كنت أعتقد بأن الدعم الذي حظيت به الفرق السعودية هذا الموسم من خلال سداد ديونها وإغلاق ملفاتها المالية المتعثرة وجلب لاعبين عالميين لها سيخفف من أعراض "فوبيا الهلال" التي يعاني منها أولئك الذين انشغلوا ب"الزعيم" ونجاحاته طوال العقود الماضية، وكانوا يشككون ليل نهار في بطولاته وزعامته وتفوقه. توقعت بأن تلك الفئة من الإعلاميين والجماهير وحتى بعض المسؤولين سينشغلون بأنديتهم، بدلاً من هدر أوقاتهم وهم يتتبعون "الأزرق" ومشواره بحثاً عن زلاته، أو شن الحملات عليه ومحاولة عرقلته خارج الملعب، لكن يبدو أن "أبو طبيع ما يغير طبعه". انتصارات متتالية حققها الهلال، وأرقام قياسية سجلها في تاريخ دورينا، وتفوق بجدارة على الجميع، ومع ذلك نتفاجأ بمن يغمز ويلمز وأحياناً يقولها صراحة حول أحقيته بذلك، ويحبك القصص المضحكة للتشكيك في مشواره الذي يجلب الفخر لكل من ينتمي له، وعلى الرغم من ظروف الهلال بتغيير إدارته بعد بداية الموسم وإصابة عدد من نجومه، إلا أنه يغرد وحيداً خارج السرب. وبدلاً من الاعتراف بقوته وثقله فنياً، أصبح البعض يتحدثون عن ضرورة لعب الدوري من دون الدوليين خلال كأس آسيا؛ لأنهم يعلمون تضرر الهلال وفقدانه للاعبي منتخبنا والمنتخبات الآسيوية مثل الحبسي وخربين. وآخرون عادوا لإسطوانة التحكيم المشروخة، رغم أن طواقم الحكام أجنبية، وفوقها هنالك تقنية الفيديو "VAR" التي عززت العدالة في ملاعبنا إلى درجة أنها تعرضت للحرب ممن لا يريدون ذلك، ويبحثون عن استمرار أخطاء الحكام، لعلها تمنحهم انتصارات ونقاطاً غير مستحقة. أما آخر الشطحات المضحكة التي تهدف لإيقاف تفوق الهلال هي مطالبات البعض بالعودة إلى المربع الذهبي؛ لأنهم رفعوا المنديل الأبيض، وأعلنوا استسلامهم وعدم قدرتهم على مجاراة الهلال واللحاق به، يا الله إلى أين أوصلهم الهلال؟!!. لا أستطيع أن أنهي المقال دون أن أعبر عن صدمتي بحديث لاعب وسط النصر المغربي نورالدين امرابط، عندما أشار إلى أن الهلال كسب ركلات جزائية ساهمت في صدارته، ألهذا الحد تأثر اللاعب الدولي الذي صال وجال في ملاعب أوروبا بالطرح الإعلامي والجماهيري العقيم خلال الفترة الأخيرة؟ آمل أن تعزل إدارة النصر لاعبيها عن مثل هذه الأمور، حتى لا يتأثروا سلبياً، ويهدم ذلك كل ما بنته بعملها الكبير في الصيف. نقطة أخيرة، من يريد أن ينافس الهلال عليه أن يعترف أولاً بقوة "الأزرق" هذا الموسم وقدراته وإمكانات لاعبيه وامتلاكه مدرباً عالمياً يعرف من أين تؤكل الكتف، ارجعوا لاعترافات بعض العقلاء من مسؤولي بعض الفرق ولاعبيها وحتى بعض الإعلاميين بعد أن خسرت فرقهم من الهلال، وماذا قالوا عن قوته داخل المستطيل الأخضر، أما حملات التشكيك والآراء العقيمة التي تهدف لوضع العراقيل أمام الهلال لإيقافه خارج الميدان فالمستفيد منها هو الهلال؛ لأنه سيتركهم ينشغلون عن أنديتهم وتطويرها به، ويكمل طريقه نحو البطولات والإنجازات.