معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نرحب بمعاليكم معنا في جريدة الرياض في هذا الحوار والذي سنتحدث من خلاله بإذن الله عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وما قدمه لوطنه وأمته وعن ثقافة التسامح في دولة الإمارات كما نبارك لمعاليكم بمناسبة احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بيومها الوطني. الإجابة: أشكرك كثيراً، وأرحب بك في الإمارات، بلدك الثاني، ويسرني ويسعدني أن أتواصل مع إخواني وأخواتي في المملكة العربية السعودية الشقيقة، من خلال صحيفة الرياض التي أحمل لها ولجميع العاملين فيها، كل مودة واحترام، وأنا بالطبع سعيد غاية السعادة، للتحدث معك عن المغفور له الوالد، مؤسس الدولة : الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عليه رحمة الله ورضوانه، وهو الذي جعل من الإمارات، نموذجاً فريداً، في التقدم والتنمية، وفي التعايش والتسامح، وفي الاستقرار والرخاء – أنتهز هذه المناسبة، لأحيي الإخوة والأخوات، قراء صحيفة الرياض، وأن أنقل إليهم تحيات إخوانهم وأشقائهم، في دولة الإمارات العربية المتحدة. الشيخ نهيان: على ثقة كاملة بأن العلاقات بين السعودية والإمارات سوف تكون دائماً قوية ومتينة * o تحتفل الإمارات اليوم بعيدها الوطني والذي يذكرنا بما قام به المغفور له الشيخ زايد رحمه الله مع إخوانه حكام الإمارات من جهد في بناء الإمارات، نود من معاليكم أن تحدثنا عن هذا اليوم، وماذا يعني لأبناء الإمارات والذي يعتبر مختلفاً هذا العام لتوافقه مع عام زايد؟ * يوم الاتحاد، هو يوم عظيم، في تاريخ الإمارات، نذكر فيه دائماً، بالشكر والعرفان والامتنان، جهود القائد والمؤسس : المغفور له الوالد الشيخ زايد، وهو الذي كان لحكمته النادرة، وجهوده الضخمة، أكبر الفضل، لا نقول فقط، في تحويل هذه الأرض، وفي زمن قياسي، إلى قلعة شامخة، من البناء والتعمير، ولكن كذلك في بناء الإنسان في هذا الوطن، على مبادئ قوية، تعتمد على الإيمان بالله، والثقة في تأييده ونصره، والعمل لمصلحة الوطن، وخدمة أهدافه وأمانيه – كان المغفور له الوالد الشيخ زايد، حريصاً على أن تسهم الإمارات، في كافة إنجازات التطور في العالم – إنه بفضل الشيخ زايد، أصبحت الإمارات اليوم، واحة أمن وأمان، ودولة تقدم ونماء. وكما تعلم، نحن نحتفل الآن بعام زايد، وهو ما يجعل من يوم الاتحاد هذا العام، مناسبة خاصة نشعر فيها بعظمة شعب الإمارات، وبعظمة السجل الرائع، للشيخ زايد، الذي ننعم بثمار جهوده وإنجازاته، ونتمتع بالرخاء والنعيم، في دولة تتسم بالتآلف والمودة بين الجميع. * – أسس الشيخ زايد رحمه الله مجتمعاً قائماً على العدل والاحترام والكرامة والتسامح ومازالت الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سلمه الله تواصل نهضتها الشاملة في جميع المجالات.. كيف يرى معاليكم هذه النهضة؟ * إنني أتفق معك تماماً، فيما تقول، إذ إننا في الإمارات، نحمد الله كثيراً، على أنه هيأ لهذه الدولة العزيزة قادة مخلصين، بدءاً بمؤسس الدولة، المغفور له الوالد الشيخ زايد، واستمراراً بصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله ورعاه - وبأخيه صاحب السمو، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وبأخيه صاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهم جميعاً قادة مخلصون، يسعون إلى تحقيق التقدم المستمر في المجتمع، ويحرصون على الأخذ بكافة عناصر النهضة الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، كما أنهم يبذلون كل الجهد، من أجل نشر السلام، وإشاعة روح التعايش والتفاهم، وتحقيق التقدم والازدهار في كافة أنحاء الدولة، بشكل دائم. نحن نعتز، بأن الإمارات الآن تشهد نهضة شاملة، في كافة المجالات : نهضة في الاقتصاد، نهضة في التعليم، نهضة في الرعاية الصحية، نهضة في البناء والتعمير، نهضة في الرعاية الاجتماعية، وأيضاً نهضة، في كل القطاعات، وجميع المجالات. * حرص الشيخ زايد رحمه الله على أن تكون علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة قوية جداً مع كافة الدول كما جمعته علاقة شخصية خاصة مع إخوانه ملوك المملكة.. نود أن تحدثنا معاليكم عن هذه العلاقة؟ * كان المغفور له الوالد الشيخ زايد، عليه رحمة الله، نموذجاً وقدوة، في بناء العلاقات الطيبة، وإنشاء قنوات الحوار والتفاهم، بين جميع الأمم والشعوب، كان يقول لنا دائماً، إن هذا الأمر، هو ضروري تماماً، في حياة البشر في هذا العصر. كان حريصاً كل الحرص، على تأكيد مكانة الدولة، ومكانة منطقة الخليج، في الاقتصاد العالمي، كان حريصاً كل الحرص، على تعزيز دور الدولة، في تحقيق التضامن والتعاون والصداقة والتقدم : خليجياً، وعربياً، وإسلامياً، وعالمياً. وفي ذلك، فإن الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، كان لها دائماً، مكانة خاصة، في قلب وعقل المغفور له الوالد الشيخ زايد – كان يعتز غاية الاعتزاز، بعلاقاته الأخوية الوثيقة مع إخوانه، خَدمة الحرمين الشريفين الذين عاصروه - طيب الله ثراهم جميعاً - كان يعمل معهم عن قرب، من أجل أن تكون العلاقات الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية، بين البلدين الشقيقين، نموذجاً ناجحاً للعلاقات الأخوية، التي تحقق المنفعة للأمة العربية كلها – كان يتخذ من هذه العلاقات القوية مع خَدمة الحرمين الشريفين، أساساً، لتحقيق النجاح والفاعلية، في عمل مجلس التعاون لدول الخليج، بل وكذلك في دعم الوحدة العربية والإسلامية – علاقة الوالد الشيخ زايد، مع خَدمة الحرمين الشريفين، كانت مهمة للغاية، من أجل إرساء جهودهم المشتركة، في مساعدة الأشقاء والأصدقاء في كل مكان، وفي نصرة القضايا العربية والإسلامية، في كافة المجالات، بل وكذلك في تحديد علاقات العرب مع العالم، على أسس نافعة للجميع – كان المغفور له الوالد الشيخ زايد، يرى أن العلاقات بين الإمارات والمملكة، هي علاقات تقوم، على تاريخ خالد نشترك فيه، وتراث أصيل، نحافظ عليه معاً، وقيم إسلامية لا يصح التفريط فيها – كان يرى في العلاقات بين الدولتين الشقيقتين، حاضراً مزدهراً، يحقق الخير للشعبين، ولشعوب الأمة كلها، ومستقبلاً طموحاً، يكون فيه العرب، بفضل العمل المشترك بين السعودية والإمارات، قادرون تماماً، على مواجهة تحديات العصر، بنجاح وإتقان. والحمد لله، فإننا نرى أن العلاقات بين السعودية والإمارات، هي الآن علاقات، يدعمها تنسيق كامل، ووحدة في الرؤية حول كل الأمور، يؤكد على ذلك، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله : " إن العلاقات الإماراتية – السعودية هي تجسيد واضح لمعاني الإخوة والمحبة والروابط التاريخية المشتركة " – هكذا كانت علاقة المغفور له الوالد الشيخ زايد، مع خَدمة الحرمين الشريفين – ندعو لله سبحانه وتعالى، أن تكون هذه العلاقات دائماً، مجالاً لتحقيق التقدم والتطور في كافة المجالات، وأن تكون السعودية والإمارات معاً، وبإذن الله، رمزاً وشعاراً، لعظمة ونجاح الأمة العربية والإسلامية، وتأكيد مكانتها اللائقة بها، بين أمم العالم. * o تجمع بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقة علاقات متينة وراسخة، كيف يرى معاليكم دور هذه العلاقة في المحافظة على المصالح العربية وتوفير أسباب التقدم والتنمية؟ * إنني شخصياً، ومعي جميع أبناء وبنات الإمارات، ومعنا بالتأكيد جميع أبناء وبنات المملكة، نشعر بالفخر والاعتزاز، بعمق العلاقات الأخوية الوثيقة، بين بلدينا الشقيقين، في كافة المجالات، ومختلف المستويات – نشعر بالفخر والاعتزاز، بالتزامنا معاً، على تأكيد جميع قيم الإخوة، والتعاون، والعمل المشترك، والسعي بكل ثقة وجدارة، إلى كل ما هو خير، للأمة العربية والإسلامية، بل وللعالم أجمع. وكما ذكرت لك، فإننا في الإمارات، وفي السعودية، نحظى بحمدالله، بقادة مخلصين، يعملون بكل جهد، على تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المنطقة كلها، يدافعون بكل عزم وتصميم، عن مصالح الأمة العربية والإسلامية، ويؤكدون بالقول والعمل، على حرصهم الكبير، على تمكين الإنسان، من الإسهام الكامل في مسيرة المجتمع والعالم – يحضرني في ذلك، ما دار من مناقشات مهمة حول هذه الأمور، في مؤتمر " دافوس في الصحراء "، الذي أداره بحكمة واقتدار، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود – إنني أقول دائماً، إن العلاقات بين الإمارات والسعودية، هي علاقات مثمرة تماماً، بفضل القيادة الحكيمة في البلدين، وبفضل الإخوة الصادقة بين الشعبين، وبفضل ما نحرص عليه معاً، من إخلاص، وحب، وولاء، لبلدينا، وللأمة العربية، وللإنسانية جمعاء – أريد أن انتهز هذه المناسبة، كي أرسل إلى إخواني في المملكة، تحية خاصة : تحية الإخوة الصادقة، تحية العمل المشترك، من أجل تحقيق التنمية والتقدم في كافة المجالات، تحية التعاون والتنسيق، في سبيل أن تأخذ الأمة العربية مكانتها المرموقة في مسيرة البشرية، وأيضاً تحية الفخر والاعتزاز، بقادة البلدين، ممثلين في العاهل الكبير، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان – رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – أعزهما الله – داعياً الله سبحانه وتعالى، أن يحفظهما لنا، منبع عزة وتقدم ونماء، للعرب، والمسلمين، والعالم أجمع. * o أعلن قبل مدة عن إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا عبر 44 مشروعاً استراتيجيا مشتركاً.. ما الآمال المعقودة على هذا المجلس في ظل العلاقات المميزة بين الدولتين الشقيقتين؟ * إن مجلس التنسيق بين الإمارات والسعودية، بقيادة صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وصاحب السمو، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هو دليل على عمق العلاقات الأخوية الوثيقة بيننا، في كافة المجالات، وبالتزام البلدين معاً، كما ذكرت لك، على تأكيد جميع قيم الأخوة والتعاون والعمل المشترك، والسعي بكل ثقة وعزم، إلى كل ما هو خير للأمة العربية والإسلامية جمعاء. إن القرارات والاتفاقات التي يعتمدها مجلس التنسيق، هي إعلان قوي وواضح، أن التعاون والعمل المشترك بين الإمارات والسعودية، سوف يستمر ويتنامى، وسوف يزداد قوة وصلابة، وأن الدولتين الشقيقتين سوف يكونان معاً وباستمرار، وهما بلاد السلام والاستقرار والتنمية – التعاون والتنسيق بين السعودية والإمارات، هو الطريق إلى أن تكون الأمة العربية كلها، مجالاً لتحقيق التنمية الناجحة، للمجتمع والإنسان، في المنطقة، وقوة دفع لنشر الخير والرخاء، في كل مكان. إننا نحمد الله كثيراً، أن السعودية والإمارات معاً، يقدمان اليوم، بفضل حكمة القيادة في البلدين، وبفضل العلاقات القوية بين الشعبين الشقيقين، نموذجاً ناجحاً، للتعاون بين الدول، يقوم على النظرة الواحدة للقضايا والتحديات، وكذلك، على التراث والمعتقدات والقيم المشتركة – نحن بحمد الله، على ثقة كاملة، في أن العلاقات بين السعودية والإمارات، سوف تكون دائماً، قوية ومتينة، لما فيه مصلحة العالم كله. *- الإمارات من الدول التي حرصت على نشر قيم التسامح وأسست لذلك وزارة معاليكم يقف على قمة هرمها، نود من معاليكم أن تحدثنا عن أهم البرامج التي ستعتمدها وزارة التسامح في نشر هذه القيم؟ * عند الإجابة على هذا السؤال، يجب أن نلاحظ أن رسالة وزارة التسامح في دولة الإمارات، على المستوى المحلي، هي تنمية روح الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والفهم الإيجابي بين جميع سكان الدولة، أياً كانت ثقافاتهم أو معتقداتهم – ومن ثم فإن عمل الوزارة على المستوى المحلي، يقع في أربعة مجالات، هي التوعية المجتمعية و بناء العلاقات المجتمعية التي تدعم التسامح والتعايش السلمي وتنفيذ الأنشطة والفعاليات والاحتفالات على مدار العام كله، من أجل تجسيد معاني التسامح في الإمارات على أرض الواقع وإجراء البحوث والدراسات. باختصار، أريد أن أقول لك: إن وزارة التسامح بإذن الله، سوف تكون دائماً وزارة نَشِطَة هذا على المستوى المحلي، أما على المستوى الدولي، فإن الوزارة سوف تتعاون مع دول العالم، ومع جميع المنظمات الدولية المهتمة بنشر التسامح في هذا العالم و هذا التعاون يأخذ أشكالاً متعددة، منها على سبيل الأمثلة لا الحصر : الاشتراك في المؤتمرات العالمية، التواصل مع الشخصيات العالمية المؤثرة وتبادل الأفكار والتجارب معهم، تنفيذ مشروعات مشتركة لدعم قيم التسامح والتعايش، تعزيز دور الجاليات المقيمة في الدولة في بناء العلاقات والشراكات الدولية المفيدة، جعل المسابقات الرياضية وسيلة للتعارف والتواصل مع العالم، بالإضافة إلى ما يقوم به المعهد الدولي للتسامح في دبي، من أنشطة وفعاليات. ولعلك تتذكر، أنني أعلنت في القمة العالمية للتسامح، عن عزم الوزارة تأسيس " التحالف العالمي للتسامح "، لتشجيع التعاون الدولي في مجال التسامح والتعايش السلمي. * o التسامح ولد كفكر وأسلوب حياة مع ميلاد دولة الإمارات على يد المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتحول إلى عمل مؤسسي وتشريعي في ظل القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقد زاد هذا الدور حتى أصبح للإمارات دور ريادي في نشر قيم التسامح.. حدثنا عن هذا الدور ومراحل تطوره؟ * لوصف هذا الدور الريادي للإمارات، في مجال التسامح والتعايش، يسعدني أن أؤكد لك أن نموذج الإمارات الناجح في مجال التسامح، إنما يعود أولاً وقبل كل شيء وكما جاء في سؤالك، إلى الرؤية الرشيدة لمؤسس الدولة : المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – عليه رحمة الله ورضوانه – وهي الرؤية التي كانت تؤكد لنا دائماً، على أن الالتقاء بين البشر، وتحقيق التفاهم والتعايش بينهم، والعمل المشترك معهم، يؤدي دائماً، إلى تحقيق الخير والرخاء، للفرد، والمجتمع، والعالم كله – هذه الرؤية الحكيمة، يدعمها في حاضرنا الزاهر وبكلّ قوة : صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة – حفظه الله – ومعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة . إن قادة الوطن الكرام يؤكدون لنا دائماً، أن التسامح والتفاهم والتعايش بين الجميع، هو الطريق إلى مجتمع ناجح، وإلى عالم يسوده السلام والرخاء والاستقرار. إننا نعتز ونفتخر في الإمارات، بأن التسامح والتعايش السلمي هو جزء أساسيّ، في مسيرة الوطن – وأن دورنا في مجال التسامح في العالم، يتضح من إنجازاتنا المتوالية، في بثّ الأمل والتفاؤل في العلاقات بين الحضارات والثقافات، كما أن دورنا في التسامح يمتد أيضاً، إلى القوانين والتشريعات التي صدرت في الدولة، من أجل منع جرائم التطرف والكراهية، ومكافحة كافة أشكال التفرقة والتمييز، كما يشمل هذا الدور كذلك : جهودنا المتلاحقة والمتوالية، في تطوير التعليم وتأكيد دور وسائل الإعلام في هذا المجال – لنا كذلك دور مهم في تعريف العالم، بالطبيعة السمحة للدين الحنيف، وبإسهاماته الكبرى في مسيرة البشرية – التسامح والتعايش في الإمارات يصاحبه حوار إيجابي وصادق بين الجميع، من أجل مكافحة الجهل بالآخر، والتخلص من الصور النمطية عنه. * o تبذل الإمارات جهداً كبيراً في ترسيخ التسامح محلياً وإقليمياً ودولياً باعتباره أحد ثوابت سياسات الدولة في إرساء علاقتها مع جميع الحضارات والثقافات والأديان من حولها، ما أهم العقبات التي تواجه الإمارات في نشر التسامح دولياً إذا وجدت؟ * نحن في وزارة التسامح على إدراك كامل، بأن التسامح أمر لا يتحقق بصفة تلقائية، بل لابد من رعايته وتنميته، والعمل المستمر، على التخلص من الفجوات القائمة، بين الثقافات والحضارات المختلفة – نحن في الوزارة، لدينا رسالة مهمة، في تحقيق التعاون والعمل المشترك مع الجميع، من أجل نشر مبادئ احترام الآخر، وتحقيق التفاهم والتعايش، والاحتفاء بالقيم والمبادئ الإنسانية، التي نشترك فيها جميعاً، كسكان على هذا الكوكب الواحد –لدينا خطط عمل لتعريف العالم بالثقافة العربية والإسلامية، وفي الوقت نفسه، تعريف مجتمعاتنا بالقضايا التي تهم المجتمعات الآخرى – لدينا قناعة كاملة، بأن التسامح هو أداة مهمة، لنشر العدل والمساواة واحترام الحقوق في العالم، بل وهو أيضاً أداة مهمة، لمعالجة آثار الحروب والصراعات المختلفة – إننا نرى أن التسامح هو جزء أساسي، من خصائص المجتمع الصالح حول العالم كله. * نظمت وزارة التسامح العديد من المبادرات التي تعزز التعايش السلمي من ضمنها 100 مبادرة في «مهرجان التسامح» كيف يرى معاليكم نتائج تلك المبادرات؟ * المهرجان الوطني للتسامح هذا العام، انعقد تحت شعار «على نهج زايد»، كجزء من احتفالاتنا بعام «زايد الخير»، وذلك تعبيراً عن اعتزازنا الكبير، بدوره المرموق، في إرساء مبادئ التعايش والتسامح والسلام، وبما كان معروفاً عنه، أنه رجل الحكمة، ورجل الاحترام المتبادل بين البشر، ورجل التواصل الإيجابي، مع العالم. والحمد لله، فإن هذا المهرجان قد نجح تماماً في تحقيق أهدافه، والتي تشمل أولاً وقبل كل شيء، حرصنا جميعاً على الاحتفاء والاعتزاز، بما يمثله القائد المؤسس الوالد الشيخ زايد، من نموذج إنساني ووطني وعالمي فريد في التسامح والتعايش، الأهداف الأخرى للمهرجان تمثلت في التوعية برسالة وزارة التسامح، وبدورها في خدمة المجتمع والإنسان، بل وتركيز الضوء كذلك على القيم والمبادئ، التي تقوم عليها مسيرة الإمارات العزيزة، بالإضافة إلى التوعية بما تحظى به الدولة، من مجتمع آمن، ومتسامح، يعمل فيه الجميع، في سبيل تحقيق الخير للجميع، دونما تفرقة أو تمييز، بلدنا الإمارات، هي وبكل تأكيد، نموذج رائد، للتعايش والسلام، لنا أن نعتز به ونفتخر، أمام العالم كله. وكما تعلم، فإن فعاليات المهرجان، قد تمت بشكل أساسي في حديقة أم الإمارات، نحن نعتز ونفتخر، بأن مقر وزارة التسامح، يقع في هذه الحديقة الرائعة، التي تحمل اسم الوالدة الفاضلة، أم الإمارات، صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، - حفظها الله - المهرجان الوطني للتسامح، كان كذلك، مجالاً للاعتزاز بما تمثله أم الإمارات، من قدوة حسنة، وعطاء مخلص ومتزايد، في كافة مجالات تنمية المجتمع ورفعة الإنسان. المبادرات المئة، التي تشير إليها، هي فقط واحدة من عناصر المهرجان، وتمثل إسهامات الوزارات والحكومات المحلية، وكافة المؤسسات العامة والخاصة، في التأكيد على قيم التسامح والتعايش خلال فترة المهرجان، من خلال أنشطة ومبادرات قامت بها كل جهة، وكان لها أثر طيب، في شعور الجميع، بأن التسامح، كما نقول دائماً، هو مسؤولية جميع الأفراد والمؤسسات في الدولة. وكما ذكرت، فإننا نحمد الله، أن المهرجان الوطني للتسامح «على نهج زايد» قد تم تنظيمه على أكمل وجه، حتى كانت هناك مشاركة نشطة من جميع فعاليات المجتمع، وتعاون جيد مع أجهزة الإعلام، بالإضافة إلى الوعي المجتمعي الكبير، بأهمية المناسبة، والاعتزاز الأكبر بمؤسس الدولة، وقادتها، وشعبها الكريم. * o في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها من قبل المنظمات المتطرفة لنشر أفكارها، كيف نحمي مجتمعنا وشبابنا من مخاطر هذه المنظمات ونستفيد من من ذلك في نشر قيم التسامح؟ * هذه قضية عالمية، حيث نجد أن مجالات التواصل الاجتماعي، تكون في كثير من الأحيان مجالاً لعرض محتويات ومعلومات رديئة ومشبوهة، قد تشجع على ممارسات ضارة وخطيرة – هناك الآن قناعة عامة، في معظم دول العالم، بضرورة استخدام هذه التقنيات من جانب الجهات المسؤولة في المجتمع، لطرح مواد إيجابية، لمحاربة الأفكار الهدامة، وتعزيز الانتماء والولاء لقيم ومبادئ الوطن. إننا في وزارة التسامح، نأمل أن يكون لنا وجودٌ إيجابي، في هذا المجال، نعمل مع الجميع، بما في ذلك الأسر، ورجال الدين، ورجال الأعمال، وللمدارس والجامعات، والوزارات، ومؤسسات المجتمع المدني، وأيضاً جميع قادة المجتمع وأفراده – يعمل الجميع معاً من أجل نشر ودعم قيم التسامح والتعايش في المجتمع. نحن ندرك تماماً، أن الأجيال الجديدة قد نشأت في زمن الهواتف الذكية – هي أجيال تتواجد داخل شبكة الإنترنت التي أصبحت وسيلة أساسية في حياتهم – هي أجيال عالمية النظرة، يتواصلون مع زملائهم عبر الدول والحدود – سوف نأخذ ذلك كله في الاعتبار من أجل إيجاد قنوات فعالة للتواصل مع هذه الأجيال. * o كلمة أخيرة من معاليكم؟ * أشكرك، وأريد مرة أخرى، أن أعبر عن اعتزازي الكبير، بالعلاقات الأخوية القوية، بين السعودية والإمارات، وعن اعتزازي الكبير كذلك، بأن الله سبحانه وتعالى، قد وهب للسعودية والإمارات معاً، قادة عظماء، يحبون شعوبهم، والشعوب تبادلهم نفس الشعور، قادة يريدون لنا أن نقوم بمسؤوليتنا في خدمة أوطاننا، على أعلى مستوى – نحن ولله الحمد، جنودهم المخلصون، نسير وراءهم من أجل تحقيق خير الإنسان، وخير البلدين، وخير الأمة، وخير العالم كله. وبصفتي وزير التسامح في الإمارات، فإنني أقول لك، إننا نتعلم في كل يوم، من قادتنا في السعودية والإمارات، أهمية أن تكون مجتمعاتنا، مثالاً في الاعتدال، والبعد عن التطرف، والحرص على بناء الإنسان، المؤمن بربه، والمخلص لوطنه، والملتزم بأهداف أمته، وبالقيم والمبادئ الإنسانية السامية – إنني أعبر لك الآن، عن ثقتي الكاملة، في أن السعودية والإمارات معاً، سوف يحققان مانرجوه بإذن الله، من عزة وتقدم في البلدين الشقيقين، ومن جمع كلمة الأمة العربية، على الخير والنماء . حفظ الله المملكة العربية السعودية، وحفظ الله دولة الإمارات العربية المتحدة، وحفظ الله الأمة العربية والإسلامية، وأدعوه سبحانه وتعالى، أن يوفقنا جميعاً، إلى كل عمل نافع، في خدمة الإنسان، والوطن، والأمة، والعالم. * في الختام، نشكر لمعاليكم منحنا الفرصة في هذا الحوار ونتمنى لمعاليكم التوفيق الدائم. أشكرك كثيراً، وأشكر جريدة الرياض، وأتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق، ولقرائكم الأعزاء، كل سعادة وتقدم ونماء.