كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن ارتفاع أسعار الصيدليات في المملكة مقارنةً بالمحال التجارية وبعض مواقع الإنترنت، وبيّن عدد من المستهلكين استياءهم متسائلين عن أسباب ذلك، وهل السبب غياب الجهات المسؤولة عن استغلال أصحاب الصيدليات برفع أسعار المنتجات والمواد الاستهلاكية؟ أم أن لهم رأيا آخر؟ تكاليف تشغيل وذكر عبدالعزيز بن سليمان ومؤيد بن غنيم –صيدليان- أنه من الملاحظ عند البعض أو عند أغلب المستهلكين للمنتجات والمستحضرات التي تباع في الصيدليات وفي بعض المحال التجارية ومراكز السوبر ماركت وبعض المواقع الإلكترونية تفاوت أسعار بعض السلع، وقد يصل الأمر إلى ضعف سعرها في المحال الأخرى، ويعود ذلك للسلع التي تباع من دون رقابة على سعرها من قبل الهيئة العامة للغذاء والدواء والجهات المختصة، مضيفين أنه حينما يكون المستهلك على علم بهذا الفرق في السعر، ويحاول معرفة السبب، يأتيه الجواب بارتفاع تكلفة إيصال هذه المنتجات إلى الصيدليات، سواء بتكاليف التخزين الجيدة التي تفرضها الهيئة العامة للغذاء والدواء، أو تكاليف نقلها بسيارات مبردة معدة خصيصاً لنقل الأدوية والمنتجات الصيدلانية، مبينين أن البعض الآخر يبرر ذلك بتكاليف تشغيل الصيدليات من إيجارات ومصروفات تشغيلية ورواتب الموظفين والصيادلة المؤهلين للعمل، فيما يفرض على إدارتها زيادة أسعار البيع لتتناسب مع التكلفة. جهات رقابية وأوضح الصيدليان أن المنتجات التي تباع في الصيدليات هي منتجات أصلية، مصدرها شركات ووكلاء معتمدون لهذه المنتجات في المملكة، والمنتجات في المحال الأخرى هي بضائع قد تكون غير أصلية وغير مسجلة في الهيئة العامة للغذاء والدواء، بل مخزنة في ظروف غير جيدة، وتختلف جودتها عن البضائع في الصيدليات، مضيفين أنه يجب طرح مثل هذه الاستفسارات على الجهات الرقابية؛ للتأكد من مدى صحة هذه المعلومات، ولكشف السبب الرئيس لتفاوت أسعار بعض المنتجات، متسائلين: هل الحل يكمن في زيادة المراقبة في نقاط البيع -الأسواق التجارية- للتأكد من المستحضرات؟ وهل هي مطابقة للمواصفات وأنظمة الهيئة العامة للغذاء والدواء من ناحية التخزين وسلامة وجودة المنتجات وتطبيق الاشتراطات لضمان سلامة المستهلك؟ زيارات متكررة وعن الرقابة في الصيدليات أكّدا أنها موجودة، وتتعرض الصيدليات إلى زيارات متكررة من قبل اللجان الرقابية المتمثلة في الهيئة العامة للغذاء والدواء، للتأكد من صحة المنتجات وظروف التخزين في الصيدليات ومستودعات الأدوية والمستحضرات الصيدلانية، وذلك من خلال المتابعة والجولات التفتيشية، إلاّ أن هناك تجاوزات من بعض الصيدليات والمستودعات، ما يستدعي الجهات المعنية إلى فرض عقوبات رادعة وصارمة للمخالف للحد من هذه التجاوزات، إضافةً إلى أنه يجب تطوير النظام وفق آليات جديدة ورقابة فعالة بشكل يواكب النمو الذي نلمسه في زيادة الصيدليات بالمملكة لتحقيق الدور الرقابي الذي يلامس صحة الناس، وأن تستخدم كل تقنيات الرقابة الحديثة لتحقق العدالة المطلوبة للحفاظ على سلامة المنتجات الصيدلانية. تكثيف الحملات من جهته، أكد عمر سعود –صيدلي في إحدى الصيدليات الخاصة- أن التجاوزات والتلاعب بالأسعار ما زالا موجودين، وللحد منهما يمكن للمستهلك سواء كان مواطنا أو مقيما التبليغ عن أي مخالفة ليحضر مندوب هذه الجهات للتأكد وإيقاع الغرامة، مبيناً أن وزارة الصحة ماضية في تكثيف حملاتها الرقابية والتفتيشية على المنشآت الصيدلانية، لضبط سوق الأدوية وإحكام الرقابة والسيطرة على تداولها. من جانبها، قالت أم عبدالله -ربة منزل-: إن أسعار بعض المنتجات الصيدلانية تعد مرتفعة، ولكن في النهاية نضطر للشراء رغم علمنا أن السعر أعلى، لافتةً إلى أن الفارق بسيط، ولكن لا يعقل جرأة بعض الصيدليات على التجاوز رغم الجولات التفتيشية للوزارة. صيدليات إلكترونية وأدى الارتفاع المتباين في أسعار المنتجات إلى فقدان المستهلك الثقة في الصيدليات المحلية والاتجاه إلى صيدليات الإنترنت العالمية، لما رآه من تلاعب في الأسعار، خاصةً أن صيدليات الإنترنت الإلكترونية بدأت تقدم أسعاراً منافسة تصل إلى أقل من نصف السعر الموجود في المملكة، وخصوصاً أسعار المكملات الغذائية والفيتامينات وأدوات التجميل. وفي سؤال عن سبب لجوء المستهلك للمنتجات العالمية، قال خالد -صيدلي-: أصبح الشراء عبر الإنترنت شائعاً للناس لسهولة الوصول إلى العروض المغرية القائمة على خفض الأسعار، فيما لقيت الصيدليات الإلكترونية إقبالاً كبيراً، ويعود ذلك إلى أن الدواء والمستحضرات التجميلية المعروضة في الإنترنت أرخص بنحو 30 -50 في المئة من الصيدليات المحلية، مُحذراً من الانسياق وراء الإعلانات المضللة في مواقع إلكترونية تبيع أدوية ومستحضرات مجهولة المصدر وغير مسجلة، إذ إن هذه الأدوية والمستحضرات قد تكون ذات خطورة بالغة، لعدم معرفة محتواها، كما أنّ نسبة كبيرة من هذه المستحضرات مغشوشة. وأوضح خليل -وسيط للطلب من الإنترنت- أنه لا يستطيع فهم أسعار الصيدليات المبالغ فيها، على الرغم من أن المنافسين كثر، وهذا يتطلب خفض السعر، لذا أصبح من المجدي التعامل مع الصيدليات الإلكترونية؛ حيث إنها أرخص سعراً وأفضل جودة.