يحل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ضيوفاً كراماً في منطقة الحدود الشمالية بين أبناءهم وأهلهم في الشمال الأبي الشامخ شموخ الوطن وبصدور شمالية يستقبل الأهالي ملك البلاد المفدى والبهجة على كل محيا والابتسامة تملأ الوجوه، وكذلك فإن الأرض خالطها المطر منتعشة بمجيء خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وترقص عرعر ومحافظات الحدود الشمالية فرحاً بمقدمكم سيدي فأهلاً بكل خطوة تلامس أرض الشمال المتعطش لرؤيتكم والسعيد بكم، ومن في معيتكم، ولا يخفى على سكان الحدود الشمالية وما جاورها ما يقوم به أميرها الشاب العملي والديناميكي وصاحب العمل المدروس والمقنن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يواكب بتوجيهاته رؤية البلاد لتصبح الحدود الشمالية في طليعة من يطبقون مؤشرات الرؤية 2030 التي سترسم المستقبل وتقفز بنا نحو المجتمعات المتحضرة حسب ما هو مخطط لها فوفقه الله لما يحب ويرضى. إن منطقة الحدود الشمالية سابقاً تأخرت قليلاً عن نظيراتها من مناطق التنمية بشكل نسبي، والآن تحظى بوتيرة متسارعة من التطوير الشامل الذي يسعى لأن تكون الحدود الشمالية منطقة جذب سكاني وصناعي ومنطقة تجارية ومنفذ للأسواق العربية وبوابة الوطن نحو الشمال والغرب، ويطيب لي أن أدّون بعض المطالب التي يشعر بها سكان المنطقة والزوار والمهتمين بالشأن التنموي، ولعلي ألخصها كالتالي: زراعياً: يعلم الضالعون في الشأن الزراعي خصوبة السهول الشمالية من المملكة ولقد نجحت المزارع الخاصة بشكل تجاري والمنطقة بحاجة لمسح دراسي عن المياه لاستغلال ما يمكن استغلاله لدعم منظومة الأمن الغدائي ولزيادة الرقعة الخضراء في أرياف المدن الشمالية التي تعاني من ظاهرة التصحر، علاوة على ذلك فإن المنطقة رعوية وينتشر بها المواشي، ومن الممكن الاستفادة من تصنيع الأعلاف أو الأعلاف المركبة بالمنطقة ولذلك فإن قيام الزراعة في الحدود الشمالية وخصوصاً مدينة عرعر أصبح مطلوباً وستكون مصدر رزق للأهالي إذا تحقق هذا الحلم الشمالي القديم والذي يتجدد مع كل زيارة ملكية كريمة، وإذا تم توزيع مخططات زراعية جديدة وقروض متوسطة سنقضي على عدد كبير من العاطلين.. وطالما أننا في الشأن الزراعي فإن الإصحاح البيئي وزيادة المحميات في بعض الأودية مهم جداً. أن الهدف من هذه المحمية أو المحميات في أودية الشمال هو الحفاظ على الأصول النباتية في المنطقة، وإكثار البذور فيها، وتهيئتها لتكون متنزهاً ومتنفساً طبيعياً للأهالي. استثمارياً: تحتاج منطقة الحدود الشمالية أن تكون على خارطة الاستثمار والتجارة وهذا يتطلب مزيداً من التشجيع الحكومي والتسهيلات والتنازلات بعض الأحيان، فالنمو الاقتصادي في مجال التجارة والفرص الوظيفية يسير بوتيرة أقل، ولتوليد الوظائف في القطاع الخاص بالمنطقة نحتاج ضخ رساميل جديدة وتشجيع المستثمرين الوطنيين للاستثمار بالمنطقة ولفتح فروع أو إنشاء شركات تجارية وصناعية جديدة بميزات نسبية تحفيزية، عبر الاستثناءات الخاصة من قبل وزارة البلديات و وزارة العمل، وملف الاستثمار مازال ناقص الاوراق فليس باستطاعتنا تقديم حقائب استثمارية جاهزة أمام بعض العقبات إذ لا تتميز منطقة نائية مثل الحدود الشمالية عن منطقة مهمة ومجدية مالياً مثل العاصمة والمدن الكبرى. في ذات السياق تحتاج المدينة الصناعية بعرعر إلى إنشاء مصانع عدة حيث جهزت «مدن» مدينتها داخل نطاق مدينة عرعر ولم ينطلق العمل بها منذ سنوات بسبب إحجام الصناعيين ولو أقيمت المصانع لتوفرت الوظائف للشباب والشابات خصوصاً الصناعات الخفيفة والغذائية أو حتى البترولية التحويلية. البلدية: أمانة منطقة الحدود الشمالية تعمل بكل جهد نحو تحقيق رؤية البلاد 2030، ولكن وبسبب قلة الاعتمادات المالية لأمانة المنطقة الشمالية قبل سنتين توقفت معها بعض البرامج المهمة، ووقف الخطط المستقبلية، ومع عودة الموازنات تدريجياً عادت الروح للأمانة التي هي رائدة العمل التنموي في مدن ومحافظات وقرى المنطقة وتحتاج الأمانة إلى استكمال مشاريعها في تطوير وادي عرعر الذي تعرض لهجمة بيئية شرسة لولا تدخل سمو أمير المنطقة حفظه الله وإطلاقه مشروع تهيئة وتحسين الوادي بيئياً لكن ذلك يحتاج اعتمادات مالية إضافية من وزارة البلديات والزراعة معاً، لمنع حدوث كارثة بيئياً. علاوة على ذلك فإن زيادة موازنة أمانة منطقة الشمالية سيجعلها سريعة الإنجاز أمام مشاريع درء أخطار السيول وتهذيب الأودية وبرامج التحسين البيئي للأودية والقرى ومكافحة التلوث البصري والتخلص من المصانع القديمة ونقلها وأنسنة المدن وتجهيز الحدائق وتحتاج البلديات إلى عدد من المهندسين المشرفين على المشاريع في حال اعتمادها، كذلك فإن المدن الشمالية كلها بحاجة إلى كشط وسفلتة في الأحياء بسبب الحفريات التي شوهت الشوارع والممرات وهناك أحياء كبيرة جداً في مدينة عرعر لا توجد بها إنارة ولا أرصفة ويتمنى سكان شرق عرعر إلى مشاريع تجميلية بإضافة الحدائق والمعالم وتزيين الميادين، وكذلك فإن شبكات تصريف السيول الموجودة ونقاط المناهل في شوارع مدينة عرعر لا تكفي لتصريف المياه باتجاه وادي عرعر الذي ينقل مياه التصريف بعيداً، لذا فالأمر واضح أمام وزارة البلديات في مراجعة طريقتها في التقشف أمام مشاريع لازمة جداً، وأمام الأمانة مطالب من الأهالي لإنارة الأحياء وأرصفتها، وكذلك رفع كفاءة شركات النظافة وصيانة الأرصفة والميادين ومعالجة التشوهات وربط الأحياء فيما بينها عبر الجسور والأنفاق وأنشاء ميادين جديدة. التنمية وزارة النقل مشاريعها أقل من الأعوام السابقة في المنطقة ففي مجال القطارات مازالت المنطقة الشمالية تتطلع لربطها بسكة الحديد التي تمر بالقرب من مدينة عرعر دون أن تكون هناك وصلة ومحطة للركاب، من جهة أخرى فإن وزارة النقل مطالبة بإنشاء الجسور أمام التقاطعات في الهجر والقرى لسلامة قائدي السيارات، ومن المطالب التنموية السريعة التي نختم بها مقالنا هو شبك الحرس الوطني الذي عزل مدينة عرعر عن بعضها البعض، ومن المهم استبداله ومنحه لوزارة الإسكان. عاشت بلادي وعاش والدنا ضيف المنطقة الكريم خادم الحرمين الشريفين، وعاش سمو سيدي ولي العهد اللذان يعملان لراحة المواطنين في كل الأنحاء والاتجاهات، وعاش سيدي أمير الحدود الشمالية فيصل بن خالد بن سلطان مهندس التنمية الذي يكرّس فكره وإدارته وجهده لرفعة المنطقة وتحديثها لتواكب التنمية الشاملة التي عمت أرجاء الوطن.