تُعتبر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منظمة مهمة وحيوية للمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والعالم أجمع. يجتمع المجتمع الدولي في شهر نوفمبر الحالي لمراجعة اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والتي تحظر استخدام هذه الأسلحة الفظيعة. لقد استغرق الإجماع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية عقوداً من الزمن، لكن الآن وقّعتها كل بلدان العالم تقريباً. إلا أنّ هذه المكاسب التي تحققت بعد هذه المشقّة المناهضة لاستخدام الأسلحة الكيميائية باتت الآن معرضة للخطر. فقد شهدنا تنفيذ هجمات بالأسلحة الكيميائية في سورية والعراق وماليزيا، وأيضاً في مدينة سالزبري البريطانية، وهو أول هجوم يتم فيه استخدام غاز أعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. يتعين على المجتمع الدولي أن يتحد في إصراره وعزمه على الحفاظ على الحظر العالمي على استخدام الأسلحة الكيميائية. وفي شهر يونيو كلفت الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية الجهة المعنية بالرقابة على هذه الأسلحة، وهي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بوضع ترتيبات لتحديد هوية المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية. وباتخاذه لهذه الخطوة الكبيرة، وجّه المجتمع الدولي رسالة واضحة إلى كل من يستخدم الأسلحة الكيميائية، وهذه الرسالة مفادها أنه ليس باستطاعتهم مواصلة استخدام هذه الأسلحة بلا محاسبة. وبالتالي من الضروري الآن أن تؤيد جميع الدول القرار المتخَذ في يونيو، ودعم تنفيذه بالكامل. ينبغي على المجتمع الدولي، من أجلنا، وخصوصاً من أجل هؤلاء الذين يعيشون خطر التعرض للأسلحة الكيميائية، أن يقوم بتعزيز وتقوية قدرات وإمكانية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كي تتمكن من بدء عملها المهم جداً. حيث إن هذا العمل سيبدأ بسورية. هذا يعني ضمان أن يتوفر لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مسؤولون مؤهلون وذوو خبرة ومستقلون للقيام بما كُلِّفت به، وأن تتوفر لها الميزانية التي تحتاجها لأداء مهامها بفعالية، وأن تحظى جهودها بالدعم الكامل من المجتمع الدولي. كما أن المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تعملان مع حلفاء وشركاء دوليين لطي ويلات الأسلحة الكيميائية التي ستصبح صفحة يطويها التاريخ مجدداً. إن شعوب العالم تراقب ما يحدث، فلنتحد معاً لإرسال أوضح رسالة ممكنة على أننا لن نتساهل أبداً حيال استخدام هذه الأسلحة المروعة. * السفير البريطاني لدى المملكة