لم تكن الجولات الخارجية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز التي تجري حالياً، مجرد تفاهمات عابرة فقط، بل تأكيد على قوة ومتانة العلاقات التاريخية التي تربط المملكة العربية السعودية مع هذه الدول الصديقة والشقيقة، وتأكيد على سياسة المملكة الثابتة مع أشقائها في العالم العربي والعالمي. ما سبقها من جولات لولي العهد في شهر مارس الماضي من العام الجاري على عدد من دول العالم يأتي لترسيخ العلاقات الاستراتيجية مع أبرز الدول في العالم، ونقلها إلى مرحلة جديدة من التعاون الوثيق، والذي يؤكد دور المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة والتي برزت نتائجه خلال الفترة القليلة الماضية. وصف ب"الرجل القوي"، وب"المعتدل المتسامح"، وب"مؤسس" الدولة السعودية الرابعة، صفات لازمت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال الفترة الماضية بعد إصلاحات مهمة قام بها سواء كانت على المستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو الاجتماعي. لم تكن تلك الألقاب تعني لولي العهد السعودي شيئاً، ولم يكن ينظر لها، أو يعمل من أجلها، بل كان هدفه خدمة "الوطن"، و"المواطن"، والعمل على تنمية الإنسان، والمكان لتصبح السعودية في مقدمة الدول على مستوى العالم، وليس الشرق الأوسط فقط. يقرر ب"هدوء"، ويتحرك ب"رؤية" واسعة، وأهداف وطموحات لا حدود لها من أجل تعزيز القوة السعودية، تحرك على المستوى المحلي وكان لذلك التحرك أصداء كبيرة جعلت الشبان السعوديون ذكوراً، وإناثاً مستبشرين بمستقبل زاهر بعيدا عن بيروقراطية عصور مضت. ما بين الشأن المحلي والخارجي، كان للأمير محمد بن سلمان نظرة على الصعيد الدولي نظرة استراتيجية فحدد الهدف، والمكان، والزمان، وبدأت الانطلاقة التاريخية التي غيّرت مسار التوجهات السياسية في الشرق الأوسط، وجعل من العاصمة الرياض مرتكزاً للقرارات الدولية تجاه الأحداث في المنطقة. في ال4 من شهر مارس الماضي من العام الجاري، بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أولى خطواته السياسية من خلال زيارات لعدد من الدول، حيث كانت أولى محطاته الخارجية في مطار القاهرة الدولي في زيارة لجمهورية مصر العربية، ومن ثم الولاياتالمتحدة الأميركية، وفرنسا، وإسبانيا. في تلك الزيارات بحث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين بين تلك الدول والمملكة العربية السعودية، ولا سيما الاقتصادية والاستثمارية منها، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة، والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم. وعادت تحركات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على الصعيد الخارجي مجدداً عبر زياراته التي يقوم بها حالياً والتي شملت عددا من الدول العربية أبرزها الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، ومصر، وتونس، والجزائر، وموريتانيا ليؤكد الدور الذي يقوم به على كافة الأصعدة تعزيزاً لعلاقات المملكة التاريخية مع هذه الدول الشقيقة. يقول رئيس مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم د. فهد آل خفير: إنّ جولات ولي العهد الحالية، والسابقة حصلت على اهتمام عالمي لافت، لا سيما وأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لديه الكثير من الخبرة في الإدارة، والقيادة، والبعد الاقتصادي إضافة إلى ما يتمتع به من روح شابه جعلت منه قائداً استطاع عقد قمم مع رؤساء دول عالمية، وعقد صفقات سياسية مهمة للصالح المملكة. وأشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يمتلك الطاقة التي تساعده على العمل الدؤوب، والحركة المتواصلة، وزيارته الخارجية، والتقائه برؤساء بعض الدول في العالم والاحتكاك بهم جعله يتميز بالقائد الفذ. وأوضح أن الأمير محمد بن سلمان هو مهندس الرؤية 2030 والتحول الوطني، والذي يسعى من زياراته الخارجية إلى توطيد، وفهم الرؤية، وتعزيز العلاقات بين كافة دول العالم لتنفيذ الرؤية، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية دولة مؤسسات تعمل بروح عربية أصيلة وبروح شابة تقود هذا البلد إلى مستقبل زاهد.