بالتأكيد أن البعض لم يسمع بالكاتب الشهير «ستان لي»، لكن من منا لا يعرف «الرجل العنكبوت» أو «الرجل الأخضر» أو «النمر الأسود» أو حتى «الرجل الحديدي»؟ كل تلك الأسماء وغيرها من الشخصيات إبداع عقل رجلٍ واحد؛ إنه الأسطوري «ستان لي»، ذلك الشغوف الذي استمر في كتابة القصص المصورة، وإدارة شركة مجلات الخارقين عقودا متتالية، حتى تلك اللحظة حينما تهاوت صناعة قصص الخارقين لأسباب عديدة، وكادت الشركة أن تفلس، قرر أن يترك فيها شغف طفولته، ويعود إلى كتابة روايته الحلم، لكن زوجته –المؤمنة بموهبته- حثته على ابتكار شخصيات مصورة يؤمن بها، وتكون قمة إبداعه قبل تركه المجال الذي عشقه ومارس فيه كل الأدوار، حتى خلال خدمته العسكرية، كان يؤلف الكتيبات والشعارات والأفلام التعبوية والتوعوية، ليصنف ككاتب مسرحي في فيلق الإشارة! حينئد وقبيل احتفاله بعيد ميلاده الأربعين ابتكر مع صديقه «جاك كيري»: شخصيات فريق «أربعة مذهلون «fantastic four، وهم أولئك الأبطال الخارقون الذين يكتسبون قواهم الخارقة بعد تعرضهم لأشعة كونية أثناء مهمة علمية في الفضاء الخارجي، أولئك الخارقون الذين لا يتحلون بالكمال، كما هي عادة الأبطال الخارقين الآخرين! ليحقق نجاحاً باهراً لدى القراء ومهووسي القصص المصورة على اختلاف ذوائقهم، وأيضاً ليسدد ضربة قوية لمنافسيه في شركة «دي سي كوميكس». منذ نعومة أظافر «ستان لي» وقلبه معلق بالقصص المصورة، سعى حتى التحق عاملاً يجلب القهوة والطعام في شركة «تيميلي كوميكس»، ثم اقتنص فرصة طرد رئيس التحرير، ليحل مؤقتاً محله وهو ابن التسعة عشر ربيعاً! ولكنه استمر ما يزيد على 30 عاماً، وليحول الشركة إلى الاسم الأكثر شهرة: «مارفل»، التي وصلت قمة مجدها معه حينما كانت تبيع 50 مليون نسخة سنوياً. كان يؤمن دوماً بالابتكار، وبكونه صوت الشباب، فكان حريصاً على تنويع إبداعاته، من ابتكار وكتابة وتمثيل وإنتاج، حتى أضحى أيقونة قصص الخارقين المصورة، وهو من تحدى معايير هيئة لوائح القصص المصورة، للسماح بظهور أضرار المخدرات في القصص المصورة. بعد تقاعده لم يتوقف إبداعه، فاستمر في الكتابة والتمثيل والمشاركات، بل انضم قبل 18 عاماً إلى منافسيه السابقين «دي سي كومكس»، وأعاد تطوير أبطالهم الخارقين كسوبرمارن وباتمان وغيرهما، وكان يسعد بظهوره القصير في أغلب الأفلام السينمائية لقصصه. بالتأكيد موهبة ستان وشغفه كان لهما الدور الأساسي في بزوغ نجمه، لكن أيضاً عمله الدؤوب وفي كل الأدوار جعله يدرك ما الذي تحتاج إليه هذه الصناعة، حتى جاءت اللحظة، وقد جاوز شبابه اليافع بسنوات ليخرج بفكرته عن الخارقين غير الكاملين، فأعاد بعث الحياة من جديد في صناعة مجلات القصص المصورة، وما يتبعها من وسائط فنية.