كانت خطوة شجاعة تلك التي أقدم عليها المعلق الرياضي السابق نبيل نقشبندي وهو يعتذر أو يستقيل من رئاسة لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم، إذ بالكاد جف حبر قرار تعيينه في واحدة من أكثر اللجان حساسية مع تصاعد الجدل المصطنع حول تقنية "VAR" التي حضرت لتعين الحكام على اتخاذ القرارات قبل أن تتحول لوسيلة ضغط يستخدمها بعض رؤساء الأندية كذريعة عند التعبير عن التبرم من قرار تحكيمي معين. أما شجاعة نقشبندي فهي تحسب له كونه – وإن أرجع قراره لارتباط عملي- رأى أنه من الصعب أن يدير لجنة وسط هذه الظروف والصخب لاعتبارات عدة، أولها أن العمل فيها يتطلب العمل بخط متوازٍ على غير اتجاه أبرزها إعادة الثقة للحكم السعودي، وهو مشروع بحد ذاته يحتاج لفريق متخصص، فضلاً عن التعامل مع ضغوطات الأندية التي لم تتوقف حتى وهيئة الرياضة تتكفل بإحضار أفضل الأسماء التحكيمية، ناهيك عن عدم وضوح رؤية اتحاد الكرة الجديدة تجاه ملف التحكيم. لا أميل إلى الآراء التي انتقدت تعيين المعلق السابق والصيدلي في مجال بعيد جداً عن مجالي تخصصه اللذين دخلهما من باب الهواية والتخصص العلمي، ذلك أن مسألة إدارة مثل هذه اللجنة تحتاج لقدرات إدارية ليس بالضرورة أن تتوافق مع التخصص العلمي. قيادة مثل هذا المفصل المهم يتطلب تجربة إدارية جيدة وقدرة على القيادة والتأثير الإيجابي على العاملين في هذا المجال، ووضوح في الرؤية والأهداف، أما الحديث عن التخصص، وحده فليس مبرراً مقنعاً بما يكفي، ذلك أن كثيراً من الناجحين في الاتحادات والأندية ليسوا مؤهلين علمياً من الناحية الإدارية، فهم جاؤوا من خلفيات مختلفة، لكنهم نجحوا كونهم يقفون على أرضية صلبة في العمل الإداري وإن كان في حقل مختلف. كان بالإمكان أن يقود الإعلامي الخلوق اللجنة بمعية عدد من الأعضاء الذين مارسوا التحكيم لكنه لم يجد نفسه قادراً على قيادتها بشكل يضمن له النجاح، وهي خطوة قلما نجد من يقدم عليها خصوصاً في المجال الرياضي الذي يضمن للعاملين فيه قدراً كبيراً من الأضواء والشهرة التي من الممكن أن تقود لمناصب أكبر. تحتاج لجنة الحكام ومعظم اللجان لشخصيات إدارية ناجحة ومتميزة، ونحتاج أكثر لنموذج مثل نموذج نقشبندي في التراجع، لأن الانسحاب في كثير من الظروف يرقى ليكون أعلى درجات الشجاعة. Your browser does not support the video tag.