لم يستبعد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير فرض حالة الطوارئ في البلاد بناء على طلب عدد من النقابات والشرطة، لمواجهة احتجاجات "السترات الصفراء" المستمرة منذ 17 نوفمبر. وقال كاستانير رداً على سؤال يتعلق بسبل مواجهة احتجاجات حركة "السترات الصفراء" وعن احتمال فرض حالة الطوارئ في البلاد: إنه مستعد للنظر في إمكانية فرضها من أجل تعزيز الأمن في البلاد. وصرح الوزير الفرنسي لشبكة "بي إف إم تي في" الفرنسية :"ندرس كل الإجراءات التي ستسمح لنا بفرض مزيد من الإجراءات لضمان الأمن"، مضيفاً: "لا محرمات لديّ، وأنا مستعد للنظر في كل شيء". وكانت فرنسا فرضت حالة الطوارئ بعد اعتداءات شهدتها باريس في 2015. في نفس السياق اعتبر كاستانير أن مرتكبي أعمال العنف في باريس من "مثيري الانقسام والشغب"، وتابع أنه قد "تم التعرف على حوالي 3000 شخص تجولوا في باريس" وارتكبوا مخالفات "ما جعل تدخل قوات حفظ النظام أصعب". وكانت نقابة الشرطة "أليانس" طلبت فرض حالة الطوارئ الذي اقترحته أيضاً نقابة مفوضي الشرطة الوطنية. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دان السبت أعمال الشغب التي رافقت احتجاجات حركة "السترات الصفراء"، وقال خلال كلمة له في قمة مجموعة العشرين: "أقبل الاحتجاجات دائماً، وأستمع للمعارضة دائماً، ولكني لن أقبل أعمال العنف". وكانت باريس شهدت السبت مصادمات عنيفة خلال تظاهرات حركة "السترات الصفراء". وعاث مثيرو الشغب فساداً في وسط باريس السبت وأشعلوا النار في سيارات ومبان ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ واشتبكوا مع الشرطة في اضطرابات تضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام تحد صعب وهي الأسوأ منذ أكثر من عشر سنوات، وتفاجأت السلطات بتصاعد العنف بعد أسبوعين من الاحتجاجات التي عمت البلاد تعبيراً عن رفض رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة ونظمتها حركة تعرف باسم (السترات الصفراء) وتستقي اسمها من السترات الصفراء الفسفورية التي يتعين على كل السائقين في فرنسا تزويد سياراتهم بها. وفي باريس، ألقت الشرطة القبض على قرابة 300 شخص فيما أصيب 110 أشخاص بينهم 20 من أفراد قوات الأمن. وأطلقت الشرطة قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على المحتجين في أول شارع الشانزليزيه عند حديقة التويلري قرب متحف اللوفر وغيره من المعالم، وخلت بعض المناطق من أي وجود للشرطة بالفعل فيما جابت مجموعات من الملثمين معالم العاصمة الفرنسية الشهيرة ومناطق التسوق الفاخرة فيها وحطمت نوافذ متاجر، وقالت جان دوتسير رئيسة بلدية الدائرة الثامنة في باريس قرب قوس النصر: "نعيش حالة من التمرد ولم أر في حياتي شيئاً كهذا". وتفجر التمرد الشعبي فجأة في 17 نوفمبر وانتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ أغلق المحتجون طرقاً في أنحاء مختلفة من البلاد وأعاقوا الدخول إلى مراكز تجارية ومصانع وبعض مستودعات الوقود، واستهدف بعض المحتجين قوس النصر في باريس السبت ودعوا ماكرون للاستقالة وكتبوا على واجهة القوس الذي يعود تاريخه للقرن التاسع عشر عبارة "ستنتصر السترات الصفراء". المتظاهرون في باريس يواجهون شرطة مكافحة الشغب أثناء احتجاجهم ضد ارتفاع أسعار النفط وتكاليف المعيشة (أ ف ب)