تفاعل عدد من الخبراء في صناعة البتروكيميائيات مع قرار شركة "سابك" للتحالف مع ستة من كبار الموردين العالميين في صناعة الثورة الصناعية الرابعة، وتشمل التكنولوجيا الرقمية والأتمتة المتقدمة، التي تعتمد على إنترنت الأشياء للاستخدام الصناعي، وتقنيات الأجهزة والأدوات الذكية والمبادرات الرقمية المرتبطة بصناعة الكيميائيات وفروعها، وعلاقاتها بدعم المحتوى المحلي، الذي تنفق "سابك" من أجله 26 مليار ريال سنوياً، تمثل دعماً للمحتوى المحلي، تشمل مشتريات الخام واللقيم والطاقة وضخ رواتب وتأهيل وتوظيف عشرات الآلاف من السعوديين من الجنسين. ونوه ل"الرياض" الخبير الصناعي المهندس عبدالله بن سعد الربيعة، نائب الرئيس التنفيذي الأسبق لقطاع الخدمات المشتركة في شركة "سابك"، وهو من قاد إبان عمله في "سابك" بادرة توطين الصناعة والتقنية مع المصنعين المحلين، وذلك ضمن رسالة "سابك" بحرصها على استمرار تطوير عملية توطين قطع الغيار التي تحتاج إليها مصانع شركاتها التابعة، حيث نوه م. الربيعة بالتقدم الذي حققته "سابك" في بادرتها الوطنية لتعظيم المحتوى المحلي، الذي يستهدف تعظيم استثمارات المنتجين المحليين وتطوير منتجاتهم؛ حيث إن مثل هذه التحالفات مع شركات التكنولوجيا والتقنية العالمية الرائدة تشكل رافداً استراتيجيا لنمو الصناعة المحلية. في وقت قد تم فيه حصر المنتجات والسلع التي يمكن تصنيعها محلياً بنحو 88 ألف صنف ذات فرص استثمارية منها 36 ألف صنف ذات استهلاك عال وسهلة التصنيع كمرحلة أولى، يتبعها توطين مواد أخرى، وتشجيع المصنعين على الشراكة مع المصنعين العالميين، وإقامة مراكز تصنيع وتدريب. وكل هذه المعطيات تؤدي إلى خلق مناخ مشجع لتوطين الصناعة والتقنية في مجال تنمية صناعة البتروكيماويات، وتوفير قطع الغيار والمواد الأولية، وإتاحة الفرص الوظيفية للكوادر السعودية المؤهلة. من جهته، أبدى ل"الرياض" الخبير الاستشاري في قطاع البتروكيميائيات المهندس فهد بن سعد الشعيبي نائب الرئيس التنفيذي الأسبق في شركة "سابك"، ارتياحه معرباً عن تفاؤله بخطوة "سابك" المثالية وجهودها الملموسة في تنمية المحتوى المحلي، وقال:"ما من شك في أن هذه التحالفات الاستراتيجية مهمة للغاية لشركة "سابك" وللمملكة، و"سابك" دائما سباقة في مثل هذه المجالات، التي تنفذها بالتحالف والمشاركة مع الشركات العالمية المرموقة؛ حيث إن نقل وتوطين التقنية العالية، التي تتميز بها هذه الشركات جدير جداً بالإشارة إليها والإشادة بها نظراً لأهميتها المطلقة لتحقيق وإنجاز البرامج والمشروعات التي يخطط لها في رؤية المملكة 2030، التي بدأت تجني ثمارها. وأضاف أن مثل هذه التحالفات ترفع من المعرفة العملية والفنية للشباب والأيدي العاملة السعودية لمواكبة التقدم التقني العالمي، مشيراً إلى أن هذه التقنيات تساعد على كفاءة التشغيل وتقليل وترشيد الإنفاق الخاص بالصيانة والتشغيل وكذلك الاستثمارات الرأسمالية. فيما طالب الخبير الصناعي المهندس علي بن عبدالرزاق الشعير عضو لجنة الصناعة والطاقة في غرفة الشرقية بمثل هذه التحالفات مع شركات التقنية العالية الأداء والابتكار، مشترطاً أن يتم خلال هذا التحالف النقل التدريجي لتقنية التصنيع للمملكة وتوطينها، وتطوير الكفاءات الوطنية للتعامل مع هذه التقنيات، لافتاً إلى أن ضخامة استثمارات "سابك" المحلية والعالمية وبراعة الشركة في الابتكار والمنتجات المتخصصة كفيلة بنجاح هذا المشروع؛ لما تملكه "سابك" من خبرات متمرسة في كل أصعدة قطاع البتروكيميائيات، مشدداً على أهمية زيادة المحتوى المحلي كمبادرة وطنية تجدد مدى التزام إدارة "سابك" بقيادة هذه المهمة الوطنية. وثمن م. الشعير مبادرة "سابك" في مشروعها الطموح "نساند" للتحول التكنولوجي، التي خصصت لها أكثر من مليار ريال وفق إعلان الشركة للمساهمة في تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر تزويدها بالمواد أو بالتقنية ضمن توجهات التحول الرقمي، والإسهام في تطوير الموارد البشرية.