارك، وإعادة النظر في قرار منحها حق استضافة قمة 2020. انقلب السحر على الساحر، وفشلت مخططاتهم في النَّيل من مشاركة المملكة الفاعلة، ومحاولاتهم البائسة لعزل سمو ولي العهد عن زعماء العالم، والتأثير السلبي عليهم؛ فتحول الأمير محمد بن سلمان إلى محور اهتمام زعماء العشرين الذين حرص أكثرهم على الالتقاء بسموه، وعقد مباحثات مهمة ومثمرة. لم يتوقف التأثير الإيجابي عند اللقاءات الثنائية، بل تجاوزها إلى جلسات القمة، واستقبال الوفود، إذ التركيز الإعلامي غير المسبوق الذي أظهر بعض اللقطات المؤثرة التي بعثت برسائل إيجابية للعالم أجمع، وبخاصة المصافحة الشهيرة بين سمو ولي العهد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أفردت لها قنوات عالمية ووكالات أنباء تقارير خاصة، وأصابت القنوات المعادية في مقتل، منها CNN والجزيرة التي تلقت (صفعة) المصافحة على الهواء مباشرة في رد فوري على أمنيات مذيعها المسيئة والحاقدة. وصدق الله القائل {إن الله يدافع عن الذين آمنوا. إن الله لا يحب كل خوان كفور}. حملت التغطية الإعلامية الاستثنائية للأمير محمد بن سلمان موقع «إرم الإخباري» على تسمية قمة العشرين ب»قمة الرجل الواحد.. قمة محمد بن سلمان»، وهو انعكاس حقيقي لانشغال وكالات الأنباء والمصورين والمحطات الفضائية بتحركات الأمير محمد ولقاءاته، وبخاصة وسائل الإعلام الموجَّهة. نجح الأمير محمد بن سلمان في إنجاح وتعزيز مشاركة المملكة، وتثبيت حق استضافتها القمة في عام 2020، وانضمامها للجنة الثلاثية (الترويكا) في مجموعة العشرين التي تضم اليابان بصفتها رئيس المجموعة لعام 2019، والأرجنتين بصفتها الرئيس السابق، والمملكة بصفتها الرئيس اللاحق للمجموعة في عام 2020. ونجح أيضًا في عقد لقاءات ثنائية مع غالبية زعماء الدول المشاركة، وفي مقدمهم رؤساء الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الهند، كوريا الجنوبية، جنوب إفريقيا، الأرجنتين، المكسيك نائب رئيس إندونيسيا والأمين العام للأمم المتحدة. لقاءات عززت العلاقات الثنائية، وأبرزت أهمية المملكة للعالم، وثقة الزعماء بسمو ولي العهد كشريك استراتيجي. ونجح أيضًا في وقف محاولة تسييس القمة الاقتصادية، ومناقشة أي ملف غير مدرج على جدول الأعمال، مع فرض الالتزام بجدول الأعمال والملفات المطروحة والمتفق عليها سلفًا. لم يكن الرئيس التركي بريئًا في محاولاته المستميتة لتسييس القمة من الداخل، والمضي قدمًا في عملية الابتزاز والتشويه التي ألبسها عباءة القانون وتحقيق العدالة التي يفتقدها في تعامله مع القضاة والمفكرين والصحفيين والمعلمين القابعين في السجون التركية. عودًا على بدء، أرادها الأعداء عزلة، وشاء الله إلا أن تكون تمكينًا وعزة للمملكة ولسمو ولي العهد في مشاركته الاستثنائية في قمة العشرين.